ترامب يعود لخلط أوراق التجارة العالمية

لندن – حذر قطاع الصناعة الألماني من زيادة حدة المنافسة الضريبية العالمية في ظل الخطط الضريبية التي أعلنتها الإدارة الأميركية، وأكدت أن ذلك سيلحق أضرارا بالاقتصاد الأميركي قبل غيره.
وكان فريق الرئيس ترامب قد كشف الأربعاء عن اقتراح إصلاح ضريبي يتضمن خفض ضريبة الدخل على الشركات الأميركية من 35 إلى 15 بالمئة، كما تضمن خفض الضرائب على الأفراد بغرض تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل.
وقال رئيس اتحاد الصناعات الألماني ديتر كيمبف أمس إن تلك التعديلات الضريبية تهدد باشتعال المنافسة العالمية على خفض الضرائب وأنها ستلحق الضرر بالمواطنين الأميركيين. وأضاف أن “النهج الذي يتبعه الرئيس الأميركي في السياسة التجارية مثير للقلق”، لكنه أشار إلى أن هناك إشارة إيجابية تتمثل في أن الإدارة الأميركية تخلت عن التعريفات العقـابية والضرائب على الواردات.
وأكد أن التعاون الدولي مع الولايات المتحدة في إطار مجموعة العشرين ازداد صعوبة وأن “انتقاد الولايات المتحدة للفائض التجاري الألماني الكبير يعد ويظل خاطئا”.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إن “مقترح ترامب يدعو لخفض معدل ضريبة الدخل على الشركات الأميركية لجعلها الأكثر قدرة على المنافسة في العالم”.
وسيفرض المقترح ضريبة لمرة واحدة على أرباح الشركات الأميركية في الخارج، الأمر الذي من شأنه أن “يعيد تريليونات الدولارات من خارج البلاد لتستثمر في الولايات المتحدة وتخلق فرص عمل”، بحسب الوزير الذي لم يوضح المزيد من التفاصيل.
وأكد غاري كوهن المستشار الاقتصادي لترامب أن خطة ترامب تتضمـن خفض ضريبة الأفـراد من الحد الأقصى الحـالي الـذي يصل إلى 39.6 بالمئة إلى 35 بالمئة، إضافة إلى خفض عدد الشرائح الضريبية من 7 إلى 3.
ويعتقد منتقدون أن التخفيضات الضريبية المقترحة ستؤدي إلى اتساع عجز الميزانية، في حين تأمل الإدارة الأميركية في أن يتم تعويض الانخفاض الناتج في الإيرادات الضريبية عن طريق نمو أسرع.
واتسع الجدل بشأن موقف ترامب من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) ليصل القلق إلى كندا بعد أن طالت انتقاداته المكسيك لمرات كثيرة.
وكان ترامب قد قال الثلاثاء إن كندا تصرفت منذ فترة طويلة “بقسوة كبيرة” مع الولايات المتحدة في مجال التجارة، وذلك في سياق الدفاع عن قراره فرض ضرائب على واردات الأخشاب الكندية.
ورد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالقول “أنا مهذب لكنني أيضا حازم في الدفاع عن مصالح كندا”.
وأكد أن بلاده ستجري “حوارا مع الولايات المتحدة من أجل أن نبيّن لها كـم أن التكامل بين الاقتصادين الاميركي والكندي معقّد للغاية”.
ودعت كندا القائمين على صناعة الأخشاب لديها إلى الاستعـداد لـ“حرب تجـارية” مع أقرب شريك تجاري لهم، بعـد أن أكدت واشنطن أنها تعتزم فرض رسوم على واردات الأخشاب الكندية بنسبة تتراوح بين 3 إلى 24 بالمئة.
وقال وزير الموارد الطبيعية الكندي جيم كار إنه يتعين على القائمين على صناعة الأخشاب الاستعداد لفقدان حتمي لوظائف، ولكنه تعهد بالتصدي “لهذا العمل التجاري غير العادل وغير المبرر”.