معرفة الإسلام دليل المراسلين لفهم مايجري خلف أبواب الجهاديين

واشنطن – تحتل التغطية الصحافية لأخبار المتشددين الإسلاميين والعمليات الإرهابية ذات الخلفية الدينية، المرتبة الأولى في اهتمام الإعلام الغربي، وفي حين يدرك البعض من الصحافيين ضرورة الاطلاع على المرجعيات الدينية للمتطرفين، يهمل آخرون هذه الناحية وبالنتيجة تفتقر تقاريرهم إلى العمق المطلوب.
ويعترف الكثيرون أن إعداد تقارير عن الدين لم يكن يوما سهلا، وهذا ما دفع الصحافيين والأكاديميين للاجتماع لإنتاج أداة تساعد وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية على إعداد تقارير أكثر دقة عن الإسلام، وفق تقرير ميشيل ماكغيرتي في موقع شبكة الصحافيين الدوليين.
وتساعد النسخة الثانية من كتاب “الإسلام للصحافيين (وكل شخص آخر)”، الصحافيين المحليين في الولايات المتحدة وفي أي مكان آخر في العالم على تقديم تغطية دقيقة حول المجتمعات المسلمة.
ويجادل الكتاب بأن المعرفة بأساسيات الإسلام هي الآن حاجة ليس فقط للمراسلين الأجانب بل لكل شخص يريد أن يفهم بشكل أفضل الأخبار التي تتمحور حول الإسلام. فالعديد من الصحافيين الأميركيين لا يعلمون بشكل عام عن الديانة الثانية عالميا، وهذا النقص يظهر بشكل سلبي في تقريرهم حول الموضوع، كما يقول الكتاب.
|
ويتضمن الكتاب الذي حرره المراسل الأجنبي لورنس بينتك والزميل السابق في مركز نايت ستيفن فرنكلين، مساهمات من 14 أكاديميًا وصحافيًا، لتغطية المبادئ الأساسية للإسلام وتاريخه وتأثيره الثقافي وعلاقته المعقدة بالسياسة.
ويبرز في قراءة سريعة لـ252 صفحة، أقسام “مفكرة مراسل”، والتي يناقش فيها الصحافيون تجاربهم الخاصة في تقاريرهم حول الإسلام.
ويورد الكتاب واحدة من الصعوبات الأساسية التي تواجه الصحافيين الأميركيين والأوروبيين عند إعداد التقارير عن الإسلام محليا هي أن البعض من المجتمعات تميل إلى عدم الثقة بوسائل الإعلام نظرا لما يعتبرونه معاملة سلبية للمسلمين عموما من قبل الإعلام.
وتشدد أندريا إليوت، التي فازت بجائزة بوليتزر لتقريرها حول المجتمع المسلم في بروكلين، على القيمة البسيطة “للظهور” من أجل التغلب على هذا الأمر.
وتقول إنه على المراسلين مواصلة إظهار اهتمام حقيقي في تفاعلهم اليومي مع المجتمع الذي يعملون على تغطيته، حتى وإن تم رفضهم في البداية.
وتوصي إليوت بالتوصل إلى قناة أو وسيط (شخصية موثوقة في المجتمع يمكنها المساعدة على دخول المنازل والجوامع). ومع ذلك فإنها تحذّر من الذهاب إلى إمام مجتمع مسلم من أجل وجهة نظر، فهي عادة عامة بين الصحافيين.
وترى أنها مشابهة للذهاب مباشرة إلى قاعة المدينة، حيث يمكن للمراسل أو الصحافي الحصول على الخط الرسمي، لكن ربما سيفوت على نفسه نظرة أكثر أصالة وعمقا من سكان المجتمع الآخرين.
كما هو الحال عند إعداد التقارير عن أي ديانة، فإن الصحافيين سيبنون علاقات أكثر ثقة مع مصادرهم إذا كانوا يفهمون ويحترمون المعايير الثقافية.
وتصف ممارسات عدة وجدتها مفيدة لها كصحافية تعمل في مجتمع إسلامي شديد المراقبة، مثل ارتداء الحجاب وانتظار مصافحة البعض من الرجال حتى يبدو واضحا أنهم مرتاحون لهذه الخطوة.
وكتبت إليوت أن إشارات بسيطة من الاحترام يمكن أن تقطع شوطا طويلا في إظهار رغبة المراسل بالتعاطف والتواصل مع مسلمين محافظين.
من جهته يقدّم بريان دنسون وهو مراسل مخضرم في الأورغونيان، نصيحته للصحافيين بالقول “ابدأ بزيارة الجامع، فهي توضح كيفية البدء بتطوير التواصل مع مجتمع المسلمين في المدينة”.
بريان دنسون مراسل في الأورغونيان يقدّم نصيحته للصحافيين بالقول "ابدأ بزيارة الجامع، فهي توضح كيفية البدء بتطوير التواصل مع مجتمع المسلمين في المدينة"
وينصح دنسون المراسلين ببناء هذه العلاقات مسبقا، قبل أن يصبح بحاجة إلى الاتصال بهم لإعداد تقاريره. ويمكن لهذه المصادر أن تعطي وجهة نظر “الشخص الذي في الشارع” حول الأحداث، والتي من وجهة نظر دنسون موثوقة أكثر من وجهات النظر المفلترة الخاصة بالخبراء الغربيين.
ويواجه الصحافيون على الأرجح عند محاولة بناء جهات الاتصال، حواجز لغوية، أو احتمال جدّي أن لا أحد يريد التحدث إليهم. وغالبا لا يجيد معظم المراسلين أي لغة سائدة في المنطقة التي يعملون على تغطيتها، لذلك يقترح دنسون بأن يستعينوا بخبير أكاديمي أو شخص آخر من الداخل يمكنه أن يترجم أو ينقل لهم سياق ما يسمعونه.
ورغم أن من المرجّح أنّ العديد من الصحافيين المخضرمين على دراية بالنصائح المشتركة حول “الإسلام للصحافيين”. مع ذلك حتى المحاربين القدامى يقفون للاستفادة من تجارب الشخص الأول المدرجة في كل فصل، والتي تساعد على توسيع نظرة القارئ حول كيف يمكن لوسائل الإعلام مقاربة القضايا المتعلقة بالإسلام؟
وتطبّق في طرق عديدة نفس القواعد العالمية للصحافة على هذا المنوال، كن محترما، أظهر التعاطف وغطّ القصة بقدر ممكن من التساوي. كن حاضرا لتناول الطعام مع الأشخاص الذين يشكلون موضوعك، وشاركهم بجزء من نفسك.
في نهاية المطاف الكتاب هو مفيد للتذكير بأنه بغض النظر كم أن الصحافي هو من خارج البيئة، فإن الطريقة الأسهل للبدء بالقيام بالاتصالات هو الظهور.