القمة العربية محور مباحثات العاهلين المغربي والأردني

رغم تركيز المباحثات التي أجراها العاهلان المغربي والأردني على القضايا التي ستتم مناقشتها خلال القمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان، إلا أن العاهل المغربي الملك محمد السادس لم يعلن ما إذا كان يعتزم حضور القمة تلبية لدعوة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
السبت 2017/03/25
علاقات متينة ورؤى متطابقة

الرباط – تصدر الوضع في منطقة الشرق الأوسط مباحثات العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وتأتي المباحثات في إطار زيارة أداها العاهل الأردني إلى المغرب بدعوة من العاهل المغربي استمرت ثلاثة أيام وانتهت الجمعة.

وتطرقت المباحثات إلى القمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان. وأكد العاهلان أهمية أن تفضي القمة إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لمعالجة الأزمات والتعامل مع التحديات التي تمر بها المنطقة العربية.

وأكدت المباحثات، التي جرت في القصر الملكي، ضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة لتفعيل وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يحقق مصالح الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة.

وتطرق الزعيمان إلى عملية السلام والقدس، والمصالحة الوطنية العراقية، وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا، وجهود محاربة الإرهاب.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” عن الملك محمد السادس تأكيده على أهمية انعقاد القمة العربية في الأردن، في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات تستوجب النهوض بمنظومة العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف العربية لإيجاد حلول سياسية لها.

وتناولت المباحثات أيضا مستجدات الأوضاع في العراق وليبيا، حيث أكد العاهلان دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية العراقية، وبناء عراق قوي مستقر وموحد.

وتم التأكيد على دعم الجهود الهادفة لتوحيد الصف الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار، حيث أشاد الملك عبدالله الثاني بجهود المغرب الرامية إلى التوصل لحل سياسي في ليبيا، من خلال اتفاق الصخيرات.

البلدان يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية

وتناولت المباحثات الجهود الدولية والإقليمية لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا لحل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع.

ويتفق البلدان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية.

ولم يعلن ما إذا كان العاهل المغربي سيشارك في القمة المرتقبة. وكان الملك محمد السادس قد استقبل في يناير الماضي، نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية، ناصر جودة، مبعوثا من العاهل الأردني، الذي حمل دعوة للملك محمد السادس لحضور القمة.

ونادرا ما يحضر العاهل المغربي القمم العربية، حيث يكلف عادة شقيقه الأمير رشيد لينوب عنه، أو رئيس الحكومة أو وزير الشؤون الخارجية.

ويستبعد متابعون إمكانية تلبية العاهل المغربي لدعوة نظيره الأردني. ويستند هؤلاء على رفض المغرب لعقد القمة الماضية على أراضيه، ما يعطي انطباعا بأن المغرب ليس مهتما كثيرا بالقمة.

واعتذر المغرب السنة الماضية عن احتضان القمة العربية نظرا “لغياب قرارات مهمة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية”، ليتم نقلها إلى موريتانيا.

كما تطرق الزعيمان إلى سبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين، والبناء على نتائج اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المغربية المشتركة التي عقدت في الرباط العام الماضي، بما يسهم في بناء شراكة استراتيجية بينهما.

والتقى العاهل الأردني مساء الخميس، رئيس حكومة تصريف الأعمال المغربية، عبدالإله بن كيران، ورئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، الحبيب المالكي، ورئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية) حكيم بن شماش، في مقر إقامته بالرباط.

وفي تصريحات عقب اللقاء قال بن كيران “لقد ناقشنا خلال هذه الزيارة للملك عبدالله الثاني عددا من الاهتمامات المشتركة”.

وأضاف أن “هناك رغبة من العاهل الأردني لتطوير التعاون الثنائي، خاصة في ما يتعلق بالمجال الزراعي والتعليم الجامعي الخاص، والتعاون البرلماني، وكذلك تيسير رجوع الخط الجوي بين المغرب والأردن”.

4