أكثر من ربع الألمان لم يحددوا خياراتهم الانتخابية

برلين - قبل نحو خمسة أسابيع على الانتخابات التشريعية في ألمانيا لم يحسم نحو ربع الألمان الذين يحق لهم الانتخاب موقفهم من المشاركة في الانتخابات.
وبحسب استطلاع للرأي، ارتفعت نسبة الألمان الذين لا يعتزمون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات أو لم يحسموا أمر مشاركتهم بعد بـ2 بالمئة عن الأسبوع الماضي لتصل إلى 26 بالمئة، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها في الاستطلاع منذ نهاية يناير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الذين لم يشاركوا في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2013 بلغت 28.5 بالمئة.
وتراجعت شعبية التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الأربعاء، بنسبة 1 بالمئة لتصل إلى 29 بالمئة.
وظل الحزب الديمقراطي الحر عند نسبة 8 بالمئة، ووفقا لهذه النتيجة يمكن للحزبين تشكيل ائتلاف حاكم بنسبة 47 بالمئة من الأصوات المتحصل عليها.
ولم تتغير شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم حيث استقرت عند 23 بالمئة، بينما ارتفعت شعبية حزب “اليسار” إلى 9 بالمئة، واستقرت شعبية حزبي “الخضر” و”البديل من أجل ألمانيا” عند 8 بالمئة.
وبحسب الاستطلاع، تتقدم المستشارة ميركل على منافسها على منصب المستشارية مارتن شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بفارق كبير، حيث حصلت ميركل على تأييد 51 بالمئة من الألمان لتشغل منصب المستشارية لفترة رابعة على التوالي، بينما بلغت نسبة تأييد شولتس 22 بالمئة، لتتقدم ميركل على منافسها بفارق 29 بالمئة.
وتغذي هذه النتائج مخاوف داخل الأوساط السياسية والشعبية في ألمانيا من استفادة اليمين الشعبوي والمتطرف من النسبة الكبيرة للناخبين الذين لم يحددوا بعد خياراتهم في التصويت لكسبهم، مستفيدا من تنامي المخاوف من مشاكل الهجرة والإرهاب والإسلاموفوبيا.
ويقود حزب البديل ذو النزعة اليمينية المتطرفة حملة انتخابية مثيرة للجدل ذات شعارات قومية، ويطرح ضمن برنامجه السياسي عدة محاور ترتبط بملفات الحد من موجات الهجرة ومكافحة الإرهاب، إلى جانب التصدي لما يعتبره "أسلمة ألمانيا" بما يمثل ذلك من تهديد للقيم الألمانية.
وحذر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا خلال الأيام الماضية من توظيف الإسلام في سياق الصراع الانتخابي، معتبرا أن “المواضيع الخاصة بالإسلام تحوز على متابعة واهتمام الألمان. ويشكل ذلك مصدر إغراء للسياسيين لتناول تلك المواضيع”.
ووجه رئيس المجلس أيمن مزيك نداء لكل الأحزاب السياسية لتفادي التحريض ضد المسلمين في الحملات الانتخابية “كل ما يمكنني فعله هو مناشدة السياسيين ألا ينحدروا إلى ذلك المستوى، لأن المسلمين هم من سيدفعون الثمن”.
وصف رئيس المجلس الأعلى للمسلمين حزب البديل بأنه حزب “معاد” للمسلمين، مضيفا أنه “يعارض الحرية الدينية المكفولة بموجب الدستور. حزب البديل يعرّف نفسه بأنه ضد المسلمين”.
أجرى الاستطلاع معهد “فورسا” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة “شتيرن” الألمانية ومحطة “آر تي إل” التلفزيونية. وشمل هذا الاستطلاع أكثر من 2507 من المواطنين الألمان.