ولي العهد السعودي يبحث مع ترامب أمن المنطقة وفرص التعاون الاقتصادي

الرياض ترغب في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع واشنطن بقيمة 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية.
الخميس 2025/01/23
علاقات قوية مبنية على شراكات متنوعة ومصالح مشتركة

الرياض - بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبل التعاون بين الرياض وواشنطن لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأوضحت الوكالة أن الاتصال بين الطرفين تناول بحث تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إذ أشار ولي العهد إلى قدرة إدارة ترامب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار.

كما أكد الأمير محمد رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية، وفق الوكالة.

وتأتي هذه الاستثمارات السعودية استكمالاً للشراكات الاقتصادية التي انطلقت خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب، والتي شملت قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية، بهدف نقل وتوطين التقنية وخلق فرص عمل جديدة، تزامناً مع النمو الاقتصادي المتسارع للمملكة، باعتبارها الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين.

ويتزامن إعلان ولي العهد مع إعلان صندوق "سوفت بنك"، الذي تمتلك المملكة حصصاً فيه، عن عزمه استثمار 500 مليار دولار في مجالات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس التوجه السعودي نحو تعزيز حضورها في القطاعات التكنولوجية المتقدمة.

وتتطلع المملكة والولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة إلى تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية تشمل الصناعات العسكرية، واستكشاف الفضاء، وتطوير الطاقة النووية، والاستخدامات المتقدمة للذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تشهد هذه القطاعات استثمارات ضخمة من القطاع الخاص في كلا البلدين بما يعزز المصالح المشتركة.

كما نقل ولي العهد، خلال الاتصال "تهنئة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتهنئته، للرئيس الأميركي، بمناسبة أدائه اليمين الدستورية وتوليه رئاسة الولايات المتحدة، وتمنياتهما للشعب الأميركي الصديق التقدم والازدهار"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.

ومن جهته ترامب عبر عن "شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين ولولي العهد على تهنئتهما"، مؤكداً "حرصه على العمل مع قيادة المملكة العربية السعودية على كل ما من شأنه خدمة مصالحهما المشتركة".

ويذكر أن الرئيس ترامب تحدث عن زيارته الخارجية المحتملة الأولى، الاثنين، بعد تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها قد تكون للمملكة العربية السعودية.

أوضح ترامب، أن أولى رحلاته كانت إلى السعودية في فترة رئاسته الأولى (2017-2021) "لأنهم وافقوا على شراء ما قيمته 450 مليار دولار" من المنتجات الأميركية، وأضاف "إذا أرادت المملكة العربية السعودية شراء ما قيمته 450 أو500 مليار أخرى، فأعتقد أنني غالبا سأذهب هناك".

وفي اتصال هاتفي منفصل الخميس مع ولي العهد السعودي، بحث وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة و"التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها"، وفق بيان للخارجية السعودية.

وقالت متحدثة باسم روبيو إنهما "ناقشا أيضا فوائد الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية والفرص المتاحة لتنمية اقتصاديهما في مجموعة متنوعة من المجالات بينها الذكاء الاصطناعي".

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، سارع ترامب إلى التقرب من السعودية، الشريك الهام لواشنطن في مجالي الطاقة والأمن منذ فترة طويلة.

وكانت زيارة ترامب الخارجية الأولى عام 2017 إلى الرياض، حيث أقيم له استقبال حافل تضمن رقصات بالسيوف وتحليق طائرات للقوات الجوية.

لكن العلاقة بين الطرفين أصابها الفتور في وقت لاحق، حيث انتقد ولي العهد السعودي ترامب لعدم رده بشكل حازم على هجوم تعرضت له المملكة عام 2019 وأدى إلى خفض إنتاجها من النفط إلى النصف، وقد حمّلت الرياض إيران مسؤولية هذا الهجوم.

ورغم ذلك، سعت الرياض وفريق ترامب إلى تعزيز العلاقات بينهما بعد مغادرة الرئيس الجمهوري للبيت الأبيض، وذلك من خلال استثمارات وعقود بناء مُنحت لشركته "منظمة ترامب".

كما دافع جاريد كوشنر، صهر ترامب، عن تلقيه استثمارات سعودية في شركته الخاصة تقدرها بعض التقارير قيمتها بنحو ملياري دولار.

وأثناء حملته الانتخابية، انتقد جو بايدن السعودية بشدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

لكن العلاقة عادت وتحسنت مع إدارة بايدن بشكل كبير، وحاول الجانبان التفاوض على ما يسمى بصفقة القرن، التي تعترف بموجبها السعودية بإسرائيل مقابل ابرام واشنطن اتفاقية دفاع مع المملكة ومساعدتها في انشاء برنامج نووي مدني.

لكن اندلاع الحرب في قطاع غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أدى إلى تجميد البحث في هذه الصفقة.