تيلرسون يحسم التنسيق المشترك بشأن كوريا الشمالية من لندن

لندن – أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس محادثات في لندن مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هي الأولى في سلسلة لقاءات حول ليبيا وكوريا الشمالية.
كما تناولت المباحثات أيضا الاتفاق مع إيران حول البرنامج النووي والذي أكدت ماي “أهميته لتفادي حيازة إيران أسلحة نووية”، بحسب متحدث بريطاني.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر في السابق عن معارضته للاتفاق الذي أبرم عام 2015 الذي يهدف إلى وقف برنامج إيران النووي مقابل رفع أغلب العقوبات الغربية عنها.
وسيقرر الرئيس دونالد ترامب في منتصف أكتوبر القادم إذا كان سيعلن أمام الكونغرس الأميركي أن طهران تحترم الاتفاق أو أنه سيعيد النظر في الاتفاق المهم جدا بالنسبة إلى الأوروبيين.
وشددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على أهمية استمرار العمل بالاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وذلك خلال محادثاتها مع مسؤول الخارجية الأميركية في مكتبها في داونيينغ ستريت.
وقال المتحدث باسم ماي للصحافيين “إن اللقاء تطرق إلى اتفاق إيران النووي وسلطت رئيسة الوزراء الضوء على أهميته لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية”.
ولم تكن إيران مطروحة بشكل رسمي على جدول أعمال الزيارة، لكن أثيرت المسألة خلال اللقاء الذي انعقد بمشاركة مستشار الأمن القومي البريطاني.
وقال تيلرسون علنا إنه يختلف مع آراء ترامب حول الاتفاق النووي وإن الاتفاق قد يكون وسيلة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. وقال المتحدث باسم ماي “ناقشا أيضا مسألة كوريا الشمالية واستمرار أنشطتها التي تقوض الاستقرار، واتفقا على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي العمل من أجل الضغط على النظام”.
ودفعت التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات جديدة الاثنين الماضي على بيونغ يانغ.
المحادثات المتعلقة بتطورات الأزمة الليبية ستركز على كيفية كسر الجمود السياسي وحشد الدعم لجهود الأمم المتحدة
وضمن سلسلة اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين البريطانيين اجتمع تيلرسون أيضا مع نظيره البريطاني بوريس جونسون للتناقش حول ابرز حيثيات الأزمة الكورية الشمالية وأبعاد التحرك بعيد التصعيد الذي تمارسه بيونغ يانغ.
وأوضح المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك لصحافيين أن تيلرسون “لا يفوت أي فرصة لتأكيد ضرورة زيادة الضغط على كوريا الشمالية من أجل جمع كل الأدوات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية للتوصل إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية”.
وأعلنت الخارجية الأميركية أن تيلرسون بحث عددا من القضايا من بينها “الحاجة إلى تعزيز الجهود لمواجهة الخطر الذي تشكله البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية على الأمن العالمي”.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن واشنطن ولندن متفقتان على “وجوب أن تواصل المجموعة الدولية الضغط بشكل ملموس على نظام” الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ودعمت لندن وباريس موقف واشنطن الحازم في الأمم المتحدة، وإن كان مشروع العقوبات النهائي خضع لتعديلات للحصول على موافقة الصين وروسيا، الشريكتين الرئيسيتين لكوريا الشمالية.
ويدرس كل من الأميركيين والأوروبيين إمكانية فرض عقوبات من طرف واحد في وقت لاحق على كوريا الشمالية.
وفضلا عن الأزمة الكورية الشمالية يأتي الملف الليبي على رأس مباحثات المسؤول الأميركي مع عدد من الأطراف الإقليمية على هامش زيارته إلى بريطانيا.
وعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة عشية الخميس اجتماعا وزاريا دعا إليه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بمشاركة كل من تيلرسون ومندوبين من فرنسا وايطاليا ومصر والإمارات.
وقال بيان وزارة الخارجية البريطانية إن هذه الدول ستحاول “تجاوز المأزق السياسي” في ليبيا.
وذكرت مصادر من وزارة الخارجية البريطانية أن المحادثات المتعلقة بتطورات الأزمة الليبية ستركز على “كيفية كسر الجمود السياسي” وحشد الدعم لجهود الأمم المتحدة.
وقال المسؤول الأميركي “نأمل في التركيز على الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة وعلى العملية السياسية وإعطائهما دفعا جديدا للتوصل إلى إعادة الوحدة في ليبيا”، معولا إلى حد ما على تغير الشخصيات المعنية بالأزمة الليبية بوجود وزير جديد للخارجية الأميركية ومبعوث جديد للأمم المتحدة والأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
وقال براين هوك إن ليبيا “منقسمة بشكل كبير جدا ويخلق غياب الاستقرار مجالا للإرهابيين الذين يعدون هجمات ضد الغرب”، وعبر عن الأمل في أن تمكن “العملية السياسية التي يقودها الليبيون” برعاية الأمم المتحدة “من تفادي حل عسكري”.
وتشهد ليبيا نزاعات بين مجموعات مسلحة وتوجد فيها سلطتان تتنازعان السلطة، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والمستقرة في طرابلس من جهة، وسلطة في شرق ليبيا مدعومة من البرلمان ومن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
وفي اجتماع بادرت إليه فرنسا بالمنطقة الباريسية نهاية يوليو الماضي، قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وحفتر بخارطة طريق نصت على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات في 2018، لكنهما لم يوقعا أي وثيقة في هذا الشأن.