مشاركة الليبراليين في ائتلاف ميركل تهدد الإصلاحات الأوروبية

برلين – قبل أسبوع على الانتخابات الألمانية يبدو حزب الديمقراطيين الأحرار الذي مني بهزيمة في انتخابات 2013 مرشحا للعودة إلى البرلمان، ما قد يؤهله للضغط على برنامج حكومة أنجيلا ميركل في إصلاح الاتحاد الأوروبي.
في حالة استعادة الحزب موقعه كشريك في ائتلاف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المكون من المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي (وسط-يمين)، فإنه سيطرح معارضته القوية لزيادة التحويلات المالية بين دول الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى تقويض الزخم المتزايد لإصلاح التكتل.
وعلى الرغم من تقدم حزب ميركل بفارق كبير في استطلاعات الرأي، إلا أنها لن تتمكن من الحصول على أغلبية مطلقة على الأرجح، ما يجعلها بحاجة إلى شريك من أحد الأحزاب الأصغر، إذا ما قررت عدم مواصلة تجربة الائتلاف الكبير مع الاشتراكيين الديمقراطيين (وسط يسار).
لكن ميركل استبعدت العمل مع حزب “البديل لألمانيا” المعادي للهجرة أو مع “دي لينكه” اليساري المتشدد، مما يخلي ساحة المعركة أمام الديمقراطيين الأحرار والخضر للفوز المحتمل بشراكة الائتلاف.
وتقول نيكولا بير، الأمينة العامة لحزب الديمقراطيين الأحرار، إن الهدف واضح “السؤال الحاسم في هذه الانتخابات هو أي حزب سيكون ثالث أكبر الأحزاب”.
وقد تركت المستشارة الحذرة خياراتها مفتوحة، وألمحت إلى كل من الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للشركات وتيار الخضر اليساري التوجه، يمكن أن يكون لهما مقعد في المشاورات الحكومية بعد الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر الجاري.
وإذا ما انضم الديمقراطي الحر إلى حكومة المسيحيين الديمقراطيين، فإن إصلاح منطقة اليورو “سيحكم عليه بالفشل” بحسب الخبير الاقتصادي كريستيان اودندال من مركز الإصلاح الأوروبي، مضيفا أن ذلك سيكون “أكثر الائتلافات خطورة على اليورو”.
ويؤيد الديمقراطي الحر، أكثر من أي حزب آخر، سياسة اقتصادية تقليدية لألمانيا تضع قواعد واضحة قائمة على السوق وتطبيقها بحذافيرها مهما كلف الأمر.
وعلى المستوى الأوروبي يُترجم ذلك برفض لأي خطط لميزانية مشتركة لمنطقة اليورو تخفف من تأثير أزمات اقتصادية، أو أن يقوم صندوق النقد الدولي بتقديم قروض طارئة.
ويتبادل المسؤولون الفرنسيون والألمان تلك الأفكار منذ انتخاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مايو الماضي، الذي أعاد الثقة في مستقبل الاتحاد الأوروبي بين نخب القارة.
وقال زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر في تجمع حزبي الأحد الماضي “إذا كانت فكرة تخصيص ميزانية خاصة لمنطقة اليورو من أموال ألمانيا كي تذهب إلى دول أوروبية أخرى فإننا لن نساهم في تحقيق ذلك”.
وأضاف ليندنر “إن اتحادا من تحويلات كتلك لن يقوي أوروبا”.
وينتقد الديمقراطيون الأحرار بشكل خاص صفقات الإنقاذ التي سمحت ببقاء اليونان في منطقة اليورو رغم ديونها الهائلة.
ويؤيد برنامجهم الحزبي “إجراءات إفلاس للدول في منطقة اليورو” يمكن أن تؤدي إلى خروج دول من منطقة العملة الموحدة.
ويقر كبار مسؤولي الديمقراطي الحر أن من بين حالات الخروج عن أسس الحزب، فإن أول فصول صفقات إنقاذ اليونان كتبت عندما كان الحزب شريكا في ائتلاف ميركل الحكومي بين 2009 و2013.
للمزيد:
ميركل تتعهد بثورة رقمية بعد فوزها في الانتخابات