الإمارات تستكمل اختبارات التشغيل في أولى محطاتها النووية

أبوظبي- كشفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس عن نقلات نوعية جديدة في مراحل بناء مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، الذي سيصبح أكبر مجمع للطاقة النووية السلمية في العالم.
وأكدت أن المحطة الأولى تقترب من المرحلة النهائية للعمليات والاختبارات التشغيلية طبقا للموافقات الرقابية والتنظيمية استعدادا لدخولها الخدمة خلال العام الحالي.
وذكرت المؤسسة أن الأعمال الإنشائية تسير بثبات وأمان، وأن نسبة الإنجاز في المحطات الثلاث الأخرى أحرزت تقدّما كبيرا حيث بلغت أكثر من 90 في المئة في المحطة الثانية وتجاوزت نسبة 79 بالمئة في المحطة الثالثة، في حين بلغت في المحطة الرابعة أكثر من 60 بالمئة. وأكدت أن نسبة الإنجاز الكلية لجميع المحطات بلغت أكثر من 85 بالمئة.
وكشفت عن استكمال تنصيب وحدتي نقل الطاقة في المحطتين الثالثة والرابعة وربطهما بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة إضافة إلى تشغيل محولات الطاقة الرئيسية ومحولات الطاقة الاحتياطية في المحطة الثانية في المشروع.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الإنجازات المتتالية تؤكد استدامة عمليات التطوير القائمة في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية.
وأضحت أن تشغيل وحدات نقل الطاقة يعتبر خطوة أساسية لاستكمال أعمال تجهيز محولات الطاقة الاحتياطية استعدادا لخضوع المحطتين الثالثة والرابعة لاختبارات الجودة والسلامة. كما أن تشغيل محولات الطاقة الرئيسية والاحتياطية في المحطة الثانية يعدّ مؤشرا لاستعداد المحطة لإنجاز اختبار الأداء الحراري.
|
وقال محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن “هذه الإنجازات تعتبر نتاج العمل الوثيق مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) المقاول الرئيسي للمشروع والشريك في الائتلاف المشترك إضافة إلى المقاولين الثانويين وأبرزهم تحالف شركات هيونداي وسامسونغ وسام جين”.
وأشاد بالتعاون الوثيق والتنسيق المستمر مع جميع فرق العمل في هذا المشروع الوطني الطموح ما يسهم في تعزيز الاستفادة من الخبرات المكتسبة خلال العمل في المحطتين الأولى والثانية في مشروع براكة للطاقة النووية السلمية الجاري تنفيذه وفق أعلى المعايير العالمية للسلامة والأمان والجودة.
وأوضح الحمادي أن هذه الإنجازات النوعية تعكس مدى الالتزام والعمل الدؤوب والمستمر خلال مسيرة تطوير مشروع براكة الذي رسخ مكانته كأكبر مشروع للطاقة النووية السلمية على مستوى العالم من حيث بناء أربع محطات متطابقة في آن واحد.
وكانت الإمارات قد أرجأت تشغيل المحطة الأولى في العام الماضي من أجل مضاعفة الاختبارات لتعزيز إجراءات السلامة وفق مستويات غير مسبوقة عالميا.
وتصاعد دور الإمارات في الجهود العالمية لرفع سقف معايير السلامة في المحطات حين جمعت أبوظبي في أكتوبر الماضي دول العالم المعنية بتطوير الطاقة النووية في مؤتمر وزاري دولي لمراجعة وتطوير قواعد السلامة في المحطات النووية السلمية.
وشدد وزير الطاقة والصناعة سهيل المزروعي على ضرورة تعزيز احترام جميع الدول التي تسعى لتطوير برنامج للطاقة النووية، للالتزامات الدولية في مجالي الأمن النووي وعدم انتشار الأسلحة النووية.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي تقود البرنامج النووي السلمي الإماراتي قد أكملت في العام الماضي بالتعاون مع شركائها، تركيب البطانة الداخلية واستكمال صب الخرسانة لقبة مفاعل المحطة الثالثة.
كما أكملت تركيب أنابيب أنظمة التبريد وربط حاوية المفاعل بمضخات التبريد ومولد البخار والانتهاء من تثبيت حلقات البطانة المعدنية الداخلية لمبنى المحطة الرابعة بينما تسير الاختبارات والاستعدادات للمرحلة التشغيلية بشكل ثابت وآمن في المحطتين الأولى والثانية.
وستملك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية حصة نسبتها 82 بالمئة من “شركة براكة الأولى” في حين تملك كيبكو الحصة المتبقية البالغة 18 بالمئة. وسيتم توزيع الحصص بطريقة مماثلة في شركة نواة للطاقة التي تأسست في مايو 2016 والتي ستكون مسؤولة عن تشغيل المحطات النووية الأربع في براكة وصيانتها.
وتندرج مفاعلات محطة براكة ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة “أي.بي.آر 1400” التي تتميز بأحدث التقنيات المتطورة من بين تصاميم مفاعلات الطاقة النووية في العالم.
وبدأت العمليات الإنشائية في محطة براكة للطاقة النووية في عام 2012 بعد الموافقات الرقابية، ومن المقرر إتمام المحطات الأربع في براكة وتشغيلها جميعا بحلول 2020.
ومع الانتهاء من إنجاز كافة المحطات سيوفر المشروع نحو ربع احتياجات دولة الإمارات العربية المتحدة من الطاقة النووية الآمنة والمستدامة والصديقة للبيئة. وتقول المؤسسة إن “القدرة الإنتاجية الكلية بعد استكمال المحطات النووية الأربع ستبلغ نحو 5600 ميغاواط من الطاقة النووية الآمنة والفعالة والموثوقة والصديقة للبيئة”.