"مستر أربيل".. الموضة في خدمة التغيير على إنستغرام

أربيل (العراق) - في فبراير 2016، تجمع 22 شابا أمام القلعة القديمة في قلب أربيل، عاصمة إقليم كردستان شمال العراق.
كان صراع الأكراد ضد تنظيم داعش دخل عامه الثاني حينها، وكان الإقليم غارقا في أزمة اقتصادية خانقة. كما كانت القلعة أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة. تشهد أعمال ترميم.
على هذه الخلفية، تجمع 22 شابا من خيرة الرجال في المدينة يرتدون ملابس أنيقة، غربية كلاسيكية، وقد أطلق البعض منهم لحاهم ليزيدهم ذلك أناقة.
ترك الإعلان في فبراير الماضي عن إطلاق مجموعة "مستر أربيل" والتقاط أول صورة جماعية لهم انطباعا هائلا على مواقع التواصل الاجتماعي لتضع هذه المجموعة من الشباب الأكراد، في بداية طريق الشهرة مطلقين على أنفسهم اسم MR . ERBIL أو "السيد أربيل".
وأصبحت الصورة التي يظهر فيها اثنان وعشرون رجلا من مجموعة "مستر أربيل" وهم يرتدون أحدث ملابس الموضة الغربية للرجال تحظى بشعبية واسعة على تطبيق إنستغرام.
وأسلوب الموضة لمجموعة "مستر أربيل" أقرب إلى ذلك الذي يشتهر به الشباب المتأنقين الذين يميلون إلى الاستقلالية في السياسة والموضة والفنون وأسلوب الحياة والمعروفين بـ”الهبسترز”، ويتميزون بارتداء البدلات الجذابة والسراويل الضيقة واللحى المهذبة بشكل أنيق.
ومع اقتراب موعد الاحتفال بعامهم الأول، يزداد تألق "السادة المتأنقون" أو من يطلقون على أنفسهم "السيد أربيل"، نسبة إلى مدينتهم (أربيل) العراقية.
"مستر أربيل" مبادرة تجمع بين الحداثة والتراث الثقافي من خلال إحياء الأفندية
وتتكون مجموعة "السيد أربيل" حاليا من 30 عضوا رئيسيا، ولديهم بصفحتهم الخاصة بموقع إنستغرام أكثر من 255 ألف متابع، بالإضافة إلى موقعهم الخاص على فيسبوك الذي يلقى متابعة واسعة.
وتم اعتبار "مستر أربيل" من ضمن ملوك الموضة، حيث توالت صورهم التي تميزت بالإشراق والتفاؤل والأناقة، وتسببوا في إحداث فارق اجتماعي خلال فترة بدايتهم، باللحى المهذبة الأنيقة وارتدائهم البدلات الجذابة والسراويل الضيقة.
وأوضح أعضاء من "مستر أربيل" بأنهم مؤسسو "أول ناد لموضة الرجال المتأنقين في العراق"، مستلهمين "الستايل" المميز للشاب العراقي الأنيق الذي يميل إلى الاستقلالية، مؤكدين أنهم فعلا قادرون على أن يكونوا ملوك الموضة.
قد يكون أسلوب الموضة هذا غربيا، لكن مجموعة “مستر أربيل” تؤكد على أنها تجمع بين “الحداثة” والتراث الثقافي من خلال الرجوع مرة أخرى إلى أساليب الحياة التي كانت تتميز بها طبقة ملاك الأراضي التقليدية من الأكراد المعروفة باسم “الأفندية”. وكان “الأفندية” في الماضي يفضلون ارتداء الملابس الأكثر أناقة لحضور الصالونات الثقافية أو زيارة المقاهي.
وتقول مجموعة “مستر أربيل” إن محور اهتمام نشاطهم يتمثل في تنظيم المعارض التجارية والمناسبات الثقافية.
ورغم أن وضع المرأة في أربيل يعتبر أفضل من غيرها في مناطق عديدة في العراق فإن المجموعة دأبت في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متكرر على نشر صور وآراء تتعلق بقضايا المرأة في كردستان والعراق والعالم.
وتسلط المجموعة أيضا الضوء باستمرار على تأثير الصراع شبه الدائم في العراق على حياة النساء. يكتب أعضاء “مستر أربيل” كل خميس تعليقا بشأن “الفتيات كمصدر إلهام” يشيدون فيه بإسهامات النساء في العمل لصالح المجتمع.
دشني مراد كانت واحدة من النساء اللائي تحدثت عنها المجموعة، وتقدم مراد ورش عمل في مهارات القيادة للنساء اللائي نجون من المجازر والاغتصاب من الطائفة الإيزيدية شمالي العراق على أيدي مسلحي تنظيم داعش. وقالت “مستر أربيل” في تعليق لها نُشر في الـ19 من يناير الجاري إن “الجهد الذي تبذله (دشني مراد) من أجل الإنسانية والحب والسلام هو أمر مذهل”.
ودعت المجموعة مراد إلى مواصلة العمل وقالت إن هذه المرأة هي “مصدر فخر بالنسبة لنا”. وتقول حركة “السيد أربيل” إنها تستخدم منصة إنستغرام لتعزيز الصورة الإيجابية حول وطنها وتعزيز التغيير الاجتماعي.
وقال نهاد، أحد أعضاء الحركة، لموقع فوكاتيف “نريد أن نظهر للعالم أننا موجودون كأكراد، وأن لدينا شعبنا وثقافتنا وأرضنا ورايتنا”. وأضاف “أنها وسيلة جيدة لتعريف الناس على هذا”. وأكد “الآن الناس يعرفوننا نحن نحاول العمل على حل القضايا اليومية هنا”.
مبادرة “مستر أربيل” التي انطلقت من كردستان العراق هي أكثر من مجرد مجموعة من الأزياء، فأصحابها لديهم خطط كبيرة للمستقبل. ويؤكد نهاد “إنها أكثر من مجرد الملابس والتقاط صور لتحميلها على إنستغرام”.