بريطانيا تتهم روسيا علانية بشن حرب إلكترونية

موسكو - دعا وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون إلى الاستعداد للردّ على الهجوم الإلكتروني الروسي الذي اجتاح أوروبا العام الماضي، وذلك بعد أن اتهمت الخارجية البريطانية موسكو بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني المدمر “نوتبيتيا” الذي تسبب في اضطرابات في الهياكل الأساسية الحساسة مثل أجهزة التحكم بموقع كارثة تشيرنوبيل ومرافئ بومباي وأمستردام.
وقال وليامسون إن الهجوم جزء من حقبة جديدة من الحرب وإن على بريطانيا أن ترد، مضيفا “ينبغي أن نكون على أهبة الاستعداد للتصدي لهذه التهديدات الصريحة والمكثفة”.
ونفى الكرملين بشكل قاطع، الخميس، صلته بالهجوم الإلكتروني الذي انطلق من أوكرانيا قبل أن يمتد الى جميع أنحاء العالم.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “ننفي بشكل قاطع هذا النوع من التصريحات، نرى أنها مجردة من الأدلة ولا أساس لها، ما هي إلا استمرار لحملة الكراهية ضد الروس”.
وكان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية طارق أحمد أعلن في بيان أن “الحكومة البريطانية تحمّل الحكومة الروسية والجيش الروسي تحديدا، مسؤولية الهجوم الإلكتروني المدمر نوتبيتيا في يونيو 2017”.
ووصل فيروس الفدية “رانسوموير” إلى الآلاف من الكمبيوترات في العالم وتسبب باضطرابات في عدد كبير من الشركات المتعددة الجنسيات والهياكل الأساسية الحساسة مثل أجهزة التحكم بموقع كارثة تشيرنوبيل النووية ومرافئ بومباي وأمستردام.
ومن بين الشركات العالمية الكبرى التي تضررت جراء الهجوم المعلوماتي، مجموعة النفط العملاقة الروسية “روسنفت” والمجموعة العملاقة لصناعة الأدوية “ميرك” وشركة الإعلانات البريطانية “دبليو بي بي” والشركة الصناعية الفرنسية “سان غوبان”.
وفي أوكرانيا الدولة الأكثر تضررا من الهجوم، تأثرت المعاملات المصرفية وتحدثت السلطات عن هجوم غير مسبوق، فيما نددت لندن مرات عدة بأنشطة روسيا “المعادية”، خصوصا في خطاب ألقته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في نوفمبر الفارط.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها إن الهجوم بدأه الجيش الروسي، مؤكدة أن المملكة المتحدة وحلفاءها لن يتهاونوا تجاه الأنشطة الإلكترونية الخبيثة التي تهدف إلى التخريب، فيما أكد وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون أن الهجوم جزء من حقبة جديدة من الحرب وإن على بريطانيا أن ترد.
وأضاف وليامسون “ينبغي أن نكون على أهبة الاستعداد للتصدي لهذه التهديدات الصريحة والمكثفة”.
وكانت لندن قد صعّدت من موقفها تجاه التحرك العسكري الروسي عبر المحيطات، حيث دعت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي إلى حماية كابلات تمر في عمق البحار، من هجوم كارثي محتمل من البحرية الروسية، قد يتسبب في تعطيل تحويلات مالية تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.
وقال رئيس الأركان العامة البريطانية والرئيس المستقبلي للجنة العسكرية للناتو، ستيوارت بيتش، إنه يمكن لروسيا أن تهدد سلامة الكابلات في أعماق البحار التي تربط بين الولايات المتحدة وأوروبا، الضرورية لضمان سلامة شبكة الإنترنت وتواصل التجارة الدولية.
وتابع “هناك خطر جديد يهدد طريقة حياتنا وهو أن الكابلات التي تمر في قاع البحار معرضة لهجوم”، فيما تنقل الكابلات الضخمة التي تمر عبر محيطات وبحار العالم نحو 95 بالمئة من الاتصالات، تفوق قيمتها عشرة تريليونات من التحويلات المالية اليومية. واستدرك” تحديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسلاح البحرية الروسي يشكل الآن تهديدا خطيرا على أمن الاتصالات الغربية”، مشيرا إلى أن “روسيا تواصل السعي لإتقان قدرات غير تقليدية وحرب معلومات بالإضافة إلى السفن والغواصات الجديدة”.
وأشار إلى أن بريطانيا تحتاج إلى ابتكار وتعزيز قدرتها القتالية في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن روسيا “تمرن عضلاتها العسكرية” وأن “شهيتها لضمان مصالحها الوطنية” تشكل تهديدا خطيرا.