"2000 بغل" يرخي بظلاله على الانتخابات الأميركية عبر نظرية المؤامرة

واشنطن - أسر فيلم “2000 بغل” عقول ناخبي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع إصداره، وقد عرض في جميع أنحاء البلاد. ويورد الفيلم الوثائقي جلّ الفرضيات التي أطلقها أنصار ترامب، من الأقلام التي يُزعم أنها استخدمت لتزوير أوراق الاقتراع إلى الماكينات التي قيل إنها زوّرت خيارات الناخبين كما يتناول العشرات من قرارات المحاكم التي رفضت إلغاء نتائج الانتخابات.
ويقول الأشخاص الذين يقضون الليالي في مراقبة وتصوير صناديق الاقتراع المنتشرة في فضاءات عامة بولاية أريزونا الأميركية إن مهمتهم هي إنقاذ الديمقراطية ومنع تكرار التزوير الذي شهدته انتخابات عام 2020 لحرمان ترامب من الفوز بولاية رئاسية ثانية.
عبارة "بغال الاقتراع" ذكرت أكثر من 324 ألف مرة على موقع تويتر، كما وذكر اسم الفيلم أكثر من 2.3 مليون مرة
لكن بالنسبة إلى مسؤولي اقتراع ومدافعين عن حقوق التصويت والعديد من المواطنين في الولاية التي تشهد إقبالا كبيرا على التصويت المبكر، فإن هؤلاء المراقبين المتطوعين متأثرون بشريط وثائقي مليء بالمعلومات المضللة. والفيلم إنتاج الناشط اليميني المتطرف دينيش ديسوزا وعنوانه “2000 بغل”، وهو يقوم على نظرية مؤامرة مفادها أن “بغالا” هرّبت أوراق اقتراع مزورة إلى داخل الصناديق لترجيح كفة جو بايدن في الانتخابات الرئاسية
ودافع ديسوزا عن شريطه ودقّة مضمونه، قائلا إن من يراقبون صناديق الاقتراع “وطنيون يخشون من الاحتيال”.
وظهرت تحديات قانونية للمنظمات التي تتزعم مراقبة الاقتراع بعد أن أحالت سكرتيرة ولاية أريزونا على سلطات إنفاذ القانون العديد من شكاوى ناخبين قالوا إنهم تعرضوا للتخويف، إحداها لناخب أكد أنه اُتهم بكونه “بغلا”.
وقال جاريد هولت كبير مديري الأبحاث في “معهد الحوار الإستراتيجي” ومقره لندن إنه “في العامين الماضيين، شنّ الساعون لإثبات أن الانتخابات مزورة حملة لم تقد إلى نتيجة”. وأضاف “ما يميز المزاعم حول البغال عن نظرية المؤامرة الأخرى هو أن النشطاء وجدوا الحل في أخذ زمام الأمور بأيديهم”.
وانتقد خبراء الفيلم لاستنتاجاته المتسرعة واستعماله أدلة ظرفية وتحليله الخاطئ لبيانات هواتف ذكية، حتى أن محامي ترامب الرئيسي وصفه بأنه شريط “لا يمكن الدفاع عنه”.
وخلص المحققون إلى أن ناخبا صوره الفيلم على أنه “بغل” أودع نيابة عن أفراد عائلته أوراق اقتراع بشكل قانوني، وهو الآن يقاضي ديسوزا.
ويمنع التحقق من صحة التوقيع وقوائم تسجيل الناخبين وعمليات التحقق الأخرى التزوير، بما في ذلك في الولايات التي تتيح لسكانها التصويت نيابة عن أشخاص آخرين.
وقالت لورين مينيت أستاذة العلوم السياسية في جامعة روتجرز “هذه الإجراءات هي سبب عدم وجود أي دليل منذ عام 2020 على حصول تزوير في أوراق الاقتراع، رغم الجهود المبذولة لإشاعة انطباع بعكس ذلك”. وأضافت “يمكنك تزوير اقتراع ميكي ماوس، ولكن إذا لم يكن ميكي ماوس مسجلا في قوائم الناخبين، فإن ورقة اقتراعه لن تحتسب”.
وتم ذكر عبارة “بغال الاقتراع” أكثر من 324 ألف مرة على تويتر، وذُكر اسم الفيلم أكثر من 2.3 مليون مرة، وفق شركة “زيغنل لابس” المتخصصة. وتضمنت التغريدات إشارات إلى وضع خطط المراقبة الجارية الآن.
وقد غرد مثلا كاري ليك، المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية أريزونا، في يوليو “فليحذر البغال المحتملون: نحن نراقب الصناديق”. بعد ذلك بأيام، دعا منشور على تطبيق تلغرام شوهد 72 ألف مرة إلى “تجمعات مراقبة ليلية بجانب كل صندوق اقتراع في أميركا”.
وتقول منظمة “كلين إلكشنز يو إس إيه”، وهي إحدى الجماعات التي تقف وراء جهود المراقبة في ولاية أريزونا، عبر موقعها الإلكتروني إن مهمتها هي منع الاحتيال كما يصوّره فيلم ديسوزا.
وقالت مؤسسة المنظمة ميلودي جينينغز في أغسطس عبر منصة “تروث سوشال” التي أسسها ترامب، “مجرد وجودكم وحده وإدراك البغال أنه سيتم رصدهم عبر كاميراتكم المتعددة هو رادع كافٍ لجعلهم يتراجعون”.