جدل سياسي ومخاوف من اختراق إلكتروني يحيطان بالانتخابات الألمانية

الخميس 2017/09/21
نتائج محسومة بالرغم من الجدل السياسي

برلين – عارض وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير رئيس مكتب المستشارية بيتر ألتماير، داعيا كافة المواطنين إلى التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل أيا كان اختيارهم.

وقال دي ميزير ردا على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل عدم الذهاب إلى الانتخابات بدلا من التصويت لصالح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي "لا، على كل فرد استخدام حقه الانتخابي والذهاب إلى الانتخابات".

وكان ألتماير دعا الثلاثاء المواطنين غير الراضين عن الوضع السياسي الحالي للبلاد إلى التخلي عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بدلا من انتخاب حزب "البديل من أجل ألمانيا".

وذكر ألتماير أنه من الأفضل "بالتأكيد" الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، بدلا من الذهاب للتصويت لصالح "البديل الألماني".

ومن جانبه، قال دي ميزير "آمل ألا ينتخب الكثير من الألمان حزب البديل من أجل ألمانيا، لكن على أي حال يتعين على كل فرد الذهاب إلى الانتخابات إذا كان هناك من لا يستطيع حسم قراره على الإطلاق، فينبغي عليه في هذه الحالة إبطال صوته”، مضيفا أنه لا يوجد “في الحقيقة عذر لعدم الذهاب إلى الانتخابات".

تجدر الإشارة إلى أن دي ميزير وألتماير ينتميان إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الحالية أنجيلا ميركل. واتهم حزب "البديل من أجل ألمانيا" ألتماير بانتهاج أسلوب غير ديمقراطي من خلال محاولة توجيه الناخبين إلى عدم انتخاب الحزب.

وقال ألكسندر غاولاند، كبير مرشحي حزب البديل، منتقدا هذه الدعوة “هؤلاء هم ديمقراطيون طيبون. أصبح عضو بالحكومة يطالب بمقاطعة الانتخابات”.

تجدر الإشارة إلى أن شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" تتراوح ما بين 8 و12 بالمئة في آخر استطلاعات للرأي، ما ينبئ بإمكانية دخوله إلى البرلمان الألماني لأول مرة عقب الانتخابات المقبلة.

ويتزامن هذا الجدل السياسي المتصاعد في ظل مخاوف من محاولات اختراق إلكترونية محتملة تؤثر على مسار ونتائج عمليات التصويت.

وقلل مسؤولون حكوميون وخبراء أمنيون من حدة هذه الهواجس مؤكدين أنهم لم يرصدوا مؤشرات على عمليات اختراق إلكتروني أو تسريبات إخبارية مريبة قبيل الانتخابات المرتقبة في 24 سبتمبر على الرغم من التحذيرات من تدخل أجنبي محتمل.

وقالت وكالة “بي.إس.آي” الاتحادية لمكافحة الاختراق الإلكتروني إنها تراقب عن كثب أي محاولات محتملة للتأثير على مجرى الانتخابات من الخارج، فضلا عن بذلها جهودا لمعالجة ثغرات أمنية تم اكتشافها في برنامج التصويت الإلكتروني.

وقال المتحدث باسم الوكالة “لا مؤشرات لدينا على وجود أي حوادث جديدة أو هجمات مرتبطة بالانتخابات الاتحادية".

وأكدت مصادر حكومية أخرى أنها لم تلحظ أي نشاط غير عادي.

وقال كلاوس بوتش إن حوالي 200 موظف من مكتب الانتخابات الاتحادية سيكونون في برلين وويزبادن يوم الانتخابات للإشراف على عملية التصويت.

في الوقت ذاته صرح مسؤولون في وكالة “بي.إس.آي” بأن شركة “إيت جي.إم.بي.إتش”، مصممة برنامج إحصاء الأصوات، تعكف على تنفيذ سلسلة من توصيات الوكالة بعد أن اكتشف باحثون خاصون ثغرات في البرنامج في نهاية يوليو الماضي.

5