تطبيق صراحة نواة لوادي سيليكون في السعودية

يشعر السعودي زين العابدين توفيق بحماسة فائقة وهو يتحدث عن تطبيق “صراحة” الذي قام ببرمجته واستطاع ضمن فترة زمنية قصيرة أن يحظى بشعبية كبيرة، مسلطا الضوء على صناعة تكنولوجية ناشئة في السعودية.
الاثنين 2017/09/04
تحديات ناجحة

الرياض - استطاع تطبيق "صراحة" الذي أسسه المبرمج السعودي زين العابدين توفيق، أن يُحدث ضجة على المستوى العالمي، ولفت الأنظار إلى التقنيات الحديثة الوليدة في السعودية.

ويقول خبراء إنه وجه رسالة واضحة مفادها أن السعودية تمتلك طاقة تقنية وتكنولوجية كبيرة.

وقد صمم التطبيق في البداية كأداة للحصول على ردود فعل صريحة في مكان العمل، ومن ثم وجد طريقه إلى الهواتف الذكية لجيل الألفية في جميع أنحاء العالم، وكان قد أثار الانتقادات في المدة الأخيرة بسبب الخصوصية.

وقال توفيق إن تطبيق صراحة يعد النسخة المطورة والمعدلة من صندوق الاقتراحات الذي كانت تشهده المدارس والمؤسسات العامة، مشيرا إلى أنه أسس هذا التطبيق استنادا لنظرية تؤكد أن تجريد الهوية يعزز المصداقية لدى المتلقي، ويتيح له الفرصة لإخراج مشاعره نحو شخص ما بكل أريحية.

وأسس المبرمج التطبيق بشكل مبسط يسمح للزوار بكتابة كافة ما يجول في خواطرهم نحو شخص ما، دون منح الحق للمتلقي في الرد على تلك الرسائل، ويحتفظ بحق نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

وقالت صحيفة دايلي ميل البريطانية إن “نجاح التطبيق السعودي يسلط الضوء على الطاقات الكامنة للابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال في ظلّ التحول الاقتصادي الذي تعيشه السعودية”.

السبب الرئيسي في انتشار هذا الموقع هو الثقافة العامة لمجتمع يرفض المواجهة والصراحة، ويفضل بدلا منها اللجوء إلى تطبيق الصراحة

وكان تطبيق “صراحة”، الذي أنشئ منذ تسعة أشهر أثار بداية الصيف زوبعة في عالم التواصل الإلكتروني.

وتلقّف الإعلام هذه الظاهرة باعتبار أن المطور عربي من السعودية، رغم أن هذا التطبيق لم يأت بفكرة جديدة، إذ سبقته في هذا الميدان مجموعة تطبيقات طرحت أسئلة عديدة من ناحية خصوصية وأمن المراهقين من التنمر والتحرش انتهت إلى غير رجعة على غرار

Ask.F- Whisper secret –Rumr- وأخيرا yikyak الذي رغم بلوغ قيمته السوقية في البورصة 4 ملايين دولار، أقفلت مكاتبه وتطبيقه في أبريل الماضي.

وأطلق “صراحة” في يونيو في متجر آبل، ومن ثم في متجر غوغل بلاي، وكان في البداية كناية عن موقع مغمور لم يسمع به أحد، مع واجهة استخدام بسيطة وغير جذابة والقليل من المستخدمين.

وحسب الخبراء التقنيين، يرجّح أن وصول تطبيق “صراحة” إلى المراتب الأولى من تحميلات متجر آبل، كان نتيجة صدفة سعيدة من قبل سنابشات، التطبيق الأكثر استخداما من قبل المراهقين في العالم العربي، حيث قامت شركة سنابشات في فترة إطلاق تطبيق “صراحة” بإتاحة مشاركة الروابط في صور “سنابات” مما دفع جمهور المراهقين إلى مشاركة روابطهم لحساباتهم السرية على موقع وتطبيق “صراحة”.

وقال بعض علماء النفس إن السبب الرئيسي في انتشار هذا الموقع هو الثقافة العامة لمجتمع يرفض المواجهة والصراحة، ويفضل بدلا منها اللجوء إلى تطبيق الصراحة.

وحقق تطبيق “صراحة” شهرة واسعة في عدة دول في العالم مع وصول عدد مستخدميه إلى نحو 300 مليون شخص، حيث جاء في المرتبة الأولى في المتاجر الإلكترونية للعشرات من الدول من حيث عدد التحميلات، متفوقا على البرامج ذات الوزن الثقيل مثل إنستغرام وسنابشات.

ويعمل زين العابدين على تطوير التطبيق في الفترة المقبلة بحيث يتيح لمستخدميه الإجابة على أي انتقاد أو مدح يتلقونه.

وقال نواف الصحاف، الرئيس التنفيذي لشركة “بادر”، وهي حاضنة تقنية تدعمها الحكومة، ساعدت توفيق “إن قصة نجاح صراحة تثبت حقا أن الشركات السعودية الناشئة يمكنها تحقيق مكاسب مذهلة عند دعمها بشكل صحيح”.

وأضاف “هناك إمكانات لا يمكن إنكارها لدى الشركات السعودية الناشئة التي نحتضنها حاليا”.

وتعزز السعودية المشاريع الخاصة كجزء من برنامجها الإصلاحي لنقل اقتصادها بعيدا عن الاعتماد الكلي على عائدات النفط.

وقال توفيق، الذي يلقبه البعض بـ”مارك زوكيربرغ العرب” إنه يُجري مفاوضات مع أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية في الولايات المتحدة والصين والعالم العربي، دون الكشف عن تفاصيل، ردا على النقاد الذين يتساءلون عما إذا كان التطبيق يمكن تطويره فعلا.

وقالت شركة “ليب فينتوريس” وهي شركة رائدة في مجال رأس المال الاستثماري مقرها في بيروت، في موقعها على الإنترنت في العام الماضي، “من الواضح أن تراجع النفط وازدياد روح المبادرة متلازمان بالضرورة”، مشيرا إلى نمو جديد في الابتكارات التكنولوجية في المنطقة.

ولا تزال التحديات في المنطقة حقيقية فعلا، ومن بينها الفقر والحرب وانهيار المؤسسات السياسية والاقتصادية.

19