الفبركة في قطر بتواطؤ رسمي

لندن - أثارت الفبركة التي طالت صورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية. وظهر في الصورة التي انتشرت على نطاق واسع الملك محمد السادس حاملا وشاحا كتبت عليه عبارة “لكم العالم ولنا تميم”.

واحتفى إعلاميون قطريون مسنودون بإعلاميي الجزيرة القطرية بشكل غير مسبوق بالصورة وتداولوها على حساباتهم الرسمية. كما عمدت صحيفة “العرب” القطرية إلى وصف ملك المغرب بـ”كاسر الحصار” الذي سرعان ما تحول إلى هاشتاغ على تويتر بعنوان #ملك_المغرب_يكسر_حصار_قطر.

وانتشرت في شوارع الدوحة حملات إعلانية كبيرة مؤخرا لدعم الموقف القطري، وللتعبير عن التأييد لسياسات الأمير تميم بن حمد آل ثاني، في وجه ما اعتبر “حصارا”.

واشتهرت عدة عبارات من تلك الحملة السياسية مثل “لكم العالم ولنا تميم“، و“تميم المجد“، وغيرهما.

وتصر قطر على إطلاق تسمية “الحصار” على مقاطعة دول خليجية لها بسبب “دعمها للإرهاب”.

ولم يدم الاحتفال مطولا إذ أكد مستشار الملك محمد السادس، ياسر الزناكي “لقد كنت بجانب الملك خلال تنقلاته في إطار هذه الزيارة، ولم يقم قط بأخذ أي صورة أو حمل أي وشاح”. وأضاف “لقد تفاجأنا بهذه الصورة، والأمر مجرد فبركة واضحة”.

من جانبه، أعلن مكتب الاتصال الحكومي القطري أنه سيتم فتح تحقيق بشأن صورة مفبركة أظهرت العاهل المغربي محمد السادس وهو يحمل وشاحا يحمل رسالة سياسية. وقال المكتب في بيان “سيتم التحقيق لمعرفة من حاول تأليب الرأي العام أو المساس برموز الدول”. وعبر مدير المكتب سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني عن “أسفه للصورة المركبة”.

وسرعان ما تحول الهاشتاغ إلى مصدر انتقاد وسخرية من الفبركة القطرية التي أكد البعض أنها تمت بتواطؤ رسمي. وكتب مغرد مغربي “من العيب والعار استغلال ملك بلاد بهذه الطريقة الدنيئة ونسب له شيء لا علاقة له به، ندين كمغاربة فخورين ومعتزين بمغربيتنا وبملكنا #محمد_السادس هذه الفبركة الواضحة”.

وقال آخر “ملك المغرب أكبر من هذه الصورة المفبركة التي لا يمكن لوضيع أن يحملها .. فكيف بملك أن يحمل صورة صغيرة جدا جدا جدا”.

وتهكم آخر “فقط أتمنى رؤية وجوه المغردين القطريين بعد أن اتضخ أن الصوره مفبركه .. هذا دليل آخر على الغدر والخيانه والتزوير”.

وكتب آخر “#كاسر_الحصار_محمد_السادس. كما توقعت (فبركة) وماذا تملك #قطر غير الفبركة والكذب! من غير المنطق أن يرفع مَلِك لافته موجهة!، إنسان بسيط لا يقبلها لنفسه فكيف بملك؟”.

ووصل العاهل المغربي مساء الأحد إلى قطر، قادما من دولة الإمارات العربية المتحدة في أول زيارة له للدوحة منذ اندلاع الأزمة القطرية في 5 يونيو الماضي، التي أسفرت عن قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر.

ودعا العاهل المغربي في أكثر من مناسبة كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل تخفيف التوتر وتجاوز الأزمة.

وفي سياق آخر، يقول متابعون إن الفبركة أظهرت “احترافا فنيا عاليا” يؤكد تطويع قطر لكل الوسائل في أزمتها.

ووصفها بعضهم بأنها “صورة مُركّبة على استعجال لكن بأيدي محترفين”.

وقال مراقب إن الصورة تندرج في إطار ما يعرف بـ”التصيد الإلكتروني” الذي يعرف بأنه “فنتترك تعليقات أو صور لا تستهدف سوى إثارة الجدل”.

ويشرح “الصورة تم تعميمها قبل مغادرة الملك محمد السادس للدوحة لجس النبض وإضفاء مصداقية عليها”.

وتبرع قطر في هذا النوع من “الحروب الإلكترونية”. ويقول عارفون بالشأن القطري إن قطر توظف ميليشيات إلكترونية في الفضاء الإلكتروني، خاصة من فئة المتصيدين، معاضدة بإعلاميين ذوي جنسيات عربية، أغلبهم مطلوبون للعدالة في بلدانهم الأصلية، يعملون على أرضها أغدق عليهم المال الكثير، حتى أن أكثرهم حصل على الجنسية القطرية.

ويستثمر هؤلاء الإعلاميون حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها الآلاف للترويج لوجهة نظر النظام القطري.