الدوحة تلوّح لطهران وأنقرة بورقة تفكيك مجلس التعاون

الأربعاء 2017/08/16
قطر في مرحلة هدم المعبد

الدوحة - شكّكت قطر في تماسك منظومة التعاون الخليجي، متوقّعة طول الأزمة القائمة داخلها، والتي تعزوها الدول المقاطعة للدوحة إلى سياسات الأخيرة المهدّدة لاستقرار المنطقة من خلال دعم الإرهاب وتمويل جماعاته.

وقرأ متابعون للشأن الخليجي في استبعاد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإعادة بناء الثقة بين دول مجلس التعاون في أمد منظور، رسالة طمأنة لأطراف إقليمية ساعية باستمرار لتفكيك المنظومة الخليجية الأقوى في المنطقة والأقدر على الصمود أمام الهزات والنجاح في إدارة الخلافات الجزئية بين مكوّناتها، وتجاوزها.

ويشير هؤلاء بالتحديد إلى كلّ من إيران وتركيا اللتين استغلّت كلّ منهما على طريقتها الخلافات بين الدوحة والرياض وأبوظبي والمنامة، لتحصيل فوائد مادية عاجلة، وأخرى سياسية آجلة من ضمنها ضرب وحدة بلدان الخليج وتفكيك المنظومة التي تجمعها.

وقال الوزير في لقاء مع صحافيين في العاصمة القطرية الدوحة إن قطر “كانت إحدى الدول المؤسسة لمجلس التعاون، ونحن مازلنا نعتبر أن هذه المنظمة مهمة جدا بالنسبة إلينا جميعا في هذه المنطقة”.

ولا يخلو كلام الوزير من تضخيم للدور القطري ضمن منظومة التعاون للإيحاء بأن تماسكها رهين ذلك الدور، وهو ما لا تعكسه مسيرة المجلس التي تظهر أن قطر لم تكن يوما صانعة سياسات وقرارات داخله، رغم التزام دوله بمبدأ المساواة بين جميع مكوّناته واعتماد الإجماع في إصدار قراراته.

ويضم مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 كلاّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر.

ورأى الوزير أن المجلس “قام على مفهوم الأمن الاستراتيجي وبني على الثقة. لكن للأسف فَقَدَ هذا العامل مؤخرا بسبب الأزمة”، مضيفا أن “إعادة بناء الثقة مجددا ستحتاج إلى وقت طويل”.

وفي الخامس من يونيو الماضي قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب وتمويله وإيواء عناصره وبالتدخّل في الشؤون الداخلية لجيرانها ومحاولة زعزعة استقرارهم.

وترسّخ تصريحات العطية توجّه قطر نحو تصعيد الأزمة مع البلدان التي تطالبها بالتراجع عن سياساتها المهدّدة للاستقرار.

وبالهجوم على المنظومة الخليجية يأخذ التصعيد القطري بعدا جديدا ليهدّد منجزا استراتيجيا متعدّد الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، ما يمثّل فرصة ذهبية لكلّ من إيران وتركيا اللتين نظرتا دائما بعين الريبة لمجلس التعاون كعائق أمام سعي كلّ منهما لفرض نفسها كقوّة إقليمية.

إلى ذلك لا يُغفل المحلّلون السياسيون دور جماعة الإخوان المسلمين في صياغة الموقف القطري من منظومة مجلس التعاون. ويقول هؤلاء إن الجماعة ذات التأثير الواضح في صناعة القرار القطري، لم تنظر يوما بارتياح إلى المجلس الذي مثّل دائما منصّة لمناهضة مخطّطاتها والتصدّي لها.

ومن المنطقي -وفق المحلّلين أنفسهم- أن تعمل الجماعة على سحب قطر خارج مجلس التعاون، لتكون أضعف وأكثر قابلية للابتزاز والتوظيف من قبلها.

3