يونيسف: تقدم كبير في مجال تعليم الأطفال بحلول عام 2050

إتقان التكنولوجيا الحديثة ولاسيما الذكاء الاصطناعي سيكون بلا شك شرطا أساسيا للمسار التعليمي.
الخميس 2024/11/21
مراجعة برامج التعليم واجبة

نيويورك - أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقريرا الأربعاء يدرس التجارب المحتملة للأطفال الذين يكبرون خلال عام 2050، مركزا على المخاطر والتقدم الذي قد يواجهونه. وحذرت يونيسف من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها “توجهات كبرى” ترسم مستقبلا قاتما للأطفال في عام 2050، داعية إلى التحرك الآن لضمان آفاق أفضل لشباب الغد.

وحذرت كاثرين راسل، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، من أن “الأطفال يواجهون العديد من الأزمات بدءا بالأزمات المناخية إلى المخاطر عبر الإنترنت ويتوقع أن تتفاقم في السنوات المقبلة”. وقالت في بيان بمناسبة نشر تقرير يونيسف الرئيسي الذي يتناول موضوعا مختلفا كل عام “إن عقودا من التقدم خاصة للفتيات، معرضة للتهديد.”

هذا العام تنظر يونيسف إلى العام 2050 وتحدد ثلاثة “توجهات رئيسية” تهدد، إضافة إلى النزاعات التي لا يمكن التنبؤ بها، “بشكل خطير” الأطفال إذا لم تتخذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب. أولا التحدي الديموغرافي؛ بحلول منتصف القرن، يفترض أن يكون عدد الأطفال (أقل من 18 عاما) مماثلا لعددهم اليوم، أي حوالي 2.3 مليار نسمة، لكن مع زيادة عدد سكان العالم بشكل كبير بنحو 10 مليارات نسمة.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة الأطفال في جميع المناطق، فإن أعدادهم ستزداد بشكل كبير في بعض المناطق الفقيرة ولاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. تشير يونيسف إلى إمكانية “تعزيز” الاقتصاد فقط إذا تم اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول هذا العدد الكبير من الشباب على تعليم جيد وخدمات صحية ووظائف.

كاثرين راسل: الأطفال يواجهون العديد من الأزمات بدءا بالأزمات المناخية إلى المخاطر عبر الإنترنت
كاثرين راسل: الأطفال يواجهون العديد من الأزمات بدءا بالأزمات المناخية إلى المخاطر عبر الإنترنت

في بعض الدول المتقدمة يمثل الأطفال أقل من 10 في المئة من السكان، الأمر الذي يثير تساؤلات حول “تأثيرهم” وحقوقهم في المجتمعات التي ستركز على مشاكل تقدم سكانها في السن. والتهديد الآخر هو تغير المناخ وتداعياته المدمرة أكثر وأكثر.

يقول مامادو دوكوريه (24 عاما) من مالي “تخيلوا مستقبلا يرغم فيه تغير المناخ والظروف القاسية المدارس على التحول إلى النشاط الليلي بسبب الأوضاع التي لا تحتمل خلال النهار.” تعكس تصريحاته أصداء الشباب التي ترددت في التقرير بعد أن استجوبتهم يونيسف في جميع أنحاء العالم.

وتشير توقعات يونيسف إلى أن المسار الحالي لانبعاث غازات الدفيئة إذا استمر سيتعرض عدد أكبر من الأطفال لموجات الحر في عام 2050 بنحو ثمانية أضعاف مقارنة بعام 2000، و3.1 مرة أكثر للفيضانات المدمرة أو حتى 1.7 مرة أكثر للحرائق. وثالث “التوجهات الكبرى” التكنولوجيا الحديثة، ولاسيما الذكاء الاصطناعي، سيكون إتقانها بلا شك شرطا أساسيا للمسار التعليمي وجزءا كبيرا من وظائف المستقبل.

لكن الفجوة الرقمية لا تزال آخذة في الاتساع حيث أصبح اليوم 95 في المئة من السكان متصلين بالإنترنت في البلدان الغنية، مقابل 26 في المئة فقط في البلدان الفقيرة خاصة في غياب القدرة على الوصول إلى الكهرباء أو شبكة إنترنت أو هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر. وتصر يونيسف على أن “الفشل في إزالة هذه العقبات أمام الأطفال في هذه البلدان وخاصة الذين يعيشون في كنف أسر فقيرة، سيؤدي إلى عدم مواكبة جيل محروم من التطور التكنولوجي.”

لكن الاتصال بالإنترنت قد ينطوي أيضا على مخاطر. ويشكل انتشار التكنولوجيا الجديدة دون رقابة تهديدا على الأطفال وبياناتهم الشخصية ويعرضهم بشكل خاص لمتحرشين جنسيا. وصرحت نائبة مدير قسم الأبحاث في يونيسف سيسيل أبتيل لوكالة فرانس برس “هناك مخاطر كثيرة تهدد أطفال المستقبل، لكن ما أردنا توضيحه هو أن الحلول بأيدي صناع القرار الحاليين.”

وأضافت “سيكون الاتجاه الصحيح هو الذي سيسمح للأطفال بالاستمرار والعيش بأفضل الطرق في عام 2050.” ويستكشف التقرير عدة سيناريوهات تعتمد على الاستثمارات التي سيتم توظيفها من أجل تحقيق التنمية أو مكافحة ظاهرة الاحترار.

على سبيل المثال، إذا لم يتغير شيء، يتوقع حدوث بعض التقدم للوصول إلى التعليم الابتدائي أو تقليص الهوة في التعليم بين الصبيان والبنات. لكن في السيناريو الأكثر تفاؤلا، قد يستفيد جميع الأطفال من التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2050 على أن تختفي الهوة بين الجنسين في جميع المناطق.

15