ولد الغزواني يقترب من الفوز بولاية رئاسية ثانية

نواكشوط - أظهرت نتائج أولية أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا اليوم الأحد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وسع صدارته لسباق الانتخابات الرئاسية.
وقالت اللجنة إن ولد الغزواني (67 عاما) حصل على 55.05 بالمئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 71 بالمئة من مراكز الاقتراع بحلول الساعة 1040 بتوقيت جرينتش. وشغل الغزواني في السابق منصبي رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع ويتوقع على نطاق واسع فوزه بالسباق في الجولة الأولى.
وتظهر النتائج أن منافسه الرئيسي الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه أعبيد حصل حتى الآن على 22.87 بالمئة من الأصوات، بينما نال حمادي سيدي المختار رئيس حزب (تواصل) الإسلامي 12.99 بالمئة.
وتعهد ولد الغزواني (67 عاما)، وهو ضابط كبير سابق، بتعزيز الاستثمار لتحقيق طفرة في السلع الأولية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة حيث تتأهب لبدء إنتاج الغاز الطبيعي.
وقال بعد التصويت في العاصمة "الكلمة الأخيرة هي للناخبين الموريتانيين. أُلزم نفسي باحترام اختيارهم".
ويواجه ولد الغزواني ستة مرشحين منهم أعبيد، الذي جاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2019 بعد الغزواني بأكثر من 18 بالمئة من الأصوات. وكان الغزواني قد انتخب لولاية أولى في ذلك العام.
ومن بين منافسيه الستة الآخرين، المحامي العيد محمدن امبارك، والخبير الاقتصادي محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي سيدي المختار من حزب تواصل الإسلامي.
وأدلى الموريتانيّون بأصواتهم السبت للاختيار بين التغيير أو الاستمرار الذي يُجسّده الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني بعدما نجح في احتواء التوسّع الجهادي خلافا للوضع في دول الساحل المجاورة.
وخاض ولد الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا إحداث أوّل تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالي 4.9 ملايين نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يُسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.
ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، بينما تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات.
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية، تعهّد الرئيس المنتهية ولايته إحراز "انتصار ساحق في الجولة الأولى".
وانتشرت صوره مع شعار "الخيار الآمن" في كلّ مكان في العاصمة والأقاليم. وفي وسط نواكشوط، نُصبت خيم اجتمع فيها مؤيّدوه حيث رقصوا وغنّوا وتناقشوا.
وأدلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته في نواكشوط، وقال لصحافيّين "أهنّئ الناخبين على مستوى إدراكهم المرتفع وعلى حسّهم الديمقراطي". وأشاد بـ"مناخ السلم والهدوء" في يوم التصويت.
وجعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها.
ويغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً ويمثّلون أكثر من 70 في المئة من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثاً عن حياة أفضل.
وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولاية ثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.
وخلال الفترة 2024-2026، يُتوقّع أن يبلغ معدّل النموّ 4.9 بالمئة (3.1 بالمئة للفرد)، ذلك بفضل إطلاق إنتاج الغاز في النصف الثاني من عام 2024، حسب تقديرات البنك الدولي.
وانخفض معدل التضخم من ذروته البالغة 9.5 بالمئة في 2022 إلى 5 بالمئة في 2023، ويُتوقّع أن يواصل تراجعه ليبلغ 2.5 بالمئة في 2024.
وأبزر منافسَين للرئيس هما الناشط في مجال حقوق الإنسان بيرام الداه عبيدي الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وحمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية.
ويدعو كلاهما إلى تغيير جذري، و"وضع حدّ لسوء الإدارة والفساد"، وإجراء إصلاح عميق للتعليم والقضاء. وأدلى كلّ منهما بصوته السبت.
وقال الداه عبيدي إنّ "اللجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات تتآمر مع مؤيّدي الغزواني وتساعدهم على شراء أصوات الناخبين بالمال العام"، داعياً أنصاره إلى "محاربة التزوير" بكلّ الوسائل القانونيّة.
وأكّد الثاني أنّه سيبقى "يقظاً لأيّ انتهاك".
وكانت المعارضة قد شكّكت في الانتخابات التشريعية قبل عام.
من جهتها، شكّلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي تعتبره المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.
ولم يتوجّه سوى عدد قليل من المراقبين الدوليّين إلى موريتانيا. وأرسل الاتّحاد الأفريقي 27 مراقباً لفترة قصيرة، بينما لم يُرسل الاتّحاد الأوروبي بعثة، بل ثلاثة خبراء انتخابيّين فقط.