ولي العهد السعودي يبحث مع بوتين تعزيز التعاون ضمن أوبك+

الرياض - ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أوجه التعاون في تحالف أوبك+ والعلاقات الثنائية وكذلك إمكانيات تعاون السعودية مع دول بريكس.في خضم مخاوف اميركية من تداعيات تصاعد النفوذين الروسي والصيني في منطقة حيوية لواشنطن.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلا عن بيان صادر عن الكرملين الجمعة، أن الزعيمين عبرا عن "الرضا بمستوى التنسيق داخل أوبك بلس من أجل ضمان الاستقرار في سوق النفط العالمية".
ووفقا للبيان، جاء الاتصال الهاتفي من جانب السعودية.
وتأتي المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الفعليين لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، عقب الإعلان عن جولة غير متوقعة من خفض الإنتاج يتجاوز مليون برميل في اليوم في وقت سابق من هذا الشهر. ويبدأ تطبيق الخفض اعتبارا من الأول من مايو المقبل .
وقاد التخفيضات، السعودية بتعهد لتقييد الإنتاج بواقع 500 ألف برميل في اليوم، بينما مددت روسيا خفضها القائم حتى نهاية العام.
وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد صرح في الثالث من أبريل الجاري بأن التخفيضات المفاجئة جاءت بفعل رغبتهم "في إبقاء أسعار خام النفط ومنتجات البترول عند مستوى معين".
كما بحث زعيما روسيا والسعودية العلاقات الثنائية، مع التركيز على تعزيز "أكثر لعلاقات المنفعة المتبادلة في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة".
والتنسيق السعودي الروسي في ملف إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك+" هو إحدى نقاط التوتر بين المملكة والولايات المتحدة، حيث خفضت عواصم في المجموعة، بينها الرياض وموسكو، الإنتاج أكثر من مرة خلال الشهور القليلة الماضية.
وأدى ذلك التخفيض إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما يعاكس جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح التضخم، وسبق وأن اعتبرت واشنطن أن خفض الإنتاج يوفر عوائد إضافية تدعم روسيا في حربها المستمرة ضد أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وحاولت الولايات المتحدة فرض ضغوط على الرياض التي أكدت بان قرار خفض إنتاج النفط قرار اقتصادي بحت لكن ذلك لم يقنع إدارة بايدن وبعض النواب في الكونغرس حيث تصاعدت المطالب بحظر مبيعات الأسلحة الدفاعية للرياض في خضم تصاعد تهديدات الحوثيين واستهداف أراضي المملكة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وواجهت الرياض الابتزاز الأميركي من خلال تعزيز العلاقات مع موسكو وبكين في الجانبين الاقتصادي والعسكري وعدم التعويل فقط على الولايات المتحدة.
والشهر الماضي رست بارجتان عسكريتان من أسطول الشمال الروسي في مرفأ جدة في غرب السعودية للمرة الأولى منذ حوالي عشر سنوات للتأكيد على التقارب الروسي السعودي.
ومثل عقد الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية برعاية الصين ضربة موجعة للنفوذ الأميركي في منطقة إستراتيجية وحيوية لواشنطن.
وتخلت الولايات المتحدة عن سياسة فرض الضغوط على الرياض وقام عدد من المسؤولين الأميركيين بالتواصل مع الجانب السعودي لتجاوز حالة البرود في العلاقات وحل بعض الخلافات.
كما أرسلت واشنطن غواصة نووية مزودة بصواريخ توماهوك إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج للتأكيد على استمرار اهتمامها بالمنطقة بعد حديث عن تراجع هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة.