وقفة احتجاجية في عدن تطالب بتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"

عدن - طالب العشرات من نشطاء المجتمع المدني بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب) الأربعاء المجتمع الدولي بتصنيف "الحوثي" كجماعة إرهابية.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية دعت إليها منظمات المجتمع المدني، وأقيمت في ساحة كورنيش جزيرة العمال بمدينة "خورمكسر" بعدن تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف الخميس، مستذكرين جرائم الميليشيات خلال فترة سيطرتها على أجزاء من عدن في عام 2015.
وتهدف الوقفة إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى وحشية الجرائم الحوثية غير المسبوقة، والتعريف بمدى بشاعتها ومعاداتها للإنسانية، والتي لا تزال مستمرة في ارتكابها منذ انقلابها على الدولة اليمنية في سبتمبر عام 2014، في إطار حربها التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وأكد المشاركون في الوقفة ضرورة تصنيف الجماعة الانقلابية "إرهابية"، جرّاء ارتكابها الأعمال والممارسات الإجرامية والمجازر الدموية بحق المدنيين من سكان عدن ومحافظات اليمن الأخرى.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي شارك فيها وكيل محافظة عدن نصر الشاذلي وعدد من أسر شهداء وجرحى الاعتداءات الحوثية، شعارات من قبيل "حتى لا ننسى جرائم الحوثي في عدن"، و"صوت واحد: الحوثي جماعة إرهابية" وغيرهما من اللافتات التي تكشف جرائم الميليشيات.
وعقب الوقفة، قال الشاذلي في تصريحات للصحافيين "نشطاء المجتمع المدني في عدن حرصوا الأربعاء على تذكير العالم والمجتمع الدولي بالجرائم والمجازر التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق المدنيين في عدن إبان سيطرتها على بعض المديريات".
واستعرض المشاركون في الوقفة مشاهد وصورا من ممارسات الحوثي الإجرامية التي تسببت في تدمير المنازل والممتلكات الخاصة لسكان عدن، بالإضافة إلى الممتلكات العامة التي جسدت قيم التعايش في عدن وسلميتها.
وعرض المحتجون مشاهد تدمير المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية ودور العبادة والبنية التحتية من الخدمات والمقومات الاقتصادية التي تزخر بها مدينة عدن، من قبل الميليشيات الانقلابية.
ولفت المشاركون إلى سلسلة من الجرائم الحوثية الدموية المروعة باستخدام القصف الوحشي بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي استهدفت المدنيين والأعيان المدنية في عدن، في وقائع إجرامية قوبلت بتنديد واستنكار محلي وإقليمي ودولي.
وصنفت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء جماعة الحوثي كيانا مثيرا "اهتماما خاصا" لديها غداة مطالبة نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح بالإسراع في تصنيف الجماعة "منظمة إرهابية".
وحسب قانون تسمية المنظمات الإرهابية الأميركي فإن تصنيف أي جماعة أو منظمة أجنبية كمنظمة إرهابية، يجب أن تنطبق عليها قواعد أساسية، أهمها القيام بأنشطة إرهابية أو لديها القدرة على ذلك، وأن يكون هذا النشاط الإرهابي يهدد أمن مواطني الولايات المتحدة أو أمنها القومي.
ومنذ 26 مارس 2015 وحتى 17 يوليو من العام نفسه سيطرت جماعة الحوثي على مديريات "خور مكسر وصيرة والمعلا والتواهي، ودار سعد" قبل خروجها منها، فيما استعصى عليها دخول مديريات "الشيخ عثمان، والمنصورة، والبريقة".
وتشير إحصائيات يمنية إلى أن "جرائم" الحوثيين في عدن أسفرت عن مقتل نحو 2713 شخصا، منهم 100 طفل و190 امرأة، وإصابة نحو 17 ألفا و864 شخصا، فضلا عن عشرات الآلاف من المنازل المهدمة، واستهداف المنشآت الحيوية (كشركة مصافي عدن)، بمدينة البريقة، وميناء التواهي.
ودعا الشاذلي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "تصنيف ميليشيات الحوثي كجماعة إرهابية، كونها مارست أبشع الجرائم بحق الإنسانية في عدن ومختلف محافظات البلاد".
وخاطب الشاذلي جماعة الحوثي قائلا "أنتم إرهابيون ومارستم الإرهاب بحق أبنائنا وشبابنا والأجيال القادمة وعلى الجميع الاستماع للأصوات المطالبة بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية".
وتسببت الحرب في عدن إلى جانب أعداد القتلى والمصابين والبيوت المدمرة، في تدمير عدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية ودور العبادة والبنى التحتية.
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014.