5 مليارات دولار خسائر لبنان بسبب الحرب

البنك الدولي يؤكد في تقرير أن النزاع تسبب في تضرر ما يقدر بـ99209 وحدات سكنية ويقدر الأضرار بـ3.4 مليار دولار.
السبت 2024/11/16
تواصل الغارات يكبّد لبنان المزيد من الخسائر

بيروت - تكبد لبنان “خسائر اقتصادية” بأكثر من خمسة مليارات دولار خلال أكثر من عام من القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل والذي تصاعد أواخر سبتمبر إلى حرب مفتوحة، بحسب ما أعلن البنك الدولي الخميس، مع تواصل الغارات الدامية على مناطق عدة. وأكد البنك الدولي في تقرير أن منذ الثامن من أكتوبر 2023 “تسبب النزاع في تضرر ما يقدر بـ99209 وحدات سكنية” مقدرا هذه الأضرار بـ3.4 مليار دولار.

ومنذ أن أعلن حزب الله فتح جبهة “إسناد” لغزة، شهدت الحدود بين الدولة العبرية ولبنان تبادل إطلاق نار شبه يومي مع حزب الله. وبعد إضعافها حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في الثالث والعشرين من سبتمبر إلى لبنان حيث تشن غارات مكثفة تستهدف بشكل أساسي حزب الله في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب البلاد وشرقها. وباشرت في الثلاثين منه عمليات برية في مناطق حدودية.

وجاء في تقرير البنك الدولي الذي يغطي بصورة أساسية الفترة الممتدة من الثامن من أكتوبر 2023 إلى السابع والعشرين من أكتوبر 2024، أن النزاع تسبّب بـ”خسائر اقتصادية بقيمة 5.1 مليارا دولار” ولاسيما في قطاعات التجارة والسياحة والضيافة والزراعة.

ومن أصل حوالي “99209 وحدة سكنية” متضررة، فإن 18 في المئة منها “مدمرة بالكامل”، وحوالي 81 في المئة من المنازل المصابة تقع في جنوب البلاد، على حدود إسرائيل الشمالية. وقدّر أن “النزاع خفّض نمو الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للبنان لعام 2024 بنسبة لا تقل عن 6.6 في المئة.” وهو ما “يفاقم خمس سنوات من الانكماش الاقتصادي الحاد المستمر في لبنان.”

وبين الأزمة الاقتصادية التي يعانيها أساسا منذ العام 2019، وتبعات النزاع، يخسر لبنان “ما يعادل 15 عاما من النمو الاقتصادي.” بحسب المؤسسة المالية، في إشارة إلى الانهيار الاقتصادي في البلاد منذ 2019. وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد حزب الله من المناطق المحاذية لها في جنوب لبنان للسماح لحوالي 60 ألف نازح بالعودة إلى منازلهم في شمال الدولة العبرية.

◙ 6.6 في المئة نسبة خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للبنان لعام 2024 بسبب الحرب

غير أن حزب الله يواصل إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل التي تعلن اعتراض عدد كبير منها، بينما تواصل شنّ غارات مكثفة في مناطق عدة. وقد قتل أكثر من 40 شخصا الخميس في غارات جوية إسرائيلية على شرق لبنان وجنوبه، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية. واستهدفت غارات إسرائيلية جديدة الخميس معاقل حزب الله في لبنان: الضاحية الجنوبية لبيروت قرب المطار الدولي، وبعلبك (شرق).

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 12 شخصا على الأقل قتلوا الخميس في غارة إسرائيلية استهدفت مركزا للدفاع المدني في منطقة بعلبك في شرق لبنان، حيث أحصى رجال الإنقاذ ثمانية عناصر من المركز بين القتلى.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة إن “غارة العدو الإسرائيلي على مركز للدفاع المدني في دورس أدت إلى سقوط 12 شهيدا.” ونددت الوزارة بـ”الاعتداء الإسرائيلي الثاني على منشأة إسعافية صحية في أقل من ساعتين” بعد غارة أودت بأربعة في هيئة صحية تابعة لحزب الله في بلدة عربصاليم في جنوب لبنان. وأشار البيان إلى “استشهاد 8 عناصر من عديد مركز دورس العضوي – بعلبك الإقليمي وجرح 3.”

وأعربت الولايات المتحدة الخميس عن قلقها جراء الغارات التي تشنها حليفتها إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية، مشيرة إلى أنها تعارض هذه الهجمات على مناطق لبنانية ذات كثافة سكانية. وأجاب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل عندما سئل عن هذه الغارات بالقول “بالتأكيد لدينا قلق". وأضاف “سمعتمونا نقول مرة بعد أخرى إننا لا نريد أن نرى هذا النوع من العمليات (العسكرية) في بيروت، وخاصة أنها تتعلق بمناطق ذات كثافة سكانية عالية.”

وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات للسكان بإخلاء مباني تعتزم الدولة العبرية قصفها. وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس قصف نحو 30 هدفا في الضاحية الجنوبية على مدار الساعات الـ48 الماضية، بعد إصدار إنذارات إلى السكان لإخلائها.

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا الخميس في ختام زيارة للبنان أنّ “إعادة نشر القوات المسلّحة اللبنانية عامل محوري تماما لأي حل دائم.” وتنتشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة التي تضم نحو عشرة آلاف جندي في الجنوب منذ العام 1978. وهي مكلفة خصوصا بمراقبة احترام الخط الأزرق الذي يشكل حدودا بين لبنان وإسرائيل منذ العام 2000 بناء على ترسيم الأمم المتحدة.

2