الصفقات الدفاعية تسرع التقارب الإسرائيلي الهندي

نيودلهي - تؤشر الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي إلى إسرائيل على التقارب المتسارع بين الجانبين في السنوات الأخيرة والتي ترجمتها العديد من الصفقات الدفاعية بقيمة المليارات من الدولارات.
وترتقب الأوساط السياسية في إسرائيل وصول رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى بلادها الثلاثاء في زيارة ينظر إليها في إسرائيل على أنها “تاريخية”، حيث تبحث تل أبيب باستمرار عن حلفاء للتصويت لصالحها في محافل الأمم المتحدة بالإضافة الى شركاء تجاريين.
وتشير تقارير إلى أن مودي لن يتوجه على ما يبدو إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء المسؤولين الفلسطينيين خلال زيارته التي تستمر لثلاثة أيام، كما جرت العادة في زيارات المسؤولين الأجانب.
وكان مودي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيودلهي في مايو الماضي، لكن الزيارة لم تحظ باهتمام كبير.
ويقول المحللون إن الهند تنتهج عادة دبلوماسية حذرة في المنطقة خوفا من إغضاب الدول العربية وإيران، فهي الدول التي تعتمد عليها الهند في وارداتها الكبيرة من النفط، أو إثارة استياء الأقلية المسلمة بين سكانها.
وتستثمر الهند عشرات المليارات من الدولارات لتجديد معداتها العائدة إلى الحقبة السوفييتية لمواجهة التوترات مع الصين وباكستان.
وأبرمت في هذا السياق عددا من الاتفاقيات الدفاعية منذ وصول حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) إلى الحكم عام 2014.
وفي أبريل الماضي، أبرمت الهند اتفاقا مع شركة “إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء” الحكومية بقيمة حوالي ملياري دولار في ما وصف بأنه “أكبر صفقة دفاعية” في تاريخ إسرائيل. وبموجب الاتفاق، ستقوم الشركة الإسرائيلية بتزويد الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات.
وتم الإعلان في وقت لاحق عن صفقة قيمتها 630 مليون دولار لتزويد البحرية الهندية بأنظمة الدفاع الصاروخ. وتعاون البلدان في أمور متعلقة أيضا بتكنولوجيا الزراعة والمياه.
ويقول أفرايم إنبار الذي شغل في السابق منصب مدير مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، “أعتقد أن الأمر أكثر من عقود دفاعية”.
وبحسب إنبار فإن الأمر يتعلق بـ”برنامج استراتيجي مشترك يشمل الخوف من التطرف الإسلامي، ومخاوف من اتساع الحضور الصيني، وبالإضافة إلى ذلك، بالطبع لا يمكن تجاهل الإمكانات الضخمة لكلا البلدين”.
ويعد الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 50 عاما للأراضي الفلسطينية والفشل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، إحدى أكبر العقبات الرئيسية في جهود تل أبيب لتعزيز علاقاتها مع بعض الدول الأجنبية.
ولطالما دعمت الهند فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة وتفادت في البداية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ولكن الجليد ذاب في السنوات الأخيرة مع سعي الهند إلى إقامة علاقات دفاعية وثيقة مع إسرائيل خاصة مع ابتعاد نيودلهي بشكل متزايد عن حليفتها التقليدية روسيا من أجل تعزيز مكانتها العسكرية.
ويزور رئيس الوزراء القومي الهندوسي مودي إسرائيل بعد زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى واشنطن، التقى فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لقاء ودي.
غير أن البلدين يؤكدان أن علاقاتهما ليست مجرد صفقات سلاح.
وقال مسؤولون إن مودي سيبحث خطة دعم إسرائيلية لتحسين الأمن الغذائي في الهند