وقف تتبع نتنياهو قضائيا يفسح المجال لصفقة مع حماس

القدس - أثارت الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على القضاء الإسرائيلي هذه الأيام، لوقف تتبع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تساؤلات حول ما إذا كان الأمر يندرج في سياق الإعداد لصفقة شاملة تتضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وتعرض نتنياهو على امتداد الحرب على غزة لاتهامات من قبل معارضيه السياسيين وعائلات الرهائن الإسرائيليين، باستغلال الحرب للتهرب من المحاسبة في قضايا يواجهها أمام القضاء الإسرائيلي.

وفي خطوة مفاجئة، ألغت محكمة القدس الجزئية جلسات هذا الأسبوع من محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي في قضية فساد مستمرة منذ سنوات، وذلك استنادا إلى طلب تقدم به نتنياهو متعللا بأسباب دبلوماسية وأمنية سرية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان منشور للرئيس الأميركي على مواقع التواصل الاجتماعي قد أثر على قرار المحكمة.

وأشار ترامب في منشوره إلى أن المحاكمة ربما تتعارض مع قدرة نتنياهو على الانضمام إلى المفاوضات مع حركة حماس وإيران.

وجاء في الحكم، أن الأسباب الجديدة التي قدمها نتنياهو ورئيس جهاز الموساد ومدير المخابرات العسكرية تبرر إلغاء الجلسات.

ونتنياهو متهم منذ عام 2019 بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي تهم ينفيها جميعا. ووصف رئيس الوزراء المحاكمة بأنها مطاردة مدبرة من تيار اليسار تهدف إلى الإطاحة بزعيم يميني منتخب ديمقراطيا.

ورفضت المحكمة الجمعة طلبا من نتنياهو بتأجيل الإدلاء بأقواله للأسبوعين المقبلين لأسباب دبلوماسية وأمنية في أعقاب الصراع الذي استمر 12 يوما بين إسرائيل وإيران وتوقف يوم الثلاثاء الماضي.

وكان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة الاثنين لاستجوابه.

وقال ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال “ما يفعله ممثلو الادعاء الخارجون عن السيطرة مع بيبي نتنياهو ضرب من الجنون”، مضيفا أن واشنطن “تنفق مليارات الدولارات سنويا، أكثر مما تنفقه على أي دولة أخرى، لحماية ودعم إسرائيل. لن نؤيد ذلك.”

وأحجم متحدث باسم الادعاء الإسرائيلي عن التعليق على منشور ترامب. وأعاد نتنياهو نشر ما كتبه ترامب على حسابه على منصة إكس وأضاف “أشكرك مجددا… دونالد ترامب. معا سنجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى.”

وقال ترامب إن نتنياهو “حاليا” في طور التفاوض على اتفاق مع حماس. ولم يقدم ترامب أو نتنياهو تفاصيل. وعبر مسؤولون من الجانبين عن شكوكهم إزاء احتمالات وقف إطلاق النار قريبا.

وأثار ترامب الجمعة توقعات بالتوصل إلى اتفاق، قائلا إن وقفا لإطلاق النار قد يُبرم خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ردا على أسئلة الصحافيين “نحن نعمل على ملف غزة ونحاول إيجاد حل له.”

وزاد الاهتمام بإنهاء الصراع في غزة في أعقاب المواجهة بين إسرائيل وإيران، والتي دخلت على خطها الولايات المتحدة بقصف المنشآت النووية لطهران، قبل أن يعلن ترامب وبشكل مفاجئ انتهاء ما أسماه بـ”المشاجرة”.

ويعتقد محللون أن هناك اليوم صفقة يجري العمل عليها تتضمن إنهاء الحرب في غزة، يليها عقد اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية أخرى، في إطار اتفاقيات إبراهيم.