وفد من طالبان في النرويج لبحث الأزمة الإنسانية

في أوسلو يفترض أن يلتقي وفد الحركة نساء وصحافيين وناشطين في مجالات حقوق الإنسان والعمل الإنساني.
السبت 2022/01/22
الأفغان على حافة المجاعة

أوسلو (النرويج) – يصل وفد من حركة طالبان الأحد إلى العاصمة النرويجية أوسلو في أول زيارة معروفة لهم إلى الغرب منذ عودتهم إلى السلطة في أفغانستان، لعقد اجتماعات تركز على الوضع الإنساني الحرج في البلاد وعلى حقوق الإنسان.

وأعلنت وزارة الخارجية النرويجية الجمعة أن وفدًا من حركة طالبان سيزور أوسلو بين الثالث والعشرين والخامس والعشرين من يناير الجاري لعقد لقاءات تتمحور حول الأزمة الإنسانية في أفغانستان وحقوق الإنسان.

وقالت الوزارة في بيان إنه من المقرر أن يلتقي الوفد في أوسلو ممثلين عن السلطات النرويجية ودول حليفة أخرى، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني الأفغاني.

أنيكن هويتفيلدت: المباحثات لا تشكل إضفاء للشرعية أو اعترافا بطالبان

وأوضحت أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي ستكون ممثلة في الاجتماع.

وقالت وزيرة الخارجية أنيكن هويتفيلدت في البيان “نشعر بقلق كبير إزاء الوضع الإنساني الخطير في أفغانستان حيث يواجه الملايين من الأشخاص كارثة إنسانية كبيرة”.

واتخذ الوضع الإنساني في أفغانستان منحى مأساويا منذ أغسطس وعودة حركة طالبان إلى السلطة في مواجهة خزائن شبه فارغة بعد سيطرتها على البلاد.

وتوقفت المساعدات الدولية فجأة وجمدت الولايات المتحدة 9.5 مليار دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني.

وتهدد المجاعة الآن 23 مليون أفغاني أو 55 في المئة من السكان حسب الأمم المتحدة التي تحتاج إلى 4.4 مليار دولار من الدول المانحة هذا العام لمعالجة الأزمة الإنسانية في البلاد.

وبعدما شددت على أن النرويج ستكون “واضحة” بشأن ما تنتظره ولاسيما ما تعلق بتعليم الفتيات وحقوق الإنسان، أكدت وزيرة الخارجية أن الاجتماعات المخطط لها “لا تشكل إضفاء للشرعية أو اعترافا بحركة طالبان”.

وأضافت “لكن علينا التحدث إلى السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن ندع الوضع السياسي يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي الخميس عن إعادة “وجود بالحد الأدنى” لطاقمه في كابول من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان بينما لم تعترف أي دولة حتى الآن بحكومة طالبان.

وبعد مشاركتها في عملية الحرية الدائمة الدولية التي أطاحت بهم من السلطة في 2001 أبقت النرويج -التي تقوم عادة بوساطات- على الحوار مع أعضاء طالبان لعدة سنوات.

ومع ذلك ينتظر المجتمع الدولي ليرى كيف يعتزم الأصوليون الإسلاميون حكم أفغانستان بعد أن تجاوزوا إلى حد كبير حقوق الإنسان خلال فترة حكمهم الأولى بين 1996 و2001.

الوضع الإنساني في أفغانستان اتخذ منحى مأساويا منذ أغسطس وعودة حركة طالبان إلى السلطة في مواجهة خزائن شبه فارغة بعد سيطرتها على البلاد

وتقول حركة طالبان إنها تطورت، لكن النساء مازلن مستبعدات إلى حد كبير من الوظائف العامة ومازالت معظم المدارس الثانوية للبنات مغلقة.

وفي أوسلو يفترض أن يلتقي وفد الحركة نساء وصحافيين وناشطين في مجالات حقوق الإنسان والعمل الإنساني والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وقبل النرويج زارت حركة طالبان إيران وتركيا وباكستان والدوحة حيث أجرت محادثات مع ممثلين أميركيين.

وأبقت دول عدة -من بينها باكستان وروسيا والصين وتركيا والإمارات وإيران- سفاراتها مفتوحة في كابول بعد استحواذ طالبان على السلطة في منتصف أغسطس دون الاعتراف بحكومتها.

وبدأت وزارات الخارجية الغربية من جهتها إجلاء أفراد طواقمها منذ النصف الأول من 2021 مع بدء عمليات انسحاب القوات الأميركية نهائيا من أفغانستان. وانتهى هذا الانسحاب في نهاية أغسطس بإجلاء 120 ألف شخص من البلاد.

5