دلدار فلمز يرسم يوميات الألم السوري في سويسرا

يقام في الرابع من ديسمبر القادم في “روت هاوس- زيورخ” معرض الفنان التشكيلي السوري دلدار فلمز، والذي يستمر لمدة عام كامل، وفيه يعرض مجموعة من أعماله التي تنوّعت بأحجامها وموضوعاتها، ومنها تجربته التي يعمل عليها في وقتنا الحاضر وعنونها بـ”يوميات الألم السوري”.
الجمعة 2017/12/01
عالم طفولي صريح ومخيف

زيورخ (سويسرا)– تحتفي سويسرا، تحديدا بـ”روت هاوس- زيورخ” انطلاقا من الرابع من ديسمبر القادم وحتى الرابع من نفس الشهر للسنة المقبلة، بالتجربة التشكيلية للفنان السوري دلدار فلمز، من خلال عرضها الدائم لمجموعة أعماله المعنونة بـ”يوميات الألم السوري”.

والمعرض المرتقب، يترفّع فيه الفنان عن التفاصيل الصغيرة لصالح الدفقات الحسّية التي يستمدها من مكامن الحالة النفسية ليصار إلى تحويلها بصريا إلى حالة لونية تسكن سطوح لوحاته عبر إضافة هاربة من سطوة العقل إلى عفوية واعية تحاكي في ظاهرها براءة الأطفال.

وسيعمل دلدار فلمز في تجربة فريدة من نوعها على تغيير حلة المعرض من خلال عرض لوحات من اليوميات تتناسب مع تاريخ إنتاجها بعد أن يمضي عام على إنتاجها، كأن يعرض في مطلع العام الجديد (2018) اللوحات التي سبق أن أنتجها في يناير (2017)، مما يعطي العرض حالة من التجدّد المستمر وإثارة الفضول لاستقطاب شريحة من الجمهور تسعى دائما لرؤية الجديد في المجال الفني.

ويقول الفنان دلدار فلمز عن لوحات معرضه الجديد “في لوحاتي الأخيرة التي رسمتها في عام 2017 بعنوان ‘الألم السوري’ أترفع عن التفاصيل الصغيرة في أعمالي من أجل تجسيد دفقات حسية، وذلك من خلال حركة اليدين ضمن مسارات حدسية أجسّد بحركتها مكامن أعماقي النفسية التي أتلمّسها على هيئة تكوينات لونية متحرّرة من سطوة العقل ورصانتها”.

ويضيف “أنا في تجربتي الأخيرة ألبي نداء رغباتي النفسية، واشتغل تحت سيطرتها في وضع الألوان التي لا تخلو من بعض الانفعالية المتوترة والمصحوبة بمقامات لونية عديدة، وبحث عن إشارات تفتح البوابات في معنى وجود الإنسان ومدى علاقته وارتباطه بالمكان الذي ولد فيه الوطن، وبالتالي أعتمد على حدسي الداخلي فيما أريد طرحه من الأسئلة والقضايا”.

ومن هنا تحضر الألوان مرة أخرى في معرض “روت هاوس” الذي دأب على عرض أعمال تشكيلية معاصرة لفنانين حداثيين كل عام، ليقدم دلدار فلمز هذه المرة، كما يقول “أرسم القرى السورية وهي تتناثر في الاتجاهات وتنام هادئة وادعة تحلم بالمواسم والفرح والمواويل، والبيوت غافية على خاصرة التلال بألوانها الكآبية وأطفالها الحُفاة الذين يركضون في البيادر كأفراخ البط، ويرسمون على التراب محرابا للآلهة، بهذه الشحنة العاطفية الجياشة أتناول هذه العناصر وأخواتها في لوحاتي المعنونة بـ(الألم السوري)”.

دلدار فلمز: أرسم القرى السورية وهي تتناثر في الاتجاهات حالمة بالمواسم والمواويل

ولوحات فلمز الجديدة منفّذة بالألوان الزيتية والأكريليك والأحبار على القماش وتنتمي إلى المدرسة التجريدية التعبيرية، أما مواضيعها فتتداخل مع سيلان ألوانها، فيكون الأحمر سيد المساحات في اللوحة بسطوته وقوته مع الحاشية الكآبية والترابية الداكنة ودرجاتها التي تشكل امتدادا للكتلة كخلفية للوحات.

وفي أعمال الفنان السوري دلدار فلمز البيت يشبه الإنسان، والإنسان يشبه الشجرة، والشجرة تشبه الحيوان، والحيوان كأنه بحيرة مع شخوص غامضة الملامح مجهولة الأسماء تحسّ بخوفها واختبائها في ثنايا اللوحة وتحسّ بعشقها، وفي الوقت نفسه ترى انكساراتها، تعود بالمشاهد إلى عالم طفولي كل شيء فيه واضح وصريح وتعود به إلى عالم مخيف ومرعب تنهض من أعماقه مشاعر غريبة لا يستطيع إدراكها إن كانت تمثل حزنا أم فرحا.

والفنان فلمز من مواليد القامشلي 1970، أقام العديد من المعارض داخل سوريا وخارجها، ويعد أحد الذين رسموا يوميات الثورة السورية خلال أعوامها السبع، وله كتابات في النقد التشكيلي والأدبي في الصحافة العربية والمحلية.

وله مجموعة شعرية بعنوان “عاش باكرا” 2003 وأخرى بعنوان “امرأة بمظلة وشاعر بقبعة” 2017، وفي النقد الفني كتاب بعنوان “تاريخ الرسم” 2011، وله أيضا له كتاب مشترك بعنوان “أمهات سوريات” 2017، كما صمّم عددا من أغلفة الكتب والمجلات وعمل في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية.

17