ماكرون يبعد قاعة الصحافة عن قصر الإليزيه رغم اعتراض الصحافيين

الجمعة 2018/02/16
ماكرون يتخذ خطوة للخلف في علاقته مع الصحافيين

باريس- قررت رئاسة الجمهورية الفرنسية غلق قاعة الصحافة الموجودة منذ 40 عاما داخل قصر الإليزيه، من الآن وحتى الصيف لنقلها إلى خارج القصر الرئاسي. وعند إعلان سيبيت ندياي، المستشارة الإعلامية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن هذا القرار الأربعاء، احتج الصحافيون الموجودون واعتبروا أن هناك “رغبة سياسية في استبعاد الصحافة”.

وتقع القاعة الصحافية الصغيرة إلى جانب قاعة الاستقبال داخل المقر الرئاسي في قلب باريس، ويسمح للصحافيين بالدخول إلى هناك في مواعيد معيّنة مثل جلسات مجلس الوزراء وزيارات الزعماء الأجانب، ويمكن للعديد من وكالات الأنباء أن تعمل من هناك في أي وقت.

لكن “الرئاسة قررت نقل” هذه القاعة إلى مكان مجاور “لجعلها أكبر”، كما قالت ندياي للصحافيين، وبينهم مراسل وكالة فرانس برس، نافية أي رغبة في استبعادهم. وأضافت أن الرئيس ماكرون “المطلع” على هذا القرار “وافق عليه”.

ومنذ وصوله إلى الإليزيه في مايو الماضي أعرب ماكرون عن رغبته في أن لا يكون الصحافيون داخل حرم القصر، وأجّل الإليزيه تنفيذ هذا المشروع بعد أن أثار جدالا بين الصحافيين.

وخلال لقاء مع هيئة الصحافة الرئاسية مساء الثلاثاء، قال ماكرون إن هذا القرار يأتي في إطار مشروع عقاري شامل جعلته ضروريا توصيات محكمة الحسابات. وأكد بنيامين غريفو، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، الأربعاء، أنه لا توجد رغبة لدى الحكومة في إبعاد الصحافيين، مبيّنا أن هذا الإجراء “فقط لتحسين ظروف عملكم”، مشيرا إلى أن القصر الرئاسي يبتعد لمسافة تقل عن عشرة أمتار فقط من المبنى الآخر، “ويجب التوقف عن رؤية رموز في كل شيء، هي غير موجودة”.

وبرر غريفو القرار بأسباب وظيفية، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يتواجد المزيد من الصحافيين داخل المكتب الجديد، مستقبلا. وكانت قاعة الصحافة في الإليزيه أقيمت داخل القصر إبان رئاسة فاليري جيسكار ديستان (1974-1981)، وفي 1984 نقلها خلفه فرنسوا ميتيران إلى الفناء الرئاسي.

ولم تكن علاقة ماكرون بوسائل الإعلام سهلة لا سيما في مستهل ولايته، وقد شكا معدو التقارير الصحافية مرارا من قلة تمكنهم من الوصول إلى الرئيس، حيث فرض منذ دخوله الإليزيه قيودا على الصحافيين الذين يتابعون تحركاته، وهو ما سبب بعض المشاكل بين الصحافيين وفريق حماية ماكرون، كما تقدم بعدة شكاوى قضائية ضد صحافيين، في الوقت الذي لم يقدم فيه سلفه فرنسوا هولاند أي شكوى قضائية ضد أي صحافي خلال فترة ولايته.

وتقدم ماكرون بشكوى قضائية ضد مصور صحافي بتهمة “المضايقة ومحاولة الاعتداء على حياته الخاصة”، خلال قضائه عطلة في مرسيليا المطلة على المتوسط جنوبي فرنسا.

غير أن الرئيس الفرنسي صار يدلي بأحاديث إلى وسائل الإعلام بصورة أكثر في الوقت الراهن، فعلى سبيل المثال تحدث ماكرون مساء الثلاثاء لفترة مطولة مع أعضاء جمعية الصحافة الرئاسية.

18