ولد الغزواني يتصدر الانتخابات الرئاسية وسط تشكيك من ولد الداه

نواكشوط - أظهرت نتائج أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا الأحد تصدّر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لسباق الانتخابات الرئاسية، وسط تشكيك من أحد منافسيه بيرام ولد الداه اعبيد الذي رفض تلك النتائج.
وأعلن المرشح للانتخابات الرئاسية الموريتانية بيرام ولد الداه اعبيد، الأحد، رفضه لنتائج الانتخابات الرئاسية التي يتواصل فرزها، مؤكدا أنه لا يعترف بمحمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للبلاد، وأنه سيعتمد فقط “ما توصلت إليه إدارة العمليات الانتخابية، التابعة لحملته، وسيقرر بناء على تلك النتائج النزول مع أنصاره إلى الشارع".
وبعد فرز 90 في المئة من الأصوات، حلّ الداه اعبيد في المرتبة الثانية بحصوله على 22.33 في المئة، خلف الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، حسب المنصة الإلكترونية للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وقال الداه اعبيد، في مؤتمر صحفي، إنه يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، واتهم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالتحضير لـ”انقلاب انتخابي". وأضاف أن إدارة حملته تحقق في النتائج الواردة في محاضر الانتخابات، ولن يقبل “التزوير". وأكد أن أنصاره بذلوا جهودا كبيرة خلال الحملة الدعائية، مؤكدا أن “ما توصل إليه من نجاحات لن يذهب في مهب الرياح".
وتشير المعطيات التي أصدرتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى تصدر الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، المرشح لمأمورية جديدة، نتائج الانتخابات الرئاسية. ووفق أرقام اللجنة، يتقدم الغزواني بفارق كبير إثر حصوله على 55.82 في المئة من الأصوات، بعد فرز نحو 90 في المئة منها.
وحلّ ثانيا المرشح والناشط الحقوقي الداه اعبيد بنسبة 22.35 في المئة، وبعده حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” (إسلامي معارض) بـ13 في المئة. وحلّ رابعا المحامي والنائب المعارض العيد ولد محمدن بـ3.46 في المئة، وفي المرتبة الخامسة السياسي مامادو بوكاري بـ2.24 في المئة.
وحلّ بعدهم المرشح والطبيب المعارض أوتوما سومري بـ2.14 في المئة، وأخيرا في المرتبة السابعة مفتش المالية محمد الأمين المرتجى الوافي بـ0.98 في المئة. وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات السبت نحو 55 في المئة، حسب لجنة الانتخابات.
والسبت، أدلى الناخبون الموريتانيون بأصواتهم في ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد لاختيار رئيس جديد أو التجديد لولد الشيخ الغزواني. ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، في حين تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموما الكثير من الهجمات.
وجعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها. ويغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاما ويمثّلون أكثر من 70 في المئة من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثا عن حياة أفضل.
◙ بعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد وتداعيات الحرب أوكرانيا يأمل الغزواني في إجراء المزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية
بعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد – 19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء المزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.
وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا بإحداث أوّل تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالي 4.9 مليون نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.
ولم تسجل أي حادثة ذات أهمية في البلاد خلال الانتخابات، بحسب مراقبين. وساد الهدوء العاصمة نواكشوط الأحد، بانتظار إعلان النتائج. وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها. وقال محمد عوا الذي يملك محلا تجاريا لوكالة فرانس برس “بحسب النتائج الأولية، يبرز (الرئيس) الغزواني و(المعارض) بيرام، نطلب من المنتخب أن يراعي مصالح السكان، لاسيما المتعلقة بالأمن".
وقال الطالب أحمدو سيد "أعتقد أن الانتخابات سارت على ما يرام. إلا أن نصف السكان يشككون في النتائج نظرا لسير الحملة الانتخابية. يقول البعض إنها افتقرت إلى الشفافية. وشخصيا لم ألاحظ ما يمكن أن يثير القلق”. شكّلت الحكومة الموريتانية مرصدا وطنيا لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي اعتبرته المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.