ولي العهد السعودي يناقش مع عباس مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

الرياض – عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، في جدة لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصلها الإثنين، في زيارة غير محددة المدة، حيث ناقشا أحدث التطورات في الأراضي الفلسطينية، التي تشهد توترات منذ حلول شهر رمضان في أعقاب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى ليلاً والاعتداء على المصلين داخله بالضرب وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ومنعهم من الاعتكاف فيه.
ويتزامن وجود عباس في السعودية، مع زيارة وفد رفيع من حركة حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى المملكة، هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
وبحسب بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية، تم التأكيد -خلال الاجتماع- على استمرار الجهود المبذولة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، الأربعاء، بأن الرئيس عباس أطلع ولي العهد الأمير محمد ابن سلمان "على آخر التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة".
وأشاد الرئيس الفلسطيني بـ"السعودية ودورها في دعم قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية وصولا لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والتمسك بمبادرة السلام العربية".
وأشارت الوكالة، إلى أنه "جرى الاتفاق على استمرار التنسيق على المستويات كافة، كما تم بحث الأوضاع في المنطقة، وسبل إنجاح القمة العربية القادمة في الرياض (مقررة في 19 مايو المقبل)".
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي "مواقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية وأن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله"، وفق المصدر ذاته.
وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء الأمير تركي بن محمد بن فهد، ووزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، وسفير السعودية لدى الأردن نايف السديري.
ومن الجانب الفلسطيني حضر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية الأستاذ مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة باسم عبدالله الأغا، ورئيس المراسم سكرتير الرئيس الخاص حسين حسين.
والسبت الماضي، أصدرت وزارة الخارجية السعودية، بيانا في ختام الاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، تناول القضية الفلسطينية وأكد مركزيتها وأولويتها، وأدان الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وشهد المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة الماضية، اقتحامات متتالية من قبل الشرطة الإسرائيلية لباحاته، وإطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، من أجل إخلاء المسجد ومنع المصلين من الاعتكاف فيه.
وتطورت الأحداث إلى إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان وغزة على مستوطنات وبلدات في شمال وجنوب إسرائيل، فيما ردت الأخيرة، مساء أمس الخميس وفجر اليوم الجمعة، بقصف ما قالت إنها أهداف تابعة لحماس في مدينة صور جنوبي لبنان، وأخرى في قطاع غزة.
وتأتي مباحثات رئيس السلطة الفلسطينية وولي العهد السعودي بالتزامن مع زيارة لقادة حماس إلى المملكة، وذكر مصدر فلسطيني مُطلع، في وقت سابق الأحد أن وفد حماس وصل السعودية، مشيراً إلى اعتزامه أداء مناسك العمرة ولقاء مسؤولين سعوديين في مكة المكرمة.
وأوضح المصدر ذاته أن "الزيارة سوف تستمر عدة أيام، وستبحث عددا من القضايا الفلسطينية والعلاقة بين المملكة وحماس".
ومن غير المعروف ما إذا كان عباس التقي بوفد حماس، لكن مراقبين يقللون من أهمية اللقاء إنْ حصل، إذ سبق للطرفين أن اجتمعا قبل سنين في السعودية واتفقا على حل المشكلات بينهما، لكن الانقسام الفلسطيني استمر على حاله.
وتعني الوساطة السعودية نوعا من المصالحة المركبة، إذ تتصالح السعودية مع حماس أولا، لتقوم لاحقا بمصالحة حماس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وسواء أنجحت السعودية في مسعى الوساطة بين الفلسطينيين أم فشلت، فإن حماس تكون قد تحركت للتقارب مع السعودية بإذن من ندّي الرياض السابقين قطر وإيران الراعيين لحماس والمتسببين إلى حد بعيد في التنافر السعودي – الفلسطيني.