يوسف الشاهد يضمن مستقبله السياسي بحزب جديد

كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة تعلن عن تأسيس حزب جديد في خطوة تضمن مستقبل يوسف الشاهد السياسي وتعزز التكهنات بترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
الاثنين 2019/01/28
الرئاسة نصب عينيه

عقب أشهر من المفاوضات والاجتماعات في مختلف مناطق البلاد، أعلنت كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد عن تشكيل حزب جديد، يتوقع مراقبون أن يكون له دور مهم خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.

تونس- أعلنت كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة في برلمان تونس الأحد عن تأسيس حزب جديد “حركة تحيا تونس” استعدادا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.

وتضمن هذه الخطوة مستقبل الشاهد السياسي وتعزز التكهنات بترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. ويذهب مراقبون إلى أن هذا الحزب سيلعب دورا محوريا في الانتخابات التشريعية والرئاسية المتوقعة في الخريف المقبل.

وأعلن الائتلاف في اجتماع عام بمدينة المنستير، معقل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة على الساحل التونسي، عن الحزب الجديد الذي يستعد لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية العام الجاري.

وخلال الاجتماع، قال مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة الائتلاف الوطني “اتفقنا على أن يتم تكليف سليم العزابي (مدير الديوان الرئاسي السابق) بتسيير الأمور القانونية والسياسية للحزب حتى تتم الانتخابات القاعدية”.

وأضاف “تم تبني هذا المشروع من طرف طيف واسع من النخب على أساس المشروع العصري الحداثي، ويجمع القوى الوسطية الحداثية، ويسهر على الحفاظ على مكتسبات الدولة العصرية الوفية للحركة الوطنية”.

ويقول مراقبون إن الشاهد يقف خلف تأسيس الحزب بعد أن تعمق الخلاف بينه وبين المدير التنفيذي لحزب نداء تونس، حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الباجي قايد السبسي. وكانت الكتلة البرلمانية قد بدأت قبل أشهر في تنظيم اجتماعات في عدة محافظات مع تنسيقيات جهوية، تمهيدا لتنظيم المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد الذي سينظم بعد شهرين.

وبدت قيادات الحزب وكأنها تحاول طمس ملامح التقارب مع حركة النهضة. وأكد مصطفى بن أحمد أن الحركة لن تتحالف مع حركة النهضة مستقبلا.

ونفى تحالف الحركة مع النهضة بالقول ثلاثا “لن نتحالف مع حركة النهضة”، متابعا “خطّ حزب حركة تحيا تونس وسطي اجتماعي هدفه تشجيع المبادرة الحرة والحفاظ على مكتسبات المجموعة الوطنية وإصلاح المؤسسات العمومية وكذلك إصلاح القطاع العام وتعزيزه”.

ويقدم الحزب الجديد نفسه كحركة وسطية امتدادا للدولة الوطنية التي أسسها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إبان فترة الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1956.

القانون لا يمنع رئيس الحكومة من الترشح للرئاسة، لكن بعض الأحزاب تخشى أن يستغل الشاهد منصبه للترويج لنفسه

وقال القيادي في الحزب الوليد سليم العزابي إن “الدساترة هم جزء من عملية البناء، وليسوا مجرد رصيد انتخابي”. وشدّد على ضرورة “استرجاع التوازن السياسي (…)، والهدف هو توحيد الدساترة والوطنيين الديمقراطيين في قوة سياسية موحدة”.

ولم يعلن مؤسسو الحزب عن الأمين العام، كما لم يفصحوا بصفة رسمية عما إذا كان رئيس الحكومة يوسف الشاهد سيصبح مرشحا للانتخابات الرئاسية.

وتقول شركات سبر الآراء إن الشاهد يحظى بشعبية لدى التونسيين. وأبرزت آخر إحصائيات لشركة سيغما كونساي لشهر يناير أن رئيس الحكومة التونسية هو من أبرز الشخصيات التي سيكون لها تأثير خلال سنة 2019، وحاز على نسبة 72 بالمئة من المستجوبين في هذا الإطار.

وأغلب النواب والسياسيين المكونين للحزب هم مستقيلون من حزب حركة نداء تونس الذي فاز بانتخابات 2014 وشهد لاحقا أزمات وانشقاقات داخلية شملت رئيس الحكومة نفسه الذي جمد نداء تونس عضويته، بالإضافة إلى نواب آخرين مستقلين وشخصيات وطنية.

ويُتهم الشاهد بكونه يستغل موقعه في الدولة لاستقطاب المزيد من الأنصار إلى حزبه “على حساب المصلحة العامة”. وتوقفت حركة النهضة مؤخرا عن مطالبة الشاهد بتحديد موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية. وبدا موقف الحركة بمثابة شرط لاستمرار دعمها لبقاء رئيس الحكومة في منصبه.

ولا يمنع القانون التونسي رئيس الحكومة من الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن بعض الأحزاب تخشى أن يستغل الشاهد منصبه للترويج لنفسه.

ويقول مراقبون إنه من مصلحة الشاهد البقاء مدة أطول في الحكومة قبل الاستقالة منها نهاية هذا العام على الأقل، وذلك ليس إيمانا بقدرته على إصلاح الأوضاع المتردية ولكن حتى لا يقع في طي النسيان.

4