100 قتيل في قصف إسرائيلي لمدرسة في حي الدرج بغزة

قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) - قوبلت الغارة الإسرائيلية على مدرسة يقطن فيها نازحون بقطاع عزة، السبت، بسلسلة من الإدانات الدولية، رغم أن إسرائيل تؤكد أنها استهدفت عناصر لحركتي حماس والجهاد الإسرائيلي بداخلها.
واتهمت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل السبت بارتكاب "إبادة جماعية" ضدّ الفلسطينيين، وذلك بعدما قصفت مدرسة في غزة موقعة 93 قتيلاً، وفقاً للدفاع المدني في القطاع.
وبعد أكثر من عشرة أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة، قالت ألبانيز على منصة إكس "ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، في حيّ تلو الآخر ومستشفى تلو الآخر ومدرسة تلو الأخرى ومخيّم للاجئين تلو الآخر وفي منطقة آمنة تلو الأخرى".
وأشارت إلى أنّ إسرائيل تشنّ مثل هذه الضربات على الفلسطينيين مستخدمة "أسلحة أميركية وأوروبية".
وأضافت "فليسامحنا الفلسطينيون على عجزنا الجماعي عن حمايتهم عبر احترام المعنى الأساسي للقانون الدولي".
وكانت ألبانيز المكلّفة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولكنّها لا تتحدث نيابة عن المنظمة، أدلت بتعليقات مماثلة في مارس ما أثار انتقادات حادّة من إسرائيل التي اتهمتها بـ"معاداة السامية".
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم السبت إن نحو 100 فلسطيني قتلوا وأصيب العشرات في ضربة جوية إسرائيلية على مجمع مدرسة يؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت مقاتلين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا ينشطون من المجمع.
وأظهر مقطع مصور من الموقع أشلاء متناثرة وجثثا أخرى يتم حملها بعيدا وأخرى مغطاة بالبطانيات على الأرض. وظهرت أيضا علب طعام فارغة ملقاة في بركة من الدماء وحشيات فراش محترقة ودمية طفل وسط الركام.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي "جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر خلال أداء صلاة الفجر وهذا ما رفع عدد الشهداء بشكل متسارع".
وأضاف "لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتى الآن".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون إن القصف "أدى لارتقاء ما يزيد عن 93 شهيدا بينهم 11 طفلا وست نساء، وإصابة العشرات بجروح... وهناك العديد من الأشلاء التي لم يتم التعرف على أصحابها".
وذكر أن نحو ستة آلاف نازح كانوا يلوذون بالمجمع. ولم تقدم وزارة الصحة في غزة بعد تفاصيل عن عدد الضحايا.
وفي بيان باللغة العبرية، قال الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى مبالغ فيه. وأضاف أن نحو 20 مسلحا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا ينشطون في الموقع.
وقال اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني على منصة إكس "المجمع، والمسجد الذي قصف بداخله، كانا يستخدمان كمنشأة عسكرية عاملة لحماس والجهاد الإسلامي".
وأضاف "بحسب مراجعة أولية، فإن الأعداد التي أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة لا تتفق مع المعلومات التي لدى جيش الدفاع الإسرائيلي والقذائف الدقيقة المستخدمة ودقة الضربة".
وتقول إسرائيل إن الجماعات المسلحة الفلسطينية تنشط من بين المدنيين في غزة، من داخل المدارس والمستشفيات والمناطق الإنسانية المحددة، وهو ما تنفيه حماس والفصائل الأخرى.
واعتبرت حماس "مجزرة مدرسة التابعين... جريمة مروعة تشكل تصعيدا خطيرا".
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في بيان إن القتلى "ليس بينهم مقاتل واحد".
ولجأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى المدارس في غزة التي توقف معظمها عن العمل منذ بدء الحرب قبل 10 أشهر.
وحث نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس واشنطن، حليفة إسرائيل، على "وقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل".
ونددت وزارة الخارجية المصرية أيضا بالضربة، التي جاءت بينما يضغط الوسطاء من أجل استئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب".
كما أصدرت الخارجية القطرية بيانا مماثلا دانت فيه بشدة القصف الإسرائيلي للمدرسة، وطالبت بـ "تحقيق دولي عاجل" بعد سقوط عشرات القتلى.
وقالت الدوحة إن القصف الإسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين شرقي مدينة غزة "جريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعديا سافرا على المبادئ الإنسانية للقانون الدولي".
وبدورها، أعربت السعودية عن إدانتها "بأشد العبارات" لاستهداف الجيش الإسرائيلي للمدرسة، وأكدت في بيان لوزارة الخارجية على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية غير المسبوقة والتي نسبتها إلى "انتهاكات" إسرائيل للقانون الدولي والإنساني، بحسب البيان.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان صحفي اليوم السبت أوردته وكالة أنباء الإمارات(وام)، رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، كما شددت على أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.
وأكدت الوزارة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة على أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.
وأصدر الأردن، من جانبه، بيانا عبر وزارة الخارجية، دانت فيه الهجمات الإسرائيلية "بأشد العبارات"، لافتة إلى أن ذلك يمثل "خرقا فاضحا" لقواعد القانون الدولي.
وأنقرة أيضا استنكرت ما وصفته بأنه "جريمة جديدة ضد الإنسانية" بعد الغارة على مدرسة في غزة. وقالت الخارجية التركية في بيان إن "هذا الهجوم يثبت مرة أخرى أن حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو تنوي تخريب المفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، اليوم السبت، بأشد العبارات استهداف إسرائيل لمدرسة التابعين في مدينة غزة، معتبرة أن "استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها .
ودوليا، عبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي السبت عن إدانته للغارة الجوية الإسرائيلية الدامية على مدرسة في غزة ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وقال لامي عبر منصة إكس إن "الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين والخسارة المأسوية في الأرواح مروِّعة"، مضيفا "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين، والإفراج عن جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات".
وحددت مصر وقطر والولايات المتحدة، الخميس، موعدا لجولة جديدة من المفاوضات مع تزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع ليشمل إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه سيتم إرسال وفد إلى المحادثات التي ستجرى في 15 أغسطس. ويشدد نتانياهو على أنه لن ينهي الحرب إلا إذا صارت حماس لا تشكل تهديدا للإسرائيليين.
وقال مسؤول من حماس لرويترز، الجمعة، إن الحركة تدرس العرض الجديد لإجراء محادثات، لكنه لم يذكر تفاصيل.