وليد جنبلاط يستقيل مفسحا المجال لابنه تيمور لتولي قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي

مصادر قريبة من الحزب التقدمي الاشتراكي تؤكد أن الزعيم الدرزي كان يدرس منذ فترة تسليم ابنه قيادة الحزب.
الجمعة 2023/05/26
جنبلاط يفاجئ اللبنانيين باستقالته

بيروت - أعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط استقالته من رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي، ومن مجلس القيادة الحالي، في خطوة فاجأت اللبنانيين من حيث توقيتها، لكنها كانت منتظرة في سياق استكمال توريث ابنه تيمور مقاليد قيادة الحزب، بعد أن سلمه زعامة المختارة قبل نحو سبع سنوات.

ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية، الخميس، عن جنبلاط قوله “عملا بأحكام دستور الحزب ونظامه الداخلي، ندعو إلى مؤتمر عام انتخابي في الخامس والعشرين من يونيو المقبل”.

وكلّف الزعيم الدرزي (73 عاما) أمانة السر العامة بإتمام التحضيرات اللازمة وفق الأصول وبحسب الآليات المعتمدة، وإصدار التعاميم ذات الصلة بمواعيد قبول طلبات الترشيح ومهلة الانسحاب وكافة الشروط المتعلقة بالعملية الانتخابية وإعداد لوائح أعضاء المؤتمر العام وتوجيه الدعوات إليهم.

وتعقيبا على الاستقالة، اكتفى أمين السر العام للحزب ظافر ناصر بقوله إن “المؤتمر العام الانتخابي محطة طبيعية في مسار العمل الحزبي، والانتخابات أيضا مسار اعتدنا عليه في الحزب، وقرار اليوم تأكيد لهذا المسار الطبيعي”.

وكشفت مصادر قريبة من الحزب التقدمي الاشتراكي أن الزعيم الدرزي كان يدرس منذ فترة تسليم ابنه تيمور الذي يتولى حاليا رئاسة كتلة اللقاء الديمقراطي في البرلمان اللبناني قيادة الحزب، حيث يرى جنبلاط أنه “أصبح جزءا من التاريخ والماضي، فيما المستقبل هو لتيمور ولرؤيته”.

جنبلاط نجح على مدى سنوات في لعب دور بيضة القبان في المحطات السياسية التي مر بها لبنان

ويأتي قرار الزعيم الدرزي في وقت تشهد فيه البلاد أزمة مركبة، أحد أوجهها استمرار حالة الشغور الرئاسي بعد فشل البرلمان للمرة الحادية عشرة في انتخاب خليفة ميشال عون في قصر بعبدا.

وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد أبدى رفضه لدعم الثنائي الشيعي في ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، لكنه كان يحرص على ترك الباب مواربا لإمكانية التراجع عن ذلك، وهو ما يرفضه ابنه بشكل مطلق.

وكشفت أوساط لبنانية في وقت سابق عن تباينات في الرؤى بين الأب والابن حول كيفية إدارة ملف انتخابات الرئاسة، ذلك أن جنبلاط يرى بضرورة قراءة التوازنات القائمة، وعدم الانجرار خلف موقف حدي، وهو ما يتحفظ عليه تيمور الذي يرى أن الوضع يقتضي أسلوبا جديدا في التعاطي السياسي، مصرا على موقفه لجهة رفض دعم خيار فرنجية.

ويرى مراقبون أن جنبلاط بقراره الاستقالة عن قيادة الحزب سيترك فراغا كبيرا على الساحة اللبنانية، التي هي أحوج ما يكون لشخصية براغماتية مثله، مشيرين إلى أن الزعيم الدرزي أثبت قدرة كبيرة على التكيف مع التحديات الماثلة، ونجح إلى حد كبير في الحفاظ على دور سياسي متقدم للطائفة الدرزية في لبنان، محافظا بذلك على إرث والده كمال جنبلاط.

ويشير المراقبون إلى أن جنبلاط نجح على مدى سنوات في لعب دور بيضة القبان في المحطات السياسية التي مر بها لبنان، ولا تُعرف بعد قدرة ابنه تيمور على فرض نفسه على الساحة.

وكان الزعيم الدرزي قد سلّم ابنه تيمور في التاسع عشر من مارس 2017 زعامة العائلة السياسية، في احتفال أقيم في المختارة في الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط وحضره الآلاف من مناصريه.

ووضع جنبلاط كوفية الزعامة على كتفي تيمور متوجها إليه “يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عاليا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة”.

وفسح جنبلاط بتلك الخطوة لابنه الدخول بشكل فعلي في الحياة السياسية، حيث ترشّح تيمور إلى الانتخابات النيابية في دورة 2018 عن أحد المقعدين المخصصين للدروز في الشوف، وفاز، ليعود ويترشح إلى الانتخابات في دورة 2022 وفاز أيضا.

وورث جنبلاط زعامته السياسية عن أبيه المفكر والسياسي كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، والذي جرى اغتياله عام 1977.

2