100 قتيل في قصف إسرائيلي على رفح بعد اتصال بايدن بنتنياهو

الرئيس الأميركي حض رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم مهاجمة المدينة المكتظة بالسكان دون خطة يعتد بها لحماية المدنيين.
الاثنين 2024/02/12
قصف منازل وسكانها نيام

غزة – شهدت مدينة رفح التي باتت الهدف الجديد للعمليّة الإسرائيليّة في قطاع غزّة، سلسلة غارات إسرائيليّة برا وجوا وبحرا ليل الأحد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعدما حض الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل عدم مهاجمة رفح دون خطة يعتد بها لحماية المدنيين.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس صباح الاثنين أن العملية الإسرائيلية التي سمحت بالافراج عن رهينتين في رفح، أدت إلى سقوط "نحو مئة شهيد".

في بيان أشارت الوزارة إلى سقوط "نحو مئة شهيد غالبيتهم اطفال ونساء" في الهجوم الليلي للقوات الإسرائيلية على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.

وقال عزت الرشق، القيادي في حركة حماس، إن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين "هذه الليلة في رفح راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد هي استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري"، وفق بيان لحركة حماس نشر على منصة تلغرام، الإثنين.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على رفح يؤكد أن حكومة (بنيامين) نتنياهو تضرب بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي أقرت تدابير عاجلة لوقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة.

وحمل الرشق إدارة بايدن كامل المسؤولية مع حكومة نتنياهو عن مجزرة رفح "بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس وما يوفروه له من دعم مفتوح لمواصلة حرب الإبادة".

ووصف الهجوم على مدينة رفح بأنه "جريمة مركّبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، نظرا للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة".

ودعا الرشق "جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد، لوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة على المدنيين العزل في قطاع غزة".

وأفاد سكان اتصلت بهم رويترز عبر تطبيق للدردشة إن القصف العنيف تسبب في حالة من الذعر على نطاق واسع في رفح حيث كان الكثير من الناس نائمين عندما بدأت الغارات. ويخشى البعض أن تكون إسرائيل قد بدأت هجومها البري على رفح.

وشاركت طائرات ودبابات وسفن إسرائيلية في الهجمات وأصيب مسجدان وعدة منازل وفقا لما قاله السكان.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين إنه نفذ "سلسلة غارات" على جنوب قطاع غزة والتي "توقفت" الآن. ولم يذكر الجيش أي تفاصيل أخرى.

وقال سكان إن مسجدين وعددا من المنازل تعرضوا للقصف.

وقبل الهجمات السابقة على مدن غزة، كان الجيش الإسرائيلي يطلب من المدنيين المغادرة دون إعداد أي خطة إجلاء محددة.

وتُشكّل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين الفارّين من القصف الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة خلال حرب إسرائيل المستمرة منذ أربعة أشهر ضدّ حماس.

وأعربت الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أخرى عدّة عن قلقها العميق إزاء خطط نتانياهو لغزو المدينة المكتظّة بنحو 1.4 مليون شخص، يعيش كثير منهم في خيام وسط نقص متزايد في إمدادات الغذاء والماء والدواء.

وأوردت الرئاسة الأميركيّة في بيان أنّ بايدن "أكّد مجددا رأيه بأنّ عمليّة عسكريّة في رفح ينبغي ألّا تتمّ من دون خطّة ذات صدقيّة وقابلة للتنفيذ، لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك".

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّه "في ظلّ الظروف الحاليّة" فإنّ واشنطن "لا تستطيع دعم عمليّة عسكريّة في رفح بسبب الكثافة السكّانية". وأضاف أنّ السكّان المدنيّين "ليس لديهم مكان يذهبون إليه".

يأتي ذلك بعدما أكّد نتانياهو في مقابلة أذيعت الأحد المُضيّ قدمًا في اجتياح رفح "مع ضمان المرور الآمن للسكّان المدنيّين، حتّى يتمكنوا من المغادرة".

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي عند سؤاله عن مآل الفلسطينيّين في رفح، "كما تعلمون، المناطق التي طهّرناها شمالي رفح، هناك كثير من المناطق هناك. لكنّنا نعمل على وضع خطّة مفصّلة".

واعتبر نتانياهو أنّ عدم دخول جيشه إلى رفح ومواجهة كتائب حماس هناك سيكون بمثابة خسارة للحرب.

وجاء في بيان البيت الأبيض "أكّد الرئيس مجدّدًا هدفنا المشترك، المتمثّل في هزيمة حماس وضمان أمن إسرائيل وشعبها على المدى الطويل".

وتابع البيان أنّ بايدن "دعا أيضًا إلى اتّخاذ خطوات عاجلة ومحدّدة لزيادة حجم وكثافة المساعدات الإنسانيّة للمدنيّين الفلسطينيّين الأبرياء".

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28176 شخصًا، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.

واحتجزت حماس نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتانياهو.

وقال المسؤول في البيت الأبيض إنّه تمّ إحراز "تقدّم كبير" بشأن اتّفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن وتأمين وقف موقّت للقتال، لكنّه أشار إلى أنّ هناك "فجوات كبيرة" لا تزال ماثلة.

وأضاف المسؤول "نأمل بأن نتمكّن من تحقيق بعض التقدّم خلال الأسبوع المقبل"، متابعا "معظم المكالمة الهاتفيّة اليوم تركّزت على هذه القضيّة".

وحذّرت حماس الأحد إسرائيل من أنّ هجومًا برّيًا في رفح سيُعرّض عمليّة إطلاق سراح الرهائن في المستقبل للخطر.

والمكالمة الهاتفيّة التي تمّت صباح الأحد بتوقيت واشنطن هي أوّل اتّصال مُعلن بين بايدن ونتانياهو منذ أن قال الرئيس الأميركي إنّه يعتبر الردّ العسكري الإسرائيلي في غزة "مفرطًا".

وفي تصريحات أدلى بها الخميس، قال بايدن "يعاني كثير من الأبرياء من المجاعة. ثمّة العديد من الأبرياء الذين يُواجهون مشاكل ويموتون. يجب أن يتوقّف ذلك".