ولي العهد السعودي يلتقي مسؤولين أتراكا لبحث اتفاق لتبادل العملات

الرياض - بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم قالن، ووزير الخزانة والمالية نورالدين نباتي سبل تطوير العلاقات السعودية - التركية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مسألة تبادل العملات، وفق وسائل إعلام محلية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الأمير محمد بن سلمان استقبل قالن ونباتي في قصر السلام بجدة مساء السبت، حيث استعرضوا "أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث التعاون حيال عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وحضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ ووزير المالية محمد الجدعان.
وتسعى تركيا بشدة لتوطيد علاقتها الاقتصادية بالمملكة عبر إرسال كبار مسؤوليها باستمرار للقاء الجانب السعودي، كما تأمل في عقد اتفاق لتبادل العملات مع السعودية بعدما وقعت اتفاقا في هذا الشأن مع الإمارات في وقت سابق من العام الجاري.
وفي التاسع عشر من يناير الماضي، أعلنت تركيا والإمارات عن اتفاق على صفقة مبادلة قرابة خمسة مليارات دولار بالعملات المحلية، في مؤشر على دفء العلاقات الدبلوماسية الذي يوفر الدعم المالي لأنقرة، في الوقت الذي تواجه فيه اضطرابات اقتصادية.
وشهدت العلاقات السعودية - التركية خلال الأشهر القليلة الماضية تطورا إيجابيا بعد سنوات من الخلاف، لاسيما إثر تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول في أكتوبر 2018.
واتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ولي العهد السعودي خلال زيارة الأخير للعاصمة أنقرة في الثاني والعشرين من يونيو الماضي، على بدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وذلك بعد نحو شهرين على زيارة أجراها أردوغان إلى جدة.
وتسعى تركيا من خلال استعادة العلاقات الاقتصادية مع السعودية لاستغلال الفرصة لتوسيع المقايضة التجارية بالعملات المحلية، بعد الانهيار السريع لليرة في الفترة الأخيرة على وقع السياسات النقدية التي يريد فرضها أردوغان لتعديل المؤشرات السلبية.
وكان أردوغان قد قال مطلع 2021 إن بلده يستعد "لاستخدام العملات المحلية في تجارتنا مع الصين وروسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التي لدينا تبادل تجاري كبير معها".
وأكد حينها أن أنقرة "مستعدة لتأسيس نفس النظام مع الدول الأوروبية إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار".
ويواجه الرئيس التركي الطامح لولاية جديدة في يونيو 2023 تراجعا كبيرا في قيمة الليرة التركية وتضخما سنويا بلغ 80.21 في المئة في أغسطس الماضي، بعدما قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة بشكل غير متوقع في يوليو، ما يلقي بظلال الشك على احتمال إعادة انتخابه بعدما أمضى عقدين على رأس الدولة التركية.
وشن سعوديون خلال سنوات الخلاف مع تركيا حملة واسعة لمقاطعة البضائع التركية، ردا على تجاوزات أنقرة بحق بلادهم واستغلال قضية خاشقجي للإضرار بصورة المملكة على المستوى الدولي.
ونتج عن هذه الحملة تضرر الصادرات التركية إلى السعودية بشكل كبير، حيث انخفضت إلى مئة وتسعة وثمانين مليون دولار في عام 2021، بعد أن تجاوزت حاجز الثلاثة مليارات دولار عام 2019.
وكان رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل قد قال في حديثه عن زيارة أردوغان الأخيرة إلى بلاده إن "تركيا أدركت أن سياستها تجاه المملكة لم تخدم مصالح أو أهداف أحد، والشعب التركي على وجه التحديد".