وفد من حماس إلى القاهرة لاحتواء التوتر بين الجانبين

حركة حماس تعيد توجيه بوصلة مسار المصالحة والوحدة الوطنية إلى القاهرة بعد فشل لقاءها بفتح في تركيا.
الأحد 2020/10/25
مبعوث لتهدئة الأجواء بين حماس والقاهرة

غزة – سيتوجه وفد من قيادات حركة حماس إلى مصر لبحث عدة ملفات أبرزها المصالحة الفلسطينية وأوضاع قطاع غزة.

ويحاول قادة حماس من خلال هذه الزيارة معالجة الفتور الذي شاب العلاقات بين الجانبين، إثر غضب مصر لاختيار قيادتي "حماس" و"فتح"، في سبتمبر الماضي، اللقاء في تركيا، متجاوزتين الدور المصري في ملف المصالحة.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في بيان صحافي، أن الوفد سيترأسه نائبه صالح العاروري في زيارة لـ “التأكيد على العلاقات الأخوية الراسخة مع جمهورية مصر العربية، والتباحث في جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك”.

وأشار هنية إلى أنه سيتم البحث في القاهرة بشأن “مسار المصالحة والوحدة الوطنية، والأوضاع في قطاع غزة على المستوى الإنساني، وتطورات الأوضاع مع الاحتلال والمستجدات السياسية التي تمر بها المنطقة”.

وهذه من المرات النادرة التي تتأزم فيها علاقة القاهرة بالفصيلين الفلسطينيين في الآن ذاته، إذ لطالما حافظت على روابط قوية لاسيما مع فتح، لاهتمامها الكبير بالقضية الفلسطينية، وتأثيراتها المتشعبة على أمنها القومي.

وكان وفد أمني مصري أجرى زيارة إلى قطاع غزة للقاء مسؤولين في حماس في العاشر من الشهر الماضي، علما أن القاهرة تتوسط بين حماس وإسرائيل بشأن تفاهمات التهدئة إضافة إلى دورها في رعاية المصالحة الفلسطينية.   

وحرصت القاهرة دوما على أن تحتفظ بعلاقاتها مع حركة فتح وحماس، ما جعلها قاسما مشتركا في غالبية حوارات المصالحة الوطنية، والتهدئة مع إسرائيل، ومفاوضات السلام، ولم تبرح جزءا كبيرا من حركات وسكنات القضية الفلسطينية.

وتتعامل القاهرة مع حماس على أنها حركة إخوانية، إلا أنها تقبل الحوار معها لأسباب تتعلق بتقديراتها للقضية الفلسطينية، وتأثيرها على الأمن القومي، بعد سيطرة الحركة على قطاع غزة.

ومنذ فشل الوساطة المصرية في إنهاء الجولة الأخيرة من التصعيد بين حماس وإسرائيل، بدت القاهرة غير مرتاحة لتحركات الحركة مع كل من قطر وتركيا وإيران، وهاجمت وسائل إعلام مصرية حماس، ما يكشف عدم رضاء القاهرة عن تحركاتها، إلا أنّ حماس حاولت التبرير بأن الهجوم عليها جاء بغرض حرص القاهرة على الاستئثار بملف الوساطة، وروجت معلومات خاطئة بشأن تبني مصر “موقف الاحتلال الإسرائيلي” في الدور الذي تقوم به للحفاظ على التهدئة.

وعلى عكس الصفقات السابقة التي توسطت فيها مصر، فإن الصفقة الأخيرة بين فتح وحماس كانت تحت رعاية تركيا في محاولة منها للعب دور سياسي وتحشيد الرأي العام ضد قرار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.

وقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الملاذ والدعم لحركة حماس، بما في ذلك منح الجنسية التركية لبعض القياديين فيها، كجزء من محاولاته لتوسيع نفوذ تركيا في المنطقة.

وسبق أن فشلت كل الاتفاقات السابقة التي رعتها مصر وقطر والسعودية في إنهاء الصراع المستمر بين حركتي فتح وحماس منذ ثلاثة عشر عاما.

من جهة أخرى، أشار هنية إلى “تسارع إعلانات التطبيع بين بعض الأنظمة العربية وإسرائيل والتي كان آخرها الإعلان الأميركي عن الاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي السوداني”.

وقال بهذا الصدد “إننا نجدد إدانتنا لهذا الشطط السياسي والذي يعكس طبيعة الانفصام  بين بعض الحكام وضمير الأمة وتاريخها المجيد”.

وأضاف “نحن على يقين أن الاتفاق السوداني الإسرائيلي لا يعبر عن أصالة الشعب السوداني ومواقفه التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ونشيد بالأصوات والمواقف المقدرة من داخل السودان التي عبرت عن رفضها للتطبيع”.

واعتبر هنية أن الاتفاقات مع إسرائيل “لن تنجح في أن تعيد رسم خارطة المنطقة وفق المزاج الإسرائيلي، فهذه الخارطة ترسمها فقط الشعوب المتمسكة بثوابتها وبحقوقنا الراسخة في فلسطين”.