ولي العهد الأردني يزور مقر التلفزيون: كفانا برامج مستهلكة

عمان - دعا ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية إلى التنوع في تناول المواضيع ومواكبة الإعلام الرقمي والابتعاد عن النمطية.
وقال خلال جولة بين أروقة المؤسسة بمناسبة الذكرى الـ54 لتأسيسها “يعلم الجميع أن التلفزيون الأردني كان سبّاقاً عندما تأسس وتضمن البث أربع لغات خلال السبعينات من القرن الماضي”. وأضاف “دور المؤسسة مهم للغاية، ونلمس التطور، لكن يجب التركيز على الوسائل الإيجابية وكيفية إيصال المعلومة، ونحن نعوّل على الجهود المبذولة”. وتابع “من المشاكل التي أراها في الإعلام المحلي غياب تنوع البرامج، ولا بد أن نجد ما يتجاوز المواضيع المستهلكة التي اعتدناها والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع”.
وأكد الأمير الحسين متابعته عمل المراسلين في المحافظات مشيداً بأدائهم، لاسيما خلال الظروف المناخية الصعبة.
وقال متابعون للشأن الأردني إن الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير الحسين إلى التلفزيون الأردني تظهر أن مؤسسة ولاية العهد تتابع تفاصيل ما يتعلق بالإعلام الرسمي الذي صار يواجه أزمات متنوعة في الآونة الأخيرة.
ويعتبر المتابعون أن تطوير التلفزيون يحتاج إلى قرار سياسي وليس قانونيا وإداريا. ويسأل مراقبون “كيف سيشد التلفزيون المشاهد الأردني في الوقت الذي مازال ينقل فيه أخبارا أردنية لا تحاكي الهم الشعبي والوطني والسياسي والاقتصادي”.
وأُنشئت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية باعتبارها جهةً عامة، لكنها في الواقع ليست أكثر من لسان حال الحكومة. وتُموَّل من خلال رسوم ترخيص تجمع ديناراً واحداً من فاتورة الكهرباء الشهرية لكلِّ أسرة، ويُعيَّن مجلس إدارتها ومديرها من قِبَلِ الحكومة التي يعيِّنها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ونادراً ما تنحرف هذه المؤسسة عن الخط الرسمي.
غيث الطراونة: المؤسسة مطالبة بصناعة رسالة الدولة الأردنية
وقال رئيس مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون غيث الطراونة إن “المؤسسة هي صوت وصورة الأردن، إذ أنها مطالبة بصناعة رسالة الدولة الأردنية، حيث أنها بحاجة إلى موازنة أكبر لإيصال الرسالة إلى العالم بالطريقة المثلى”، مشيرا إلى أن “24 مليونا و838 ألف دينار وهي موازنة المؤسسة لعام 2022 تعتبر قليلة”.
وبين أن “المؤسسة بحاجة إلى تطوير وتحديث في التكنولوجيا والتقنيات المتغيرة”، مطالبا بدعم المؤسسة بالنفقات الرأسمالية “لتقديم محتوى مميز يراعي مبادئ وقيم وأخلاق المجتمع الأردني، ولترتقي بمستوى الوعي، وهي مسؤولية وطنية”.
ويؤكد مراقبون للشأن الإعلامي الأردني ضعف قدرة الإعلام الرسمي على التأثير في الرأي العام الأردني، ويقولون إن “التقصير الحكومي سبب رئيسي في ضعف الإعلام”، إذ أهملت الحكومة الإعلام الرسمي إلى درجة عدم الاكتراث، في حين أن الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن تحتاج إعلاماً يقود ويوجه، وإليه يتوجه الناس.
وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول إلى أن الموازنات التي ترصد لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء الأردنية تعتبر “تقشفية”.
في المقابل يعتبر إعلاميون أن “المطلوب هو تحرير الإعلام الرسمي من العقلية السياسية التي تتحكم فيه”.