شعبية الإذاعات تضعها تحت رقابة محكمة في صنعاء

الحوثيون منعوا بث التلاوات القرآنية في الإذاعات بصوت مقرئين خليجيين، بالإضافة إلى منع بث الأغاني الخليجية.
الاثنين 2018/02/12
تراجع كبير في سقف الحريات

صنعاء - أكد مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن أن “الإذاعات التي كانت تمتلك بنية جيدة خصوصا في صنعاء والمحافظات الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون، أصبحت بلون واحد بعد أن تم قمعها، بينما أغلقت الكثير من الإذاعات المعارضة”.

وفرض الحوثيون طقوسا وأفكارا طائفية مستوردة ودخيلة عن المجتمع اليمني في البرامج التي تبثها الإذاعات المحلية التي لا تتبعها، وفقا لتقارير محلية، وأصدروا سلسلة توجيهات للقائمين على تلك الإذاعات من بينها: إلزام جميع الإذاعات ببث برنامج موحد ضد الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي لاستعادتها بعنوان ”العدوان يوحدنا”، كما منع الحوثيون بث التلاوات القرآنية بصوت مقرئين خليجيين، بالإضافة إلى توجيههم بمنع بث الأغاني الخليجية.

وأضاف نصر، إجمالا هناك تراجع في سقف الحريات بشكل عام نتيجة للحرب، وبالنسبة للإذاعات الموجودة تحت سيطرة الحوثيين أصبحت تأتمر بأوامر جماعة الحوثي، وبالتالي مساحة الحرية فيها ضئيلة جدا، ومساحة الانتقاد للسلطات القائمة محدودة رغم أنها أقوى صوتا وأكثر انتشارا.

وكشفت دراسة أصدرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بأن “الإذاعات في اليمن مازال دورها ضعيفا جدا تجاه قضايا الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه ومشاكل الطرقات والمشاكل الأمنية حيث تمثل نسبة 20 بالمئة فقط، بينما تحتل المادة الترفيهية والغنائية والرياضية والسياسية ما نسبته 80 بالمئة من برامج هذه الإذاعات”.

وأوضحت الدراسة أن هذه الإذاعات غابت عن برامجها قضايا هامة منها “الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، والأضرار التي تعرض لها القطاع الزراعي بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، والبطالة وغياب فرص العمل، وانقطاع الرواتب وأثرها على الأسر محدودة الدخل، وتوقف المرافق الصحية والتعليمية في الريف، والتلاعب في معايير القبول في الكليات، والتفكك الأسري، وغياب الحقوق والحريات في ظل الحرب القائمة في اليمن، والقضايا الأمنية المتمثلة بانتشار السرقة والنهب والقتل والثأر والاختطافات، إضافة إلى الانقطاع المستمر لشبكة الكهرباء، وندرة البرامج الخاصة بالمرأة في ظل استمرار الصراع القائم في اليمن والمشاكل التي تتمثل في النزوح وانقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وغياب الخدمات الصحية خاصة خدمات صحة المرأة والطفل، وحالات الاغتصاب المتزايدة، وضحايا المواجهات العسكرية من النساء، وغيرها من المشاكل التي تواجهها المرأة في اليمن.

كما كشفت الدراسة عن هيمنة المركزية الشديدة في اتخاذ القرارات داخل هذه الإذاعات مما يؤثر في تناول الأحداث المختلفة وبالتالي في المستوى المهني والحرفي للإذاعة. حيث تتحكم الإدارة في العمل الفني والتحريري والمهني داخل الإذاعة بما يعوق روح التجديد والابتكار ويحد من سقف الحريات المسموح بها”.

وذكر صحافيون أن الإذاعات التي تبث في العاصمة صنعاء انقسمت إلى: 1- إذاعات حكومية تمول من ميزانية الدولة تحت سيطرة الحوثيين وهي: إذاعة “صنعاء”، إذاعة “الشباب”، إذاعة “العاصمة” التابعة للديوان العام لأمانة العاصمة صنعاء، إذاعة ”وطن” التابعة لوزارة الداخلية التي يسيطر عليها الحوثيون، وإذاعة “الإعلام” التابعة لكلية الإعلام بجامعة صنعاء، وكل البرامج التي تبث في تلك الإذاعات هي موجهة بحسب سياسة الحركة الحوثية.

2- إذاعات محلية تُـعرف نفسها على أنها تتبع الحركة الحوثية مباشرة وهي، إذاعة “سام إف إم” ويديرها الإعلامي المقرب من زعيم الحركة الحوثية حمود شرف الدين، وإذاعة صوت الشعب ويديرها أحمد المختفي أحد القيادات الحوثية المنتمية لمحافظة صعدة والذي درس في معهد إعلامي يتبع حزب الله اللبناني في بيروت منذ سنوات طويلة. وإذاعة “الهوية” التي يديرها القيادي الحوثي محمد العماد، وإذاعة ”21 سبتمبر” التي افتتحت مؤخرا. و3 إذاعات يملكها رجال أعمال حوثيون، إضافة إلى إذاعات تعرضت للسطو من قبل الحوثيين.

18