ويلز ترد على اتهامات رئيس الفيفا لأوروبا بالنفاق

الدوحة - رد مارك دراكفورد رئيس وزراء ويلز الأحد على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بعد اتهامه منتقدين لقطر التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم بالنفاق، قائلا إن جياني إنفانتينو في مأزق وينبغي أن يلتزم الصمت.
وهاجم إنفانتينو المنتقدين الأوروبيين لقطر بسبب قضايا تتعلق بالعمالة الوافدة وحقوق مجتمع الميم السبت، قائلا إن التواصل هو السبيل الوحيد لتحسين حقوق الإنسان.
ووصف الانتقادات المتعلقة بكأس العالم بـ"الدروس الأخلاقية" التي تنم عن "النفاق"، "بالنسبة إلينا كأوروبيين. ما قمنا به على مدار ثلاثة آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار ثلاثة آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق".
وقال دراكفورد، الموجود في قطر احتفاء بمشاركة ويلز لأول مرة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1958، لوكالة "رويترز" الأحد إن الدول الغربية يجب أن تكون مستعدة لمراجعة تاريخها، لكن حقوق الناس "مهمة حقا".
وتابع قائلا خلال فعالية في الدوحة "راودتني فكرتان عندما سمعت تلك التعليقات. أولا وقبل أي شيء، أعتقد أن هناك وجهة نظر جدية تتعلق بالاستعداد لمراجعة تاريخنا".
وأضاف "ويلز بلد شامل للجميع، منفتح، حيث تهمنا حقوق الناس حقا. ولكن الأمر لم يكن كذلك دائما. في تاريخنا، مررنا بأوقات قمنا فيها بأشياء، بما في ذلك ما فعلناه في أجزاء أخرى من العالم، لا ترقى إلى مستوى المعتقدات والمعايير التي نتمسك بها اليوم، لذا فإن التوقف لحظة من أجل التفكير في تاريخنا لن يكون إهدارا لهذه اللحظة".
وأكد أن "الفكرة الثانية التي راودتني عندما استمعت إلى ما قيل هو القانون الأول للمآزق (لوزير المالية البريطاني الأسبق دنيس) هايلي، سيتذكر بعض الناس دنيس هايلي، السياسي العظيم الذي كان ينتمي إلى حزب العمال. وكان قانونه الأول للمآزق هو أنه عندما تجد نفسك في مأزق، لا تزيد الطين بلة".
وقال دراكفورد إنه كانت لديه تحفظات على زيارة قطر.
وأضاف "النقاش حول زيارة قطر أم لا متكافئ جيدا... هناك كثيرون اختاروا عدم الوجود هنا، ويشعرون بأن هذه هي أفضل طريقة لإبداء الرأي حول الأمور التي يعتقدون أنها مهمة".
ولفت إلى أن "على الطرف الآخر من المعادلة، هناك الحجج التي تقول إنه عندما تتمكن دولة صغيرة من الظهور على الساحة العالمية، تقع التزامات إضافية على عاتق البعض منا، ليكونوا هنا لتمثيل ويلز من أجل المساعدة في أن توضح لباقي العالم ما لدى ويلز لتقدمه، بل ولتوضيح الأمور التي تشغلنا كأمة معاصرة".
ويفتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الأحد بطولة كأس العالم 2022 المقامة بالدوحة، وسط حضور واسع من رؤساء وقادة العالم، بمباراة قطر المضيفة والمشاركة للمرة الأولى، أمام الإكوادور على أستاد البيت بمدينة الخور الشمالية، الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش).
وواجه القطريون مواضيع شتى في رحلة الأعوام الـ12 السابقة، تراوحت بين مزاعم شراء الأصوات، ومناخ الإمارة الحار ومجتمعها المحافظ، وسجلها في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وخصوصا التعامل مع العمال المهاجرين من جنوب القارة الآسيوية ومجتمع الميم.
في المقابل، ندد مسؤولو الدولة الخليجية، وعلى رأسهم أمير البلاد الشيخ تميم، بـ"حملة غير مسبوقة" من "الافتراءات" و"ازدواجية المعايير".
ولفت الشهر الماضي إلى أن قطر شهدت "نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة".
وأبعدت السلطات القطرية الآلاف من المشجعين ليل السبت عن حفل موسيقي أقيم بمناسبة قرب انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، لتتكشف التحديات التي تنتظر الدوحة، بينما تحاول التعاطي مع إدارة الجماهير في أكثر بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم تعقيدا على الإطلاق.
وشعر مشجعون كثيرون بإحباط شديد لإبعادهم عن منطقة التشجيع التي أقيم فيها الحفل. وخارج المكان، وجهت الشرطة القطرية وحراس الأمن وغيرهم الآلاف من الأشخاص بالابتعاد، وذلك باستخدام وسائل عديدة منها مكبرات الصوت والعصا الوامضة التي تستخدم للتحكم في حركة السير.
وأقيم الحفل عشية وصول 1.2 مليون مشجع متوقع حضورهم البطولة في هذه الدولة الصغيرة.
وفي ظل قرار قطر الصادر الجمعة فقط بحظر مبيعات الجعة الكحولية في ملاعب البطولة وحولها، ستكون مناطق المشجعين مثل تلك الموجودة على الكورنيش الذي يستضيف الحفل الموسيقي، هي المناطق الوحيدة المرتبطة بالفيفا التي تقدم المشروبات الكحولية، ما يعني أن المزيد من المشجعين قد ينتهي بهم الأمر هناك.
ولم ترد "اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر"، التي تشرف على كأس العالم، حتى اللحظة على أسئلة حول إبعاد المشجعين من منطقة حفل مساء السبت.