ولي العهد السعودي يرى فرصا لاستثمار 100 مليار دولار في الهند

مشاريع تكرير النفط والبتروكيماويات احتلت صدارة المحادثات، وتوقيع اتفاقات في مجالات البنية التحتية والسياحة والإسكان.
الخميس 2019/02/21
إطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية

دخلت العلاقات السعودية الهندية مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى نيودلهي، وأكدت بيانات رسمية توقيع اتفاقات واسعة في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات والبنية التحتية والإسكان والطاقة المتجددة.

نيودلهي - قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء إنه يرى فرصا استثمارية بأكثر من 100 مليار دولار في الهند خلال العامين القادمين وذلك خلال أول زيارة رسمية يقوم بها للهند.

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إنه يرغب في توسيع العلاقات التجارية مع الهند وأن الرياض تريد العمل مع نيودلهي لضمان القيام بتلك الاستثمارات وضمان عوائد مجزية للبلدين.

وقوبل الأمير محمد بحفاوة كبيرة في نيودلهي، حيث تسعى حكومة مودي لاستغلال سرعة نمو الاقتصاد لجذب مزيد من الاستثمارات  السعودية ودول أخرى.

ووصل ولي العهد السعودي إلى نيودلهي مساء الثلاثاء بعد زيارته لباكستان، التي شهدت توقيع اتفاقات لاستثمار نحو 20 مليار دولار، من المتوقع أن يكون لها دور كبير في تخفيف أزمات الاقتصاد الباكستاني. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى الصين.

أمين الناصر: أرامكو تجري مباحثات مع شركة ريلاينس اندستريز وتتفقد فرص استثمار أخرى
أمين الناصر: أرامكو تجري مباحثات مع شركة ريلاينس اندستريز وتتفقد فرص استثمار أخرى

ويرى محللون أن هناك الكثير من الملفات المشتركة في زيارات الأمير محمد بن سلمان إلى الدول الثلاث أبرزها تعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية التي يمكن أن تبعد تلك الدول عن التعامل مع إيران.

ويتركز ذلك في ترجيح كفة ميناء غوادر الباكستاني على ميناء جابهار الإيراني المنافس، من خلال إقناع الهند بالعدول عن تطوير الميناء الإيراني وتعزيز رهان الصين على الممر الباكستاني الاستراتيجي، الذي تستثمر فيه نحو 60 مليار دولار.

وتحتل الاستثمارات السعودية في قطاع الطاقة الهندية صدارة أولويات جدول المحادثات حيث تدرس الرياض إلى جانب أبوظبي خططا للاستثمار في أحد أكبر مصانع التكرير والبتروكيماويات في العالم في ولاية مهاراشترا الهندية، والذي تصل استثماراته إلى 44 مليار دولار.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الهندية أن رئيس الوزراء الهندي وولي العهد السعودي وقعا عدة اتفاقيات لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية والسياحة والإسكان والاتصالات.

وأشار إلى أن من بينها اتفاقا يرتبط بالتحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو هيئة دولية قائمة على اتفاق باريس للمناخ لتشجيع الاستغلال الفعال للطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويهدف الاتفاق إلى تشكيل آليات ائتمانية، وتمويل جماعي يستند إلى تبادل الخبرات والابتكارات التكنولوجية لتعزيز الطاقة الشمسية في 121 دولة عضو في تلك الهيئة.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والهند بلغ في العامين الماضيين أكثر من 27 مليار دولار.

وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية الذي يرافق ولي العهد ضمن وفد اقتصادي كبير، إن الشركة تُجري مباحثات مع شركة ريلاينس اندستريز الهندية بشأن استثمارات محتملة وتسعى لفرص أخرى في البلاد.

وأضاف أن أرامكو تتفقد استثمارات أخرى في الهند إلى جانب مشروع تحالف ريلاينس، في إشارة إلى مشروع الساحل الغربي، الذي من المخطط أن يعالج 1.2 مليون برميل من الخام يوميا وينتج 18 مليون طن من البتروكيماويات سنويا.

وتعد ريلاينس اندستريز، التي يسيطر عليها موكيش امباني أغنى رجل في آسيا، أكبر شركة للتكرير والبتروكيماويات في الهند وتدير مصفاة تصل طاقتها الإنتاجية إلى 1.4 مليون برميل يوميا في غرب الهند. وتخطط لزيادتها إلى مليوني برميل يوميا بحلول 2030.

وتحرص السعودية، أكبر بلد مُصدر للنفط الخام على مستوى العالم، على التوسع أكثر في قطاعي التكرير والبتروكيماويات في السوق الهندية السريعة النمو للنفط والوقود، وهي بالفعل من أكبر مشتري النفط السعودي.

وقال الناصر إن “الهند تمثل أولوية استثمارية لشركة أرامكو السعودية، التي تشتري حاليا نحو 800 ألف برميل يوميا من النفط السعودي” وتشير التقديرات إلى أن استهلاك الهند سيصل إلى نحو 8.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040.

27 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين السعودية والهند في العامين الماضيين بحسب البيانات الرسمية

وتحاول الرياض التحول من تصدير النفط إلى تزويد مشاريع استراتيجية مشتركة في أكبر أسواق الاستهلاك العالمية لتعزيز إيراداتها من إنتاج النفط الخام.

وتملك السعودية طاقة تكرير في الداخل والخارج من خلال المشاريع المشتركة تصل إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميا. وتقول إنها تسعى لزيادتها إلى 10 ملايين برميل يوميا، وهو ما يقارب جميع إنتاجها حاليا.

وتعتبر الهند  ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام على مستوى العالم في الوقت الحاضر، ويصل حجم الطلب فيها إلى 4.7 مليون برميل يوميا وفقا لبيانات رسمية من الحكومة الهندية.

غير أن أرامكو تواجه بالفعل تأجيلات في مشروع المصفاة، المزمع أن يقام في ولاية مهاراشترا غرب الهند، حيث رفض آلاف المزارعين التنازل عن أراضيهم لصالح المشروع.

وقال يوسف البنيان الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، إن الشركة تريد توسيع أنشطتها واستثماراتها في الهند.

11