وكالة الطاقة المتجددة: زيادة التمويلات الخضراء مفتاح أمن الطاقة

العالم يعاني من أزمة طاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
الجمعة 2022/11/11
التوازن ضروري في مثل هكذا مهمات

شرم الشيخ (مصر) - أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة الخميس أن زيادة التمويلات الخضراء أمر لا مفر منه كونه مفتاح أمن الطاقة لتقليل آثار تقلبات المناخ وتجنب الأزمات الجيوسياسية قدر المستطاع في المستقبل.

وقال مدير الوكالة فرانشيسكو لاكاميرا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إنه “لا أحد يمكنه أن يوقف تقدم” الطاقة البديلة، التي ستستمر بالازدهار رغم الصعوبات، لكن يجب أن تتقدم بسرعة أكبر لكي يحقق العالم أهدافه المناخية.

ويعاني العالم من أزمة طاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وباتت تجهد البعض من الدول خاصة في أوروبا لضمان إمداداتها من النفط ولاسيما من الغاز.

فرانشيسكو لاكاميرا: السؤال لا يتعلق بالوجهة بل بالسرعة المعتمدة والنطاق
فرانشيسكو لاكاميرا: السؤال لا يتعلق بالوجهة بل بالسرعة المعتمدة والنطاق

وأوضح لاكاميرا على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في منتجع شرم الشيخ المصري أنه “على المديين المتوسط والطويل لا سبيل آخر إلا في تسريع نزع الكربون”.

وقال إن “مصادر الطاقة المتجددة ليست جيدة فقط للمناخ وفرص العمل وإجمالي الناتج المحلي للبلدان، بل هي أيضا وسيلة فعلية لضمان الاستقلالية على صعيد الطاقة”.

وأضاف أن “السوق هي المحرك والسوق تقول من الآن بوضوح إننا نتجه نحو نظام يستند على الطاقة المتجددة ويستكمله الهيدروجين الأخضر”. وتابع “السؤال لا يتعلق بالوجهة بل بالسرعة المعتمدة والنطاق”.

وتهدف دول العالم إلى التوصل إلى إنتاج 5.4 تيراواط من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول نهاية هذا العقد، ما يشكل نصف 10.8 تيراواط ضرورية لاحترام التعهدات المناخية.

وفي يناير الماضي توقع معهد التمويل الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، بلوغ رأس المال المسؤول اجتماعيا (التمويل الأخضر) في كافة أنحاء العالم خلال العام الجاري نحو 1.8 تريليون دولار.

وأشارت بيانات المعهد إلى أن نسبة إصدار الأسواق الناشئة للسندات الخضراء زادت بنحو 227 في المئة لتصل إلى أكثر من 230 مليار دولار، فيما سجلت الاقتصادات المتقدمة نموا في حجم السندات بنحو 97 في المئة لتبلغ 75 مليار دولار.

ورأى لاكاميرا أن الولايات المتحدة لن تتراجع على الأرجح في اختيارها لمصادر الطاقة النظيفة الذي عززته أخيرا خطة الاستثمار الواسعة التي دفع بها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأكد أنه “خلال الإدارة السابقة (دونالد ترامب) كانت المحطات العاملة بالفحم قد بدأت تقفل أبوابها في الولايات المتحدة”.

واحتسبت الوكالة في تقرير نشر خلال كوب 27 أن الانتقال في مجال الطاقة ليس على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس الذي ينص على حصر الاحترار المناخي دون الدرجتين المئويتين وإذا أمكن عند 1.5 درجة مقارنة بالمرحلة التي سبقت الثورة الصناعية.

دول العالم تهدف إلى التوصل إلى إنتاج 5.4 تيراواط من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول نهاية هذا العقد

وشدد لاكاميرا على أن “الأرقام تفيد بأنه علينا مضاعفة طموحاتنا من الآن إلى 2030”.

وتتخلف أفريقيا راهنا في هذا المجال، مقارنة بما بإمكانها تحقيقه على صعيد الطاقة الشمسية.

فالاستثمارات في الطاقة المتجددة كانت في 2021 في أدنى مستوى لها منذ 11 عاما على ما جاء في تقرير لبلومبرغ أن.إي.أف ولم تستحوذ القارة إلا على 0.6 في المئة من الاستثمارات العالمية في القطاع.

وأكد لاكاميرا “تتمتع أفريقيا بقدرة هائلة. يمكنها إنتاج كميات من الكهرباء والطاقة تفوق ألف مرة حاجاتها. هذه القارة محطة كهربائية استثنائية”.

وأضاف “لكن علينا مراجعة الطريقة التي يتم فيها التعاون. ولا يمكن لأفريقيا أن تتطور وأن تتجه إلى نظام طاقة نظيفة من دون بنية تحتية مادية وقانونية جيدة”.

وحذر كذلك من الاعتماد على مشاريع طاقة أحفورية جديدة لتحقيق التنمية وهو حلم يراود دولا أفريقية كثيرة مثل السنغال والكونغو الديمقراطية.

وقال لاكاميرا “من مصلحة القارة أن تركب القطار الجديد وألا تبقى عالقة في تكنولوجيات قديمة”، مبديا قناعته بأنه يمكن لبلدان أفريقيا توفير الملايين من فرص العمل الجديدة وتسريع نموها جراء ذلك.

لكنه أكد على أنه لا يمكن تحقيق أي شيء إلا إذا كانت الدول المتطورة مستعدة لتسهيل الأمور ودعم الأفارقة والعمل معهم لجعل ذلك أمرا واقعا.

11