وفد بحريني وآخر ليبي يلتقيان الإدارة السياسية الجديدة في دمشق

وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية يناقش مع الشرع قضايا الهجرة والطاقة والتبادل التجاري، ويعلن رفع التمثيل الدبلوماسي بتعيين سفير قريبا.
السبت 2024/12/28
وفد بحريني في دمشق للتشاور والتنسيق

دمشق – التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني السبت، وفدين من البحرين وليبيا، في إطار حركة دبلوماسية نشطة تشهدها العاصمة دمشق منذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.

ووصل الوفد البحريني بقيادة رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي، الشيخ أحمد بن عبدالعزيز آل خليفة، قصر الشعب في دمشق.

ونشرت وكالة الأنباء السورية سانا السبت صورا للشرع مع رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي البحريني بدون تفاصيل حول المحادثات التي عقدت بينهما.

وقادت هيئة تحرير الشام التي يتزعمها الشرع هجوما في نوفمبر أدّى إلى إسقاط الأسد في الثامن من ديسمبر.

وشهدت دمشق حركة دبلوماسية نشطة مذّاك حيث تدفقت إليها وفود عربية ودولية للقاء السلطات الجديدة في البلاد.

وفي 14 ديسمبر، دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر في ختام اجتماع في العقبة أقصى جنوب الأردن إلى عملية سياسية سلمية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وقال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة في رسالة نشرتها وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا) في اليوم السابق إن بلاده "على استعداد (...) لمواصلة التشاور والتنسيق مع سوريا الشقيقة، ودعم المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق ما فيه صالح الشعب السوري الشقيق".

وفي ما يتعلق بالوفد الليبي الممثل لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها الذي التقاه الشرع فقد ناقش الطرفان العلاقات الدبلوماسية ومسائل الطاقة والهجرة.

وتعد هذه الزيارة هي أولى من نوعها لمسؤولين ليبيين إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد.

وخلال مؤتمر صحافي في قصر الشعب بدمشق، قال وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية علي اللافي بعد لقائه الشرع "عبرنا...عن دعمنا الكامل للسلطات السورية في نجاح المرحلة الانتقالية الهامة".

وأكّد الطرفان "على أهمية التنسيق والتعاون المشترك...خاصة في الملفات ذات الطابع الأمني والعسكري"، وفق اللافي، بالإضافة إلى "مناقشة أوجه التعاون في مجالات مختلفة متعلقة بملف الطاقة والتبادل التجاري بين البلدين" و"ملف الهجرة غير الشرعية".

وفد ليبي يبحث أوجه التعاون مع السلطات الجديدة في سوريا=
مناقشة أوجه التعاون في مجالات مختلفة

ولا تزال ليبيا منقسمة بين حكومتين الأولى الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومقرّها في العاصمة طرابلس، وأخرى منافسة في الشرق مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وكانت سلطات شرق ليبيا أعادت في مارس من العام 2020 فتح سفارة ليبية في دمشق بعد ثماني سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وسوريا.

وأعلن الوزير السبت أنه سيتم "رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين" بحيث ستعين طرابلس "قريبا سفيرا دائما ومقيما هنا في دمشق".

وأوضح أن "السفارة موجودة، واليوم حضر معي الاجتماع القائم بالأعمال ونحن نسعى إلى أن يكون هناك سفير دائم".

وليس واضحا ما إذا كان القائم بالأعمال قد عيّن حديثا إثر سقوط الأسد.

والأربعاء، تلقى وزير الخارجية بالإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، اتصالا هاتفيا من اللافي، أكد خلاله الأخير دعم بلاده للشعب السوري وإدارته الجديدة عقب سقوط نظام الأسد.

وكان اللافي قد ترأس وفد بلاده، الذي ضم مدير الاستخبارات العسكرية محمود حمزة، ووزير العمل والتأهيل علي العابد، للقاء أركان الإدارة السورية الجديدة في قصر الشعب بدمشق.

ودعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق الأحد، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا "في أسرع وقت ممكن".

وفرّ الأسد من البلاد بعدما أطلقت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، هجوما سيطرت من خلاله على مدينة تلو الأخرى إلى أن وصلت إلى دمشق في الثامن من ديسمبر، ليُسدل الستار على حكم عائلته الذي استمر لأكثر من 5 عقود.

وبعد نزاع مدمر استمر أكثر من 13 عاما، تواجه الآن الإدارة السورية الجديدة مهمة صعبة تتمثل بفرض الأمن وبحماية الدولة متعددة الطوائف والعرقيات من انهيار أكبر. وكانت منذ وصولها إلى دمشق قد تبنّت خطابا معتدلا وتعهّدت بحماية الأقليات، بما في ذلك العلويين، طائفة الأسد.