وكالة الطاقة تعارض تفاؤل منظمة أوبك

الأربعاء 2017/11/15
الاستعداد لتعديل البوصلة مرة أخرى

لندن – رجحت وكالة الطاقة الدولية أمس أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر القادمة في وقت يقلص فيه ارتفاع درجات الحرارة استهلاك الخام مما قد يدفع السوق مجددا صوب تسجيل فائض في النصف الأول من العام القادم.

وخفضت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا، توقعاتها لنمو الطلب على النفط في تقريرها الشهري بمقدار 100 ألف برميل يوميا للعامين الحالي والمقبل إلى 1.5 مليون برميل يوميا في 2017 و1.3 مليون برميل يوميا في 2018.

وتأتي تلك التوقعات مناقضة لتقرير منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي صدر قبل يوم واحد وجاء متفائلا بشكل كبير، بل إنه رجح حدوث انقلاب في الأسواق في العام المقبل لتسجل نقصا في الإمدادات بدل فائض المعروض.

ودفعت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتوقف الإمدادات لفترات متقطعة في مناطق مثل نيجيريا والعراق سعر النفط إلى فوق 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2015 بينما هبطت المخزونات العالمية، مما دفع الكثير من مراقبي السوق إلى رفع توقعاتهم للأسعار.

وقالت الوكالة إن الحد الأدنى المقبول للأسعار انتقل من 50 دولارا للبرميل إلى 60 دولارا للبرميل بافتراض أن تعطلات الإمدادات ستستمر وأن التوترات في الشرق الأوسط لن تنحسر.

وكالة الطاقة الدولية نقضت تقرير منظمة أوبك الذي رجح الاثنين تحول السوق من الفائض إلى العجز

لكنها استدركت قائلة إنه “إذا ثبت أن هذه المشكلات مؤقتة، فإن إلقاء نظرة جديدة على العوامل الأساسية سيؤكد وجهة النظر التي عبرنا عنها الشهر الماضي بأن توازن السوق في 2018 لا يبدو قويا كما يرغب البعض”.

وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج منظمة أوبك انخفض في أكتوبر بنحو 830 ألف برميل يوميا على أساس سنوي. وتوقعت أن يتراجع الطلب على خام المنظمة إلى 32.6 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من العام الحالي وإلى 32 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2018.

وبلغ معدل التزام المنظمة بتخفيضات الإنتاج المشتركة التي تنفذها مع عشرة شركاء والبالغة 1.8 مليون برميل يوميا، 96 بالمئة في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ دخول اتفاق خفض المعروض حيز التنفيذ في يناير.

وبخلاف ضعف الطلب، فإن نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك يشكل الخطر الأكبر على توازن السوق.

وقالت وكالة الطاقة “حتى بعد بعض التخفيضات المحدودة للنمو، فإن نمو الإنتاج من خارج أوبك بواقع 700 ألف برميل يوميا هذا العام سيعقبه ارتفاع بنحو 1.4 مليون برميل يوميا في 2018 وسوف يواجه نمو الطلب العام القادم صعوبة في مواكبة ذلك”.

وانخفضت مخزونات النفط في أغنى دول العالم 40 مليون برميل في سبتمبر لتنخفض دون ثلاثة مليارات برميل لأول مرة في عامين، مدفوعة بعوامل من بينها الإعصار هارفي الذي أدى إلى وقف معظم طاقة التكرير في الولايات المتحدة في أغسطس.

وقالت الوكالة “استنادا إلى سيناريو يتم فيه الإبقاء على المستويات الحالية لإنتاج أوبك، فإن سوق النفط تواجه تحديا صعبا في الربع الأول من 2018، حيث من المتوقع أن يتجاوز المعروض الطلب بواقع 600 ألف برميل يوميا، على أن يلي ذلك فائض آخر أقل قدره 200 ألف برميل يوميا في الربع الثاني من 2018”.

ومن المرجح أن يكون نمو الطلب العالمي على النفط تباطأ إلى 1.3 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام الحالي لأسباب من بينها تأثير الإعصارين هارفي وإرما في أغسطس وسبتمبر على الاستهلاك الأميركي.

وتوقعت وكالة الطاقة أن يتسارع النمو إلى 1.4 مليون برميل يوميا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي، رغم أن درجات الحرارة المعتدلة وارتفاع الأسعار سيكبحان الطلب.

11