الوجه الآخر ليوتيوب: منصة لترويج الاسفاف

القاهرة- أثار مقطع فيديو كليب نشر على يوتيوب لطفلتين مصريتين (6 و8 سنوات) تقدمان أغنية حملت عنوان “الواد ده بتاعي” جدلا كبيرا على الشبكات الاجتماعية. ووصف ساخرون الأغنية بـ”فخر الصناعة المصرية”، مؤكدين أنها “لا تليق بعمري الطفلتين، ولا بجمهور مشاهديهما من الأطفال”.
وتقول كلمات الأغنية “الواد ده بتاعي اسمه على دراعي (ذراعي)”، كما تحتوي الأغنية عبارة “وهنجري (سنجري) ع المأذون ونفرق شاي بلمون هو وبس (فقط) إللي حبيبي هيكون قسمتي ونصيبي”.
وأثارت كلمات الأغنية غضب المصريين؛ ووصفوها بالمبتذلة؛ مطالبين بمحاسبة من وراء إنتاج هذه #الأغنية وبثها على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وتبين أن منتج الفيديو هي والدة الطفلتين وتدعى ليلى الشبح؛ سيدة أعمال تمتلك شركة عقارات وشركة للإنتاج الفني؛ وسبق أن قدمت لابنتيها فيديو لأغنية منذ عامين باسم “احنا (نحن) العفاريت”.
وقالت والدة الطفلتين، في تصريح صحافي إنها لا ترى في الفيديو أي كلمات مبتذلة أو سوقية مقارنة بما يتداول في الشارع من كلمات وألفاظ خادشة؛ مضيفة أن الفيديو ليس الأول من نوعه لابنتيها، بل قامتا بأداء أغنية سابقة، كما تلقتا عددا من العروض لإنتاج أعمال مشابهة.
موقع يوتيوب متهم بالتكسب من عرض أشخاص يقومون بأفعال مؤذية أو تثير الاشمئزاز
مستخدمو مواقع التواصل طالبوا بمعاقبة الأم ومحاكمتها وفقا لقانون الطفل رقم 12 لسنة 96 وقانون الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010 اللذين ينصان على السجن لمدة 6 أشهر لمن يستخدم الأطفال؛ أو يستغلهم في عمليات مخالفة للقانون أو المتاجرة بهم أو استخدامهم كعمالة.
من جانبه، استنكر هاني شاكر نقيب الموسيقيين الزج بالطفلتين في الأغنية التي تمثل إساءة لهما، ولجميع أطفال مصر. ووصف شاكر الفيديو بالجريمة الأخلاقية التي تنبغي محاسبة القائمين عليها، مطالبا بتشديد الرقابة على الأغاني التي تبث على مواقع التواصل والإنترنت حماية للمتلقين، وحرصا على عدم إفساد الذوق العام.
من جانبهم، اعتبر متخصصون في المجال “مجرد واقعة فردية يجب ألا تنتشر في المجتمع حتى لا تتحول إلى فيروس يصيب الأطفال”، فضلاً عن مطالبتهم بسرعة تفعيل دور المؤسسات التي ترعى حقوق الطفل والهيئات الإعلامية وأن تتخلى عن دورها الديكوري.
ويضيف المتخصصون أن الشبكات الاجتماعية والفضائيات بكل أنواعها تهدد المجتمع والأسرة المصرية بتسريب هذه الأعمال، وأنه يجب على الدولة التصدي والقيام بمحاسبة ملزمة وسريعة لكل المتورطين.
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية قد اتهمت موقع يوتيوب المملوك لشركة غوغل بالتكسب من عرض أشخاص يقومون بأفعال مؤذية أو تثير الاشمئزاز، وهي طريقة أيضا لكسب المال بالنسبة إلى هؤلاء المستخدمين.
في سياق آخر، تنشط حملة على الشبكات الاجتماعية في مصر تحمل اسم “كفاية إسفاف” لمحاربة الإسفاف في المجتمع المصري. يقول القائمون على الصفحة إنها “حملة صريحة ومباشرة لمقاطعة الإسفاف في أي صورة كان؛ مسلسلاً أم فيلماً أم إعلاناً تجارياً أم أغنية أم أي شيء آخر”.
ويعرّف القائمون على الحملة الإسفاف بأنه كل ما يُقدّم دون المستوى، وغير أخلاقي، ويتنافى مع القيم والمبادئ الحميدة ويدمر السلوك الإنساني والمجتمعي. يذكر أن عارضة الأزياء اللبنانية ميريام كلينك، شغلت الرأي العام اللبناني ومواقع التواصل الاجتماعي العربية، في مارس الماضي وذلك من خلال إطلاقها لأغنية جديدة شاركها في أدائها مواطنها جاد خليفة.
كلمات الأغنية أثارت غضب المصريين؛ ووصفوها بالمبتذلة؛ مطالبين بمحاسبة من وراء إنتاجها
ووصفت كلمات الأغنية ومشاهدها بالإباحية، كما انتقد كثيرون ظهور طفلة ضمن المشاهد. وبعد أن أوقفت السلطات اللبنانية عرض الكليب، تم استدعاء ميريام كلينك وجاد خليفة وأم الطفلة، حيث أكدت كلينك أن الكليب قد تم تسريبه من دون علمها هي أو جاد خليفة، قبل أن يخضع لعملية مونتاج.
وكانت أم الطفلة التي ظهرت في الكليب قد أبدت استغراباً كبيراً لوصف الفيديو كليب بالإباحي، رغم سيطرة المشاهد الإباحية على الفيديو بأكمله، إضافة إلى الإيحاءات الجنسية والتفاصيل الخارجة.
وقالت إن الفيديو تم تسريبه وتم وضع تعليقات سيئة، لذا فقد قرأ الناس التعليقات ولم يشاهدوا الفيديو، وهذا ما أعطى انطباعا عن الفيديو وهو ما دعا الشرطة إلى استدعائهم.
وشددت على أن الفيديو لا يحتوي على أي شيء مخل بالآداب، وفق رأيها. وبسؤالها عما إذا كان طبيعياً أن تظهر ابنتها في مثل هذا الكليب، قالت زينة بنبرة عصبية “لا أحد يحاضرني عن الأمومة”.
وكان جاد خليفة قد هدد بالانسحاب من برنامج تلفزيوني بعد أن ظهر ابنه (7 سنوات) في مقطع فيديو يؤدي نفس الأغنية. وقال خليفة إنه لا يقبل أن يغني ابنه أو أي طفل أغنية “الغول”.
واعتذر خليفة لكل محبيه ولكل الأطفال على ما قدمه في أغنية “الغول” مشيراً إلى أن العمل كان خضة إعلامية لا أكثر، لأن الإعلام لم ينصفه فذهب في هذا الطريق ليخرج نفسه إلى الضوء من جديد.