63 دولة في الدورة الـ28 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب

أبوظبي- تنطلق في الإمارات يوم 25 أبريل الجاري فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ28. وأعلنت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، أخيرا، أن المعرض الذي يستمر حتى أول مايو المقبل، يشارك فيه 1350 عارضا من 63 دولة على مساحة 35 ألف متر مربع.
وذكر محمد الشحي، مدير إدارة البحوث والإصدارات في الدائرة، في مؤتمر صحافي، أن الدورة الجديدة سوف تستضيف أكثر من 500 ألف كتاب بأكثر من 35 لغة من
مختلفات لغات العالم وأكثر من 830 ندوة وجلسة حوارية.
يشكل المعرض جزءا من الاستراتيجية الهادفة إلى تحويل أبوظبي إلى مركز رئيسي في عالم النشر، وعاصمة ثقافية جامعة، فيها تلتقي الثقافات العالمية والعربية في حوار خلاّق. وهو ما نجح فيه المعرض الذي بات من أهم المعارض في العالم اليوم، ومن أكثرها طموحا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأسرعها نموا
وأضاف الشحي أن “إدارة المعرض سوف تحتفي ببولندا، باعتبارها ضيفة شرف الدورة الجديدة”، متابعا “استطاعت بولندا الحفاظ على الكثير من الثروة الثقافية التي تتميز بطابع فريد نظرا لمكانها الجغرافي عند التقاء الثقافات الأوروبية”. ولفت الشحي إلى أنه تم تخصيص الكثير من الندوات والفعاليات في دورة المعرض للتعريف بالثقافة البولندية وكنوزها الثقافية.
ضيف الشرف
وتُنظم بولندا الدولة ضيفة الشرف في دورة هذا العام برنامجا يتضمن عشرات الفعاليات، بهدف تقديم موروث أدبي قيم يعود تاريخه إلى 1000 سنة. وتعكس تلك الأعمال التي أبدعها الأدباء من بولندا على مر القرون مراحل الازدهار والتراجع في تاريخ بولندا العريق. كما سيتم استعراض أحدث الاتجاهات في الأدب البولندي الذي يمتلك قاعدة كبيرة من القراء في الداخل والخارج، ومعظمهم في أوروبا.
كما سيتيح معرض أبوظبي الدولي للكتاب الفرصة أمام بولندا لتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخالدة في الأدب البولندي في القرن التاسع عشر، والإنجازات الحديثة التي حققها الأدباء البولنديون الحائزون على جائزة نوبل، من الأدب الملحمي لهنريك سينكيفيتش، وأشعار تشيسلاف ميلوش، إلى نهج فيسوافا شيمبورسكا الأكثر حداثة.
وتخصص بولندا أيضا جلسات وندوات حول تاريخ الفن والموسيقى والسينما البولندية بما في ذلك موسيقى شوبان وسزيمانوفسكي. ويتضمن برنامج بولندا مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات إلى جانب جلسات حوارية ومناقشات حول أبرز أعمال الكتّاب المعاصرين. بما يتيح الفرصة أمام جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب للاطلاع على سوق الكتب في بولندا ولقاء خبراء ومختصين في مجالي الترجمة والحقوق الفكرية.
بالإضافة إلى فعاليات موجهة للأطفال والناشئة يقدمها فنانون وأساتذة وكتاب بولنديون مرموقون. وسيتمكن الزوار من التعرف على ثقافات المطبخ البولندي من خلال عروض أمهر الطهاة البولنديين.
وأكدت سفارة بولندا في الإمارات أن هذه الاستضافة تكريم وطني تفخر به، مؤكدة إيمانها أن الفن يشكل جسرا يربط بين الشعوب، والأدب أحد أفضل الطرق لتحقيق ذلك.
برنامج ثقافي
تشهد فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، برنامجا ثقافيا مميزا يناقش عدة محاور تتناول التغيرات والتحولات التي شهدتها الساحة الثقافية العربية في السنوات الأخيرة، إلى جانب استعراضه للمشهد الثقافي في الإمارات من خلال عدة جلسات حوارية متخصصة.
وتنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مجموعة من الجلسات الحوارية الثقافية التي تناقش إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “الشخصية المحورية لدورة المعرض هذا العام”، من بينها جلسة “زايد، التنمية وبناء الدولة” والتي ستسلط الضوء على ثلاث موضوعات هي ركائز التنمية والنهضة الحديثة في فكر زايد، زايد وتمكين المرأة، والكتاب رمزا للحضارة في فكر زايد. وجلسة “شعر الشيخ زايد الخصائص والجماليات” والتي ستبرز قيم الجمال في أشعار الشيخ زايد، كونه كان يوظف قصائده لجعلها عاملا من عوامل بناء الدولة.
وفي جلسة ثالثة بعنوان “التنمية الثقافية والتسامح، إرث من الإلهام”، تتناول قصة الثقافة في الإمارات التي انطلقت مع المرحلة التأسيسية الأولى، وتمددت حتى شملت مرحلة الوعي والنضج والنهوض، وفق أفق ثقافي وحضاري، ذلك الأفق الذي جعل من الثقافة على هذه الأرض ركيزة مهمة في عملية البناء والتنمية. وجلسة رابعة بعنوان “زايد، الرؤية القيادية المستقبلية”.
ويتخلل البرنامج الثقافي أيضا لقاءات مع رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، والفائزين بالقائمة القصيرة، بالإضافات إلى لقاء مفتوح مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
ويسعى البرنامج الثقافي إلى تعزيز فكرة تكامل الفنون، إذ يستضيف مجموعة من الندوات والأمسيات الموسيقية، التي تبرز أهمية الموسيقى في التقريب بين الثقافات، إلى جانب استضافة مجموعة من الندوات الخاصة بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي يرعاها الشاعر الإماراتي محمد أحمد بن خليفة السويدي، من بينها “الرحالون سفراء الثقافات: اكتشاف الذات والآخر” و”أبو خليل القباني من خلال رحلته إلى أميركا” الرحلة المترجمة، (الرحلة الشرقية إلى الغرب والرحالة الغربيون جهة الشرق)، و”الأفق المعرفي والتطلعات الروحية في رحلات الحج”.
واستكمالا للقضايا الثقافية التي أثارت جدلا في المشهد الثقافي العربي يطرح معرض أبوظبي الدولي للكتاب قضية الترجمة باعتبارها احتياجا ضروريا لمواكبة التقدم الحضاري.