يهود سوريا يعودون من أميركا للصلاة في كنيس الإفرنج بدمشق

عضو بالوفد يؤكد أن الزيارة تأتي في إطار الإعداد لوفد أكبر آملا بتحسن الأوضاع للعودة أو سياحة اليهود السوريين الفخورين بتراثهم وتاريخهم.
الثلاثاء 2025/04/29
صلاة يهودية في كنيس دمشق تخترق حاجز الخوف والتخريب

دمشق - أدى وفد من اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الصلاة في كنيس الإفرنج في دمشق القديمة الثلاثاء، في إطار سلسلة زيارات تشهدها العاصمة السورية منذ إطاحة حكم بشار الأسد.

وتأتي هذه الزيارة الرمزية عقب إعلان رئيس الطائفة اليهودية في سوريا بخور شمنطوب أن مجهولين اقتحموا منتصف الأسبوع الماضي مقبرة اليهود حيث قاموا بأعمال تخريب قرب قبر الحاخام حاييم فيتال الذي يعد من رموز التصوف اليهودي.

وضم الوفد الزائر شخصيات بارزة بينهم الحاخام هنري حمرا، نجل يوسف حمرا الذي كان آخر حاخام غادر سوريا، ضمن آلاف اليهود السوريين الذين سافروا منها مطلع التسعينات.

وكان الحاخام هنري حمرا قد زار دمشق برفقة ابنه في فبراير الماضي، في أول زيارة له منذ مغادرته البلاد.

وترأس الحاخام حمرا صلاة الصباح في كنيس الإفرنج، الذي يعد واحدًا من أكثر من عشرين معبدًا يهوديا كانت قائمة في سوريا، بحضور أعضاء الوفد بمن فيهم فيكتور كميل، من الجالية اليهودية السورية في بروكلين.

وقال كميل إن الزيارة تأتي في إطار "الإعداد لزيارة وفد أكبر في وقت قريب الى سوريا" مضيفا "نريد تجهيز الكنيس والمجتمع هنا لاستقبال الزوار على الأقل، ونأمل أن تتحسّن الأوضاع هنا في البلد، فيبدأون بالتفكير أكثر في العودة أو القدوم للسياحة".

وتابع "نحن يهود سوريون فخورون للغاية، ويعرف أولادنا اننا فخورون جدا، وسيحبون بالتأكيد هذا التراث وهذا التاريخ".

وأحيا الوفد في دمشق الإثنين ذكرى وفاة الحاخام فيتال المدفون في مقبرة اليهود في دمشق، وفق ما قال كميل.

وجاء إحياء الذكرى بعدما كان مجهولون اقتحموا الأسبوع الماضي الغرفة التي تضم مرقده في المقبرة.

وتمثل زيارة الوفد اليهودي إلى دمشق خطوة رمزية تحمل دلالات متعددة، فهي تعكس ارتباط الجالية اليهودية السورية بتراثها وتاريخها في البلاد، وتأتي في سياق تحولات سياسية تشهدها سوريا. إلا أن حادثة تخريب المقبرة تثير مخاوف بشأن أمن الأقليات وحماية الأماكن المقدسة، وهو تحد كبير يواجه السلطات الجديدة في سعيها لبناء مستقبل شامل ومستقر لسوريا.

وفي منشور على فيسبوك الجمعة، كتب رئيس الطائفة اليهودية في سوريا إن المجهولين "حفروا الأرض بجانب القبر بحثا عن الآثار"، مضيفا "أخبرنا الهيئة المسؤولة عن المنطقة وعاينت مكان التخريب ووعدتنا بالبحث عن المسؤولين عن الحادثة".

وقال تحالف الحاخامات في الدول الاسلامية في بيان نشره شمنطوب الأحد، "نشعر بصدمة وحزن عميقين إزاء تدنيس قبر الحاخام حاييم فيتال"، داعين "الحكومة السورية بإلحاح الى تأمين (ضمان أمن) الأماكن المقدسة اليهودية والمعابد والمقابر فورا".

وقال كميل "لا نعرف الغرض من الحادث، ونحاول معرفة ما إذا كان الهدف لمس عظام الحاخام أو نقلها أو تدنيسها".

وأكد أن ما حصل "لن يغيّر شيئا. فالحاخام مهم جدا لنا وسيبقى مهما لنا الى الابد، لا سيما المكان الذي دفن فيه".

وخلال سنوات النزاع، تعرض كنيس عريق في حي جوبر للنهب ولدمار كبير، بعدما شكّل محجا لليهود من أنحاء العالم.

وتمتع اليهود الذين يعود وجودهم في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، بحرية ممارسة شعائرهم الدينية خلال حكم عائلة الأسد. لكن نظام الأسد الأب قيّد حركتهم ومنعهم من السفر حتى العام 1992. وبعد السماح لهم بالسفر، انخفض عددهم من نحو خمسة آلاف إلى سبعة مسنّين يقيمون حاليا في دمشق.

وتعهدت السلطات الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إشراك الطوائف كافة في بناء مستقبل سوريا، وضمان أمنها، وسط مخاوف لدى الأقليات مع تسجيل انتهاكات متفرقة.

وعلى هامش زيارة الى نيويورك، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفدا من الجالية السورية اليهودية في نيويورك. وبحث معه في "أهمية تعزيز جسور التواصل والتفاهم"، على ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية الثلاثاء.