يحق للمحبوب أن يتدللا

قد لا يعرف الكثيرون أن زياد الرحباني حين كتب "مربى دلال" التي غناها بمعية جوزيف صقر، أنه كان يرد على الحملة التي شنتها زوجته السابقة دلال كرم عليه بعد طلاقهما.
يقول زياد بسخرية "مربى الدلال ربوكي/ وتعذبو فيك يا دلال/ ورحنا نكلم أبوكي/ ويا ريتك كنتي وشفتي شو قال/ وعلى كل على كل حال/ يعني في كل الأحوال/ ممنونو أنا لأبوكي ممنونو ع الاستقبال"، ولكن ليس كل دلال كدلال الرحباني.
الدلال يكون أحيانا جزءا من حق المرأة على حبيبها حسب قول الشاعر ابن سهل الأندلسي "لما رآني في هواه متيما/ عرف الحبيب مقامه فتدللا/ فلك الدلال وأنت بدر كامل/ ويحق للمحبوب أن يتدللا”، وهو السبب نفسه الذي دفع بالعراقي رضا علي إلى أن يغني “ادلل عليه ادلل/ بس لا يا ولفي تزعل/ كل ما تريد اتمناه/ قلبي وروحي أقبل”، وهي من كلمات سيف الدين ولائي، الشاعر الذي أغنى الوجدان العراقي بمئات الأغاني.
ولكن دلال المرأة لرجلها نصفه أمومة والنصف الثاني عشق. حينها يكون الرجل المحبوب طفلا كبيرا كما يُقال.
أما دلال المصرية فهو عنوان فيلم تم إنتاجه عام 1970 وكانت القصة التي كتبها نجيب محفوظ مستعارة من رواية العبث للروسي تولستوي.
المفارقة تكمن في أنه لم تكن هناك امرأة في الفيلم تحمل اسم دلال، كانت هدى سلطان قد غنت في ذلك الفيلم عددا من أجمل أغانيها وأشهرها "شوبش".
وكانت هدى سلطان مثلها في ذلك مثل شادية قد جمعت بين الغناء والتمثيل بنجاح فريد من نوعه، وكانت لها أغان لا تُنسى مثل "إن كنت ناسي أفكرك".
أما كاظم الساهر، فله مواقف من الدلال تتأرجح ما بين القبول به باعتباره ظاهرة طبيعية على الرجل أن يتماهى معها، لكن بحذر "يلي دلالك زايد/ وياي ليش معاند/ هي 600 بوسة/ وكل شي منك رايد".
وبين الخوف على الحبيبة من دلالها "يا مدلل لا تدلع بين الناس/ وحدك وحدك لا تمشي عوزك حراس/ يا رب اجمع شملنا الراس براس/ خايف لا يخلص صبري واتعب وانهار".
ومن مخبئه لابد أن فضل شاكر يحن إلى أغنيته التي تنضح حنانا "جمالك جمال مش عادي/ وكلامك كلام مش عادي/ شو بدك دلال/ ع صوت الدلال غفيني".