ولي عهد الكويت ينتقد السلطتين ويدعو إلى ضبط المشهد السياسي

الكويت- وجّه ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح انتقادات حادّة للحكومة والبرلمان الكويتيين، داعيا إلى ضبط المشهد السياسي الذي اعتبر أن استمراره على ما هو عليه لا يخدم مصلحة البلد.
جاء ذلك في كلمته بافتتاح دورة برلمانية جديدة حفّت بها محاذير عودة التوتّر بين الحكومة ونواب مجلس الأمّة نظرا لكثرة الملفات الخلافية بين الطرفين، ما يشكّل تهديدا لتعاون السلطتين واستقرارهما.
وعكست انتقادات ولي العهد حالة من عدم الرضا عن الاختلال المزمن في علاقة الحكومات والبرلمانات الكويتية المتعاقبة، والتي لطالما تسببت في تعطيل المشاريع وعرقلة الإصلاحات ما حرم البلد الغني بموارده النفطية فرصا سانحة للمزيد من التطوّر.
ودعا الشيخ مشعل الحكومة والبرلمان إلى ضرورة فتح صفحة جديدة أساسها التعاون والبعد عن الممارسات الخاطئة التي تهدد الوحدة الوطنية.
وقال إنّ استمرار المشهد السياسي على ما هو عليه لن يكون في صالح الوطن والمواطنين، وإن هذا المشهد أدى إلى عرقلة مسيرة التنمية وأوقع في نفوس المواطنين خيبة الأمل في أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية.
ودعا إلى الارتقاء بالممارسات النيابية وتقديم الفعل على القول و”ضبط المشهد السياسي وتقييمه وتعديله وتصحيح اعوجاجه”.
ووجه نقده إلى بعض نواب مجلس الأمّة الذين يدّعون أن مطالبهم مطالب شعبية “وهي وإن كانت في ظاهرها مطالب نيابية إلا أن باطنها وهدفها الحقيقي هو تحقيق المكاسب الشخصية”.
وعرض ولي عهد الكويت في كلمته ما عانته الممارسات النيابية وما زالت تعانيه من بعض التصرفات التي قام بها أعضاء في مجلس الأمّة وأدت إلى استياء شديد من المواطنين، داعيا إلى “البعد عن توجيه الأسئلة البرلمانية التي تحتاج الإجابة عنها إلى فصل تشريعي كامل وكذلك البعد عن تقديم تشريعات واقتراحات ومطالب بحجة أن المواطنين يريدونها وهم براء منها”.
وأشار الشيخ مشعل بذلك إلى ظاهرة الاستجوابات النيابية التي تزايد لجوء نواب البرلمان الكويتي إليها بشكل ملحوظ متّخذين منها وسيلة للضغط على أعضاء الحكومة، كما لفت إلى مغالاة النواب في تقديم المطالب ذات البعد الاجتماعي المخالف في الكثير من الأحيان لطموح السلطات إلى الحدّ من الإنفاق الاجتماعي والدفع بإصلاحات تخفف العبء عن المالية العامة للدولة التي بدأت تواجه صعوبات بشكل متزايد.
وينطبق ذلك على الدورة البرلمانية الجديدة التي سبقتها تهديدات نيابية باستجواب أعضاء في الحكومة، كما سبقها إعلان بعض النواب عن أجندة تشريعية تتضمن الكثير من المطالب الاجتماعية التي تعتبرها الحكومة مبالغا فيها ولا تلائم الوضع المالي للبلاد.
ولم يستثن الشيخ مشعل الحكومة من نقده قائلا إنّ أداءها “لم يلامس تطلعات المواطنين، رغم دعم القيادة السياسية لها، فالتردد هو سمة العمل الحكومي، وعدم إيجاد الحلول للمشاريع المقترحة والتي لا تحتاج تشريعات من مجلس الأمة”.