وكالة الطاقة تعود للتشاؤم: معروض النفط سيتجاوز نمو الطلب

لندن- عادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أمس إلى ترجيح أن تتجاوز زيادة إنتاج النفط العالمي بقيادة الولايات المتحدة حجم نمو الطلب في 2018 ، بعد أن كانت قد رجحت العكس في تقريرها السابق.
ورفعت الوكالة التي مقرها باريس توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام بنحو 100 ألف برميل إلى 1.4 مليون برميل يوميا، بعد أن رفع صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي للعامين الحالي والقادم.
11مليون برميل يوميا حجم إنتاج الولايات المتحدة المتوقع بنهاية العام لتصبح أكبر منتج في العالم
لكن التقرير أشار إلى أن الزيادة السريعة في الإنتاج وخاصة في الولايات المتحدة، قد تتجاوز أي تسارع في الطلب وتبدأ بدفع مخزونات النفط العالمية للصعود بعد أن اقتربت كثيرا من متوسط الخمس سنوات.
وقالت وكالة الطاقة إن المنتجين الأميركيين “بعد أن خفضوا التكاليف بشدة أصبحوا يتمتعون بموجة ثانية من النمو الاستثنائي إلى الحد الذي قد تضاهي زيادة إنتاجهم في 2018 مجمل نمو الطلب العالمي”.
وأضافت “في 3 أشهر فقـط حتى نوفمبر زاد إنتاج الخام (الأميركي) زيادة عملاقة بلغـت 846 ألـف برميـل يوميا وسيتجـاوز قريبا الإنتاج السعودي. وبنهاية العام الحالي قد يتجاوز أيضا روسيا ليصبح الأكبر عالميا”.
وبحسب تقديرات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية فإن إنتاج الولايات المتحدة قد يصل إلى 11 مليون برميل يوميا بنهاية العام الحالي لتزيح روسيا عن صدارة المنتجين بعد أن تجاوزت السعودية في الشهر الماضي.
وتستفيد الولايات المتحدة من الاتفاق الذي تنفذه منظمة أوبك ومنتجون آخرون بقيادة روسيا والذي خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ بداية العام الماضي وتمّ تمديده حتى نهاية العام الحالي.

وكالة الطاقة الدولية: زيادة الإنتاج الأميركي قد تضاهي مجمل نمو الطلب العالمي هذا العام
وأدى ذلك الاتفاق إلى ارتفاع الأسعار من المستويات القياسية المتدنية التي سجلتها في عام 2016 وهو ما عزز الجدوى الاقتصادية لإنتاج النفط الصخري الأميركي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط في دول العالم الأغنى هبطت بمقدار 55.6 مليون برميل في ديسمبر إلى 2.851 مليار برميل، وهو أكبر انخفاض منذ شهر فبراير 2011.
وذكرت وكالة الطاقة أن المخزونات تراجعت في العام 2017 بالكامل بمقدار 154 مليون برميل، أي بمعدل 420 ألف برميل يوميا. وأصبحت بنهاية العام أعلى من متوسط 5 سنوات بمقدار 52 مليون برميل فقط. وأضافت أن ذلك يشير إلى نجاح اتفاق خفض الإنتاج.
ولم يسجل إنتاج أوبك تغيرا يذكر عند 32.16 مليون برميل يوميا في يناير وبلغ مستوى الالتزام باتفاق خفض الإمدادات 137 بالمئة لأسباب منها انخفاض إنتاج فنزويلا.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط الطلب على نفط أوبك نحو 32.3 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال 2018 بعد انخفاضه إلى 32 مليونا في الربع الأول من هذا العام.
وذكرت أن أسعار الخام، التي لامست لفترة وجيزة مستوى مرتفعا عند 71 دولارا للبرميل في يناير، قد تتلقى دعما حتى إن ارتفع الإنتاج الأميركي، إذا ما ظل النمو العالمي قويا أو إذا استمر التعطل غير المخطط له في بعض الإمدادات. وقالت “إذا حدث ذلك، سيكون معظم المنتجين سعداء، لكن إذا لم يحدث فربما يعيد التاريخ نفسه”.