وكالة الأناضول ترفع تحدي توجيه الذكاء الاصطناعي في الإعلام

الإعلام التركي يريد توجيه دفة الرأي العام عبر التدفق الإخباري.
الجمعة 2023/12/15
ممر إجباري

يسعى القائمون على الإعلام التركي لتأمين أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي لتوجيه دفة الرأي العام عبر سيل من التقارير الموجهة في الأحداث المتسارعة التي تحتاج عادة إلى جيش من الموظفين.

أنقرة - قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي “أصبحت حقيقة مهمة في عالم الإعلام”، متسائلا: كيف سنتعامل مع هذا الواقع؟ كيف سنستفيد من هذه الفرصة؟ وكيف سنواجه هذا التحدي؟

ويطرح ألطون خلال مشاركته في منتدى إدارة الذكاء الاصطناعي في الإعلام الذي تنظمه الأناضول برعاية شركة توركسل للاتصالات، مسألة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخدمة الأهداف الإعلامية للوكالة التي أصبحت لسان الرئاسة التركية وليست الدولة.

وهو ما يشير إليه قوله “بما أننا نتحدث عن الإدارة، فمن الواضح أننا بحاجة إلى قيادة وتخطيط ورقابة قوية. إذا كان أحد هذه العناصر مفقودا، فلا يمكننا التحدث عن الإدارة السليمة للذكاء الاصطناعي”.

وتبحث تركيا عن طريقة لتوجيه تدفق الأخبار في وكالة الأناضول عبر الذكاء الاصطناعي بطريقة مطابقة لرؤيتها، بالاستفادة من تقنياته لتأمين كثافة إخبارية في الأحداث المتسارعة التي تتطلب جيشا من الموظفين.

وفي حين أن المؤسسات الإخبارية في جميع أنحاء العالم تتجادل لمعرفة ما إذا كانت ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار الخاصة بها أم لا، يسعى القائمون على الإعلام التركي لتأمين أقصى استفادة منه لتوجيه دفة الرأي العام عبر سيل من التقارير الموجهة.

الخطر المتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، هو التداول غير المنضبط للمحتوى المضلل والمحتوى المزيف

ويسهم الاستخدام الجيد لبرامج الذكاء الاصطناعي في تحقيق مسؤوليات المؤسسة الإعلامية للمحافظة على القيم المجتمعية ومصداقية الأخبار والموثوقية، من خلال تقديم محتوى إعلامي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات بشكل دقيق، والحد من الأخبار الزائفة.

وأردف ألطون “من أجل التغلب على التحديات التي تأتي مع الذكاء الاصطناعي في الإعلام والاستفادة من الفرص التي يوفرها، نحتاج أولا إلى العقل البشري والإدارة البشرية والقيادة البشرية، والتخطيط والسيطرة”.

وذكر أن الميزة الأساسية للذكاء الاصطناعي هي “قدرته على التعلم وتحليل البيانات وحل المشكلات والتكيف مع كل جديد”.

لكن في المقابل يمكن أن يفاقم الذكاء الاصطناعي المشكلات المحتملة مثل المعلومات المضللة والمؤامرات والكراهية التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الثقة في المؤسسات العامة.

وتتطلب الاستفادة من برمجيات الذكاء الاصطناعي كذلك، خلق ثقافة عامة بين العاملين في وكالات الأنباء تدعم النظام الإعلامي للذكاء الاصطناعي، ما يتيح لها إنجاز المزيد من الأعمال في وقت أقل وباحترافية عالية.

وتابع ألطون “نعلم جميعا أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إنتاج الأخبار بسرعة من خلال تحليل البيانات الضخمة وقدرات معالجة اللغة. ولهذا السبب، نعلم أنه أصبح عنصر جذب هاما جدًا في وسائل الإعلام”.

وأشار إلى أن “الخطر المتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، هو التداول غير المنضبط للمحتوى المضلل والمحتوى المزيف الذي يتعدى المعلومات الصحيحة”.

ونوه بمشكلة أخرى تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، وهي تجريد الثقافة الإعلامية من إنسانيتها، ما يؤدي ذلك إلى تضييق قطاع الإعلام من حيث القوى العاملة البشرية والحد من فرص العمل للعاملين في مجال الإعلام، ونقص التقييم التحريري، وخطر الاستقلال التحريري وإمكانية الحد من تنوع وجهات النظر.

وشدد على أنه “إذا أردنا إدارة استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، فيجب تحديث المعرفة بالوسائط الرقمية لتشمل إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي”.

ويؤكد المتخصصون أن الذكاء الاصطناعي يشكل مرحلة جديدة في صناعة الإعلام، ما يعني تسخير هذه التقنيات لخدمة الهدف الذي تريده وسيلة الإعلام، فالمؤسسات أمام قدرات هائلة للذكاء الاصطناعي قد تعالج فجوة نقص المهارات، وتسهّل عمل المحررين، لافتين إلى أنه خلق تحديات أيضا تتعلق بمزاحمة البشر في أعمالهم واستبدالهم، فضلا عن مخاوف تتعلق بالاحتيال والأخبار المزيفة.

وأعرب رئيس مجلس إدارة الأناضول ومديرها العام سردار قره غوز، عن رغبة الوكالة في إنشاء “فهرس للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي” في وسائل الإعلام.

وأشار قره غوز إلى أن “الذكاء الاصطناعي بات أحد التطورات الأكثر تأثيراً في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين”، مبيناً أن من المتوقع أن يصل الحجم الاقتصادي المرتبط بالذكاء الاصطناعي إلى 1.85 تريليون دولار بحلول عام 2030.

وتابع “كما هو الحال مع كل تطور تكنولوجي جديد، فإن الذكاء الاصطناعي له مزاياه وعيوبه، وهذا يجلب معه العديد من النقاشات”. وأوضح أن “الذكاء الاصطناعي يواصل الاندماج في حياتنا كل يوم، وسيعمل على تحسين تجاربنا في المستقبل ويقدم مساهمات في العديد من المجالات”.

قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام والصحافة إلى تهديد الخصوصية والأمن الإلكتروني، حيث يمكن أن يتم جمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين دون علمهم أو موافقتهم، مما يشكل تهديدًا لخصوصيتهم وأمنهم الإلكتروني.

تركيا تبحث عن طريقة لتوجيه تدفق الأخبار في وكالة الأناضول عبر الذكاء الاصطناعي بطريقة مطابقة لرؤيتها

وذكر أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي لن تساعد في إطلاع الجمهور على آخر المستجدات فحسب، بل ستساهم أيضاً في “تشكيل المجال السياسي ونسيج الحياة الاجتماعية”.

واستطرد “هناك نقطة مهمة تتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تتمتع بإمكانات هائلة والتي يجب أن نكون حذرين للغاية بشأنها، وهذه النقطة المهمة هي المعلومات المضللة التي من المحتمل أن ينتجها الذكاء الاصطناعي”.

وأضاف “ولهذا السبب، تعد مسألة الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة أحد أهم بنود جدول أعمال المنتدى، عندما يتم تحميل الذكاء الاصطناعي عمدا بمعلومات وبيانات متلاعب بها، يصبح من الصعب على الذكاء الاصطناعي إجراء تحليل دقيق”.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه أيضًا القدرة على “إنشاء محتوى مضلل وكاذب” بواسطة مقالات مقنعة يتم إنشاؤها باستخدام قدراته.

وأردف “من أجل التغلب على التحديات التي تأتي مع الذكاء الاصطناعي في الإعلام والاستفادة من الفرص التي يوفرها، نحتاج أولاً إلى العقل البشري والإدارة البشرية والقيادة البشرية، والتخطيط والسيطرة”.

وذكر أن الميزة الأساسية للذكاء الاصطناعي هي “قدرته على التعلم وتحليل البيانات وحل المشكلات والتكيف مع كل جديد”.

بالرغم من الفوائد العديدة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لصناعة الإعلام والصحافة، إلا أنه يحمل آثارا سلبية عديدة قد تهدد الصحافة وتشوش العمل الإعلامي.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على حيادية الإعلام من خلال تحليل البيانات وتوجيه المحتوى وفقًا لتفضيلات الجمهور، مما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الآراء المتشابهة وتقليل التنوع الإعلامي.

5