من يقف وراء بث إشاعة وفاة السبسي على فيسبوك

الرئاسة التونسية تتهم أطرافا سياسية، لم تسمها، بنشر إشاعات ممنهجة على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك عن وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي وهو ما يثير جدلا في كل مرة.
الاثنين 2017/11/20
الباجي حي يرزق

تونس - اتهمت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية السبت أطرافا سياسية بنشر إشاعات ممنهجة عن وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.

وقالت المتحدثة سعيدة قراش “المسألة صارت ممنهجة ومبرمجة، وهناك مخطط كامل وإلحاح على ترويج هذه الإشاعات ضد شخص الرئيس، الذي ليس شخصا عاديا”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة إشاعة عن وفاة الرئيس السبسي البالغ من العمر 90 عاما عبر صفحات وهمية، من بينها صفحة مزيفة لقناة فرانس 24 الإخبارية.

ويجري الحديث بشكل متواتر لدى أحزاب من المعارضة عن متاعب صحية للرئيس السبسي، لكن الرئاسة تنفي ذلك.

وقالت قراش “ترويج هذه الإشاعات بتكرار هو استهداف لاستقرار البلاد وله تبعات داخلية وخارجية”. وأوضحت “نعرف من أين انطلق هذا الخبر، سنكشف كل شيء، لكن بعد أن تقوم السلطات المعنية بعملها ولن نسامح أحدا”.

وكان السبسي تولى منصب الرئاسة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2014 عن حزب حركة نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية، بعد إزاحته لمنافسه الرئيسي في الدور الثاني الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

والعام الماضي، أعلنت صفحة فيسبوكية في سويسرا، منسوبة لحراك تونس الإرادة، وهو حزب المنصف المرزوقي، في خبر عاجل نقلته عنها صحيفة "ألين جويس" السويسرية، وفاة السبسي في إحدى المصحات السويسرية.

وكان محسن مرزوق أمين عام حزب “مشروع تونس” كتب على فيسبوك “الرجاء من الجميع اعتماد الحذر والتثبت في التعامل مع أخبار شبكات التواصل الاجتماعي وعدم الانسياق بسرعة وراء الفبركات والإشاعات”.

وأكد مدير مكتب ديوان رئيس الجمهورية ومستشاره فراس قفراش في تدوينة له على حسابه على فيسبوك أنه تم تحديد هوية الشخص مروّج إشاعة وفاة الرئيس دوريا وآخرها نشر صورة منسوبة إلى موقع قناة فرانس 24 بالاعتماد على تقنية الفوتوشوب.

إشاعة وفاة الرئيس انتشرت عبر صفحات وهمية، بينها صفحة مزيفة لقناة فرانس 24

وقال قفراش إنه لن يتم التسامح مع الطرف مرتكب الجريمة وستتم محاسبته قضائيا وسياسيا وفق تدوينته.

ومن جهتها صرحت قناة فرانس 24 بأنها لا تتحمل مسؤولية أخبار زائفة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعار القناة. وأضاف “فبحيث للعباد عديمي الذكاء ربّي يخفّف عليهم نطمنّهم راهو (أطمئنهم أن) الباجي قايد السبسي لاباس عليه (بخير) وفي أحسن حالاته الصحيّة وآخر نشاط قام به هو استقباله الليلة لنائب وزير الخارجية الأميركي والنشاط موجود على الصفحة الرسمية للرئاسة على فيسبوك”.

وأثار الخبر بلبلة على فيسبوك، أكثر المواقع الاجتماعية استخداما في تونس.

ووفق إحصائيات فإن عدد مستخدمي فيسبوك في تونس أكثر من 4 ملايين مستخدم من أصل 11 مليون تونسي.

وكتب الناشط “الباجي مات/ الباجي حي… نشر أنباء كاذبة البارحة عن وفاة الرئيس الباجي هو من قبيل المراهقة السياسية بل هي الطفولة الساذجة”.

وتساءل “فهل يريد صاحب الخبر أن يُفرِح التونسيين بموت الرئيس؟ ومن قال إننا سنفرح؟ وهل أن خليفته سيكون الأفضل والأحسن والأقدر على إدارة بلاد عمها الخراب ولفها الدمار من شمالها إلى جنوبها؟”.

وأكد “نعم لم ننتخب الباجي نظرا لكبر سنه وعجزه الكامن فيه وفي حزبه عن تغيير حال البلاد والعباد، لكن لا يجب أن ننزل إلى مستوى الرعاع السياسي… كان على أصحاب الخبر أن يتحدثوا عن بدائل أكثر نفعا للمواطنين، وعن برامج فاعلة… أما عن مسارعة مستشاري القصر، نورالدين بن تيشة وسعيدة قراش إلى نفي الخبر فهو الدليل على أن الذين يحيطون بالرئيس يرون مستقبلهم معلقا في شخصه”.

وقال معلق “موت الباجي سريريا إشاعة، لكن الباجي مات وشبع موتا من يوم خان ولعب بأصوات ناخبيه الذين ضحك عليهم بكذبة vote Utile، وبعد لقينا (وبعد ذلك وجدنا) حركة النهضة الإسلامية تحكم وتأمر”. واعتبر آخر “ربما الإشاعة هي جس نبض”.

ويتعرض الرؤساء بين الحين والآخر لحملات تشويه من قبل معارضيهم، ومنها إطلاق الشائعات عن الوفاة أو المرض وهي الأمور التي تعرض لها أغلب الزعماء والرؤساء.

وكذّبت الجزائر مرارا شائعات عن وفاة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

ويُتهم بعض الفنانين والسياسيين بترويج شائعات وفاتهم لإثارة الجدل وشد انتباه مجتمعاتهم.

ويقول بعض المتابعين إن هؤلاء، خاصة الفنانين، يعمدون إلى نشر هذه الشائعات لزيادة الشهرة.

وكان القائمون على صفحة السياسية الأميركية كونداليزا رايس، عمدوا في الفترة الأخيرة إلى ترويج شائعة وفاتها. واتهم بعضُهم القائمين على الصفحة بأنهم “يرغبون في الحصول على عدد أكبر من الإعجاب من المترددين على الشبكات الاجتماعية خاصة فيسبوك وتويتر، ولهذا قاموا بنشر هذه الشائعة”.

وبالفعل شرع المئات من المعجبين بها على الفور في كتابة رسائل تعازيهم على صفحة فيسبوك، معربين عن أسفهم لفقدانها، ووصفوها بالسياسية الموهوبة والماهرة.

وبعدها، أكد مقربون لها أنها على قيد الحياة، وأنها مثلها مثل المشاهير تتعرض لشائعة وفاتها من وقت إلى آخر.

19