كوميديا رجائي قواس على اليوتيوب تنقله من الأردن إلى السويد

ستوكهولم – أطلقت “شبكة المهاجرين الاسكندنافيين للضحك”، أول شبكة موجهة إلى الناطقين بالعربية في شمال أوروبا، بدعم من بلدية لوند ومهرجان لوند للكوميديا (جنوبا)، وذلك في سعي منها -كما تقول مؤسسة الشبكة فيروز التميمي- “إلى استغلال
وتعزيز الأصول الموجودة في هذه المناطق وتسخيرها عبر إشراك أطراف جديدة في المشهد الثقافي السويدي خاصة والاسكندنافي عامة، الأمر الذي يمكّن الثقافة من استدامة المناطق خارج العواصم عبر استغلال الموارد المتاحة، وتطوير القدرات المحلية والتمسك بالأصول”.
ودعما لهذا التمشي يحضر في مهرجان لوند للكوميديا هذا العام الكوميدي الأردني رجائي قوّاس ليقدم “سكاتشاته” الناطقة باللغة العربية، بل وباللهجة العامية الأردنية، في أول مصافحة له للجمهور السويدي إثر انفتاح المهرجان على الطاقات الفنية العربية.
ورجائي قوّاس ممثل كوميدي أردني، من مواليد عمّان عام 1982، درس إدارة نظم المعلومات في جامعة البترا، لكنه اختار أن يخوض عالم الفن الكوميدي بعد التخرج، فبدأ بأداء “سكاتشات” ساخرة في أحد المطاعم الشهيرة بالعاصمة عمّان، ليتحول بعدها إلى الكتابة ومن ثم انطلق مع شركة “خرابيش” ليصبح أحد أبرز فناني الـ”ستاند آب كوميدي” في الوطن العربي.
ويقول قوّاس في إحدى المقابلات “لم أفكّر في هذا المجال مطلقا، وحدها الصدفة جعلتني أقتحم هذا العالم، استثمرت يأسي من وضعي بعد التخرج، وتجرأت على طرح فكرة لا أعرف عنها شيئا، وقدمت أول سكاتشاتي في مطعم خاص، ليكون النجاح إثره”.
وبعدها توجه رجائي لتقديم حلقات N2O، ضمن شركة “خرابيش”، والتي تبث عبر اليوتيوب، وبرزت حلقات الكوميدي الأردني رجائي قوّاس كواحدة من أكثر المواد المصورة على اليوتيوب والفيسبوك والتي تطرح قضايا الحياة اليومية للمواطن الأردني في مناسبات وأماكن متعددة، كتصرفاته يوم العيد، أو سلوكه في مكان عمله، أو في الشارع، أو حتى في منزله، وسلوكيات الأم مع ابنها، وتصرفات الفتيات مع بعضهن البعض وغيرها الكثير من المواضيع الاجتماعية.
ورغم الانتقادات التي تعرّض لها رجائي بسبب تجاوزه بعض الخطوط الحمراء في طرح قضايا المجتمع الأردني، يعتبر أن ما يقدمه ليس إلاّ تجسيد للواقع، وإن كانت كلماته لا تعجب الناس فعلى الناس أن يغيروا الواقع الذي يستمد منه كلماته، حسب قوله الذي يردده لكل من ينتقده.
السويد تطلق أول شبكة للضحك موجهة إلى الناطقين بالعربية، ومسابقة مفتوحة لجميع المواهب، والمطلوب خفة الدم فقط
ولمع نجم قوّاس أكثر بعدما قدّم مع مواطنته تيما الشوملي مسلسل “فيميل”، إذ تقمص شخصية الشاب العربي، وناقش المسلسل تفاصيل العلاقة بين الرجل والمرأة بدءا من تعارفهما مرورا بمشكلات الخطوبة ووصولا إلى خلافات ما بعد الزواج، وشكّل رجائي وتيما ثنائيا مميزا عبر المسلسل بموسميه الأول والثاني.
وأعربت فيروز التميمي عن سعادتها بتعاون “شبكة المهاجرين الاسكندنافيين للضحك” مع مهرجان لوند للكوميديا، الذي يعد أكبر مهرجان للكوميديا في اسكندنافيا، كما أفادت بـ“أن في دعوة المهرجان لأول مرة للكوميدي رجائي قوّاس، وتخصيصه لسهرة كاملة باللغة العربية للجمهور العربي والسويدي، تأكيدا لانفتاح المهرجان على طاقتنا العربية من جهة، وترسيخا لثقافة الحوار بين الجنوب والشمال من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة أنا واثقة من أن قوّاس سيكون في مستوى الانتظارات، وهو الملقّب عربيا بالفنان الظاهرة”.
وأكدت التميمي أن الشبكة التي انطلقت في جنوب السويد ستضم خفاف الظلّ من جميع الدول الاسكندنافية، حيث سيحظى أعضاء الشبكة بفرصة العروض في المهرجانات الاسكندنافية ولاحقا الأوروبية، بالإضافة إلى ورشات عمل بإشراف كوميديين محترفين لمساعدة أعضاء الشبكة على تطوير موهبتهم وتحويلها إلى احتراف.
وتمّت دعوة الناطقين بالعربية في جميع أنحاء السويد للمشاركة في مسابقة أفضل كوميدي وأفضل كوميدية وأفضل كوميدي شاب تحت سن الـ18. وعن شروط المشاركة في المسابقة قالت التميمي إن “أي شخص يمكن أن يشارك ولا داعي إلى أن يكون المشارك كوميديا محترفا أو لديه خبرة سابقة، فالمطلوب فقط خفّة الدم، وطبعا ستكون للفائزين جوائز مالية قيمة”.