ولي عهد أبوظبي يعتمد إستراتيجية واعدة للسياحة

أبوظبي - اكتسبت طموحات أبوظبي باتجاه تنمية قطاع السياحة زخما كبيرا مع الإعلان مؤخرا عن تفاصيل إستراتيجية جديدة يقول خبراء أنها تسير وفق إيقاع تم التخطيط له بعناية لتحويل هذا المجال إلى أحد الأعمدة الرئيسية لاقتصاد الإمارة.
واعتمد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال ترأسه اجتماع المجلس التنفيذي للإمارة قبل أيام إستراتيجية قطاع السياحة.
وتهدف الإستراتيجية المعتمدة إلى استقطاب 39.3 مليون زائر، وتوفير 178 ألف فرصة عمل جديدة، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارة إلى 90 مليار درهم (24.5 مليار دولار) بحلول عام 2030.
وتسعى حكومة أبوظبي إلى منافسة جارتها إمارة دبي، التي تعتبر مركزا عالميا لصناعة السياحة والاستثمار فيها وهي تشكل أحد القطاعات غير النفطية الحيوية في دولة الإمارات عموما إلى جانب الأعمال والتجارة واللوجستيات والتكنولوجيا والابتكار.
أهداف 2030
- 178 ألف فرصة عمل جديدة
- 39.3 مليون سائح يتوقع جذبهم
- 24.5 مليار دولار الدخل السنوي
كما تندرج الإستراتيجية ضمن أهداف المجلس التنفيذي للإمارة لمجاراة وتيرة التنافس مع أسواق أخرى في الشرق الأوسط ولاسيما السعودية التي تحاول السيطرة على حصة من القطاع في المنطقة بحلول نهاية العقد الحالي.
وتعرض الإستراتيجية رؤية أبوظبي لتحويل المشهد الاجتماعي والاقتصادي في أبوظبي بالاعتماد على توجهات التنمية المستدامة.
ويأتي ذلك مع أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، التي تهدف إلى تنمية المواهب وتطوير الكفاءات في المجال السياحي، وتعزيز دور القطاع في دعم النمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
وذكر بيان أورده مكتب أبوظبي على منصته الإلكترونية أن الإستراتيجية المعتمَدة ستواصل دعم وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في مجال التطوير السياحي من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج التحفيزية، بما في ذلك تسهيل وتبسيط الإجراءات التنظيمية.
كما ستعمل الإستراتيجية على دعم مبادرات السياحة الصديقة للبيئة، والاعتماد على الحلول المبتكرة لتعزيز الخدمات السياحية وتنويع خيارات الجذب السياحي.
وأضاف البيان أن ذلك سيكون متزامنا مع تنفيذ العديد من “البرامج والخطط التي تسعى إلى ضمان نمو قطاع السياحة في أبوظبي بما يتماشى مع الطموحات الاقتصادية للإمارة”.
وأكد ولي عهد أبوظبي خلال الاجتماع أن تدفق السياح إلى أبوظبي بنحو 24 مليون زائر خلال العام الماضي، أسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للإمارة بشكل لافت.
النمو الملحوظ يؤكد مرة أخرى على ارتقاء مكانة إمارة أبوظبي في صناعة السياحة على المستوى العالمي
ولفت إلى أن السياحة أسهمت بقيمة 49 مليار درهم (13.34 مليار دولار) في عام 2023، في حين سجَّلت الفنادق إيرادات بقيمة 6.4 مليار درهم (1.74 مليار دولار)، بزيادة وصلت إلى 22 في المئة على أساس سنوي.
وتعتبر إمارة أبوظبي، الغنية بالنفط، من أبرز المقاصد للرحلات السياحية حول العالم، وبلغ متوسط الإشغال الفندقي حوالي 90 في المئة خلال العام الماضي.
ويقول متابعون وخبراء اقتصاد أن هذا النمو الملحوظ يؤكد مرة أخرى على ارتقاء مكانة إمارة أبوظبي في صناعة السياحة على المستوى العالمي، ويضع أساسات قوية لتحقيق أهداف إستراتيجية السياحة.
وسيكون مسار الإستراتيجية مرتبطا بتنمية المشاريع في هذا القطاع خاصة بعد تدشين المبنى الجديد في مطار أبوظبي خلال نوفمبر الماضي بعد تأخير طويل، في تعزيز للإجراءات ضمن برنامج الجاهزية لاستقبال المزيد من رحلات الطيران.
والمبنى، الذي كان من المزمع اكتماله في 2017، مصمم لتعزيز نمو شركة الاتحاد للطيران الحكومية، في ظل تنافسها مع طيران الإمارات والخطوط القطرية واستعدادها لانضمام منافسين جدد للسوق وأبرزهم طيران الرياض مع تطوير نشاط الخطوط السعودية.
ويستقبل المبنى ما يصل إلى 45 مليون مسافر سنويا مع إمكانية تنفيذ إجراءات 11 ألف مسافر في الساعة عند تشغيله بالكامل.